أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - رحيل الصنم : عن التعذيب ودولة الفساد















المزيد.....

رحيل الصنم : عن التعذيب ودولة الفساد


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1668 - 2006 / 9 / 9 - 07:50
المحور: حقوق الانسان
    


حينما يغيب مفهوم الدولة ولاتجد العدالة لها مكان تتواجد فيه , وحينما يصبح الحاكم هو القاضي , وهو القائم علي تنفيذ الأحكام القضائية , فلا تنتظر أمن ولا أمان , ولاتنتظر إعطاء حقوق أو فرض إلتزامات , حينما تفتح أبواب السجون والمعتقلات تحت دعاوي القوانيين الإستثنائية وقوانين الطوارئ , وحينما تصبح الأحكام العرفية هي الحاكم والقاضي والجلاد فلا تنتظر أمل في إصلاح أو تنتظر تغيير للأ فضل .
حينما تغرب شمس دولة القانون تبزغ شمس دولة الصنم , وحينما يغيب العدل يحضر بقوة وطغيان سلطان الفساد , وحينما يعين الحاكم القاضي , ويعطيه راتبه , وحوافزه , وبدلاته الوظيفية , وحينما يكون أمر ترقية القاضي , وأمر ندبه لأعمال قضائية أو غير قضائية مقابل بدل مادي , وحينما يكون أمر الإعارة للقاضي لدولة من الدول مقابل رواتب مالية عالية , وحينما يكون أمر نقل القاضي من مكان إلي مكان سواء بعيد أو قريب من سكن القاضي , وحينما يكون الحاكم بيده التقارير السرية لترقية القضاة , وحينما يكون الحاكم بيده فصل القاضي أو عزله أو نقله إلي أعمال غيرقضائية , حينما يكون هذا شأن الحاكم مع القضاة , فهل يمكن لنا أن نقول أنه يوجد قضاء او يوجد قضاة ؟!
حينما يضرب القاضي بالحذاء , ويسحل علي الأسفلت , ويتم ضربه ضرباً مبرحاً وتحدث به إصابات بليغة مابين الجروح والسحجات والكدمات , هل يصح أن نقول أن في مصر قضاء ؟!
أعتقد أن هذه المسألة محل نظر !!
ومايعنينا في هذا الأمر هو أنني إنسان مجرم , وقد إرتكبت جريمة من الجرائم التي يعاقب عليها القانون بالإعدام , أو المؤبد , أو السجن مع الأشغال الشاقة , أو السجن فقط من غير أشغال , والمهم أنني إرتكبت جريمة , هل من حق أي كائن من كان قدره أو مقداره أن يقوم بتعذيبي وضربي وإهانتي بأي إهانة بدنية أو نفسية , او إنتهاك عرضي وعرض أسرتي واهلي ؟
هل من حق أي إنسان أن يقوم بقتلي لمجرد أنني إرتكبت جريمة من الجرائم من رجال السلطة التنفيذية ؟
في دولة الفساد هذه هي القاعدة التي تبني علي أن من حق ضباط الشرطة ومعاونيهم من المرشدين والمخبرين أن يقوموا بإنتهاك حرمات البيوت وهتك عرض ساكنيها والتعدي عليهم بالسب والشتم والضرب وإستخدام كافة أنواع التعذيب بل وحتي التعذيب حتي القتل , ثم دفن المتهم في أي مكان والإدعاء بالهروب جاهز ومكتوب بأن المتهم قد هرب , أو الإدعاء بأنه إنتحر , أو أخذ يضرب برأسه في حائط السجن حتي نزف وتوقف النبض وتوفي ,ويأتي تقرير الطب الشرعي هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية, أو حتي تركه في حالة من الحالات دون تقديم إي إسعافات له وتركه حتي يموت , فالمهم لدي المسؤل هو الراتب الوظيفي الذي يتقاضاه آخر الشهر والمشمول بالحافز والبدل الذي يتقاضاه من وظيفته التي هي الضرب والتعذيب والقتل وهتك الأعراض وإنتهاك الحرمات !!
بل في دولة الفساد إذا دخلت أي قسم من أقسام الشرطة ومراكز الشرطة تجد بها العديد من الأدوات والتي يسمونها بالعدة أي عدة الشغل وهي لفافات سجائر محشوة بالحشيش , ولفافات البانجو , ومخدر الحشيش المجهز باللفات السلوفانية الزرقاء أو الخضراء , والنقود والعملات المزيفة والمزورة , ومجموعة من الأسلحة النارية الصناعة المحلية التي غالباً ماتكون فرد خرطوش صناعة محلية أو مسدسات معطوبة وغير صالحة للإستخدام والصالحة للإستخدام , وهذا غير متكرر وإنما المتكرر الفرد الخرطوش الصناعة المحلية , بل وتوجد مجموعة من السكاكين والسنج والمطاوي والالات الحادة لزوم تلفيق التهم علي الشعب الفقير المنهك المعدم الذي أكل منه القهر وشرب منه الظلم ورعاه الفساد والطغيان السلطوي .
في دولة الفساد والإستبداد وإغتصاب الحكم والسلطة وإحتكار جميع إرادات المواطنين إلا إرادة الحاكم الفرد الصنم المعبود بفساده وظلمه وطغيانه من كافة أصحاب الطاعة والولاء للفساد والظلم الإجتماعي والسياسي والإقتصادي , هذا الحاكم الصنم المعبود لمصالحه وتواطؤه مع معبوديه الذين في حقيقة الأمر يعبدون مصالحهم الفردية ويكفرون بالمصالح الإجتماعية والوطنية , ومن ثم كانت الأنا الفردية أعلي من مصلحة الوطن , هذا الحاكم الصنم لايري إلا مصلحته ومصلحة معاونيه من أعضاءعصابة سرقة وسلب ونهب الوطن دون رقيب أوحسيب أو أي مسؤلية من المسؤليات الشعبية أو الرقابية والتشريعية لأنه أي الحاكم الصنم يرأس جميع السلطات في الوطن المنهوب المسلوبة إرادته أمام إرادة الصنم !!
في دولة الفساد والظلم والإستبداد الحاكم الصنم يدعو رعاياه إلي الكفر بالوطن والنشيد والعلم , ويدعوهم للإيمان به في سلبه ونهبه وسرقاته التي يعطي منها كفار الأوطان الفتات ويستولي الصنم علي كامل الغنائم والأسلاب من الوطن , فلا إيمان إلا بالحاكم والمصلحة , ومن هنا تضيع الأوطان ويصبح المواطنيين رعايا من ضمن رعايا دولة الصنم !!
في دولة الحاكم الصنم الفرد لا قانون ولا دستور ولا تشريعات , ولاحماية لحقوق المواطنين , ولامعارضة ولا تصحيح لمسار خاطئ , بل ولاحياة , فالحياة منحة من الصنم ,إذا أراد منحها إياه , وإذا أراد سلبها منه بالخطف والقتل والسجن والتعذيب والإعتقال .
فماذا يريد الصنم ؟
لقد سرقت وسلبت ونهبت , وبعت , ووهبت , ورهنت الوطن , لقد ضيعت كرامة الوطن , وسلبت كرامة المواطن , لقد سجنت , وأعتقلت , وعذبت , وقتلت , وشردت , لقد أصبح الوطن خرابة بفعل سياساتك أيها الصنم !!
فلماذا يتم تعذيبي ؟ ولماذا أهان ؟ ولماذا ينتهك عرضي ؟ وينتهك شرفي ؟ ولماذا تنتهك آدميتي وحقي في الحياة ؟
لماذا أيها الصنم تقتلني ؟
هل لمجرد أنني أكشف سؤاتك , واعري عوراتك , وأفضح سرقاتك , وأكشف سلبك ونهبك , وأفضح خياناتك للوطن وللمواطن ؟
و.. أليست هذه حقائق ؟!!
بل .... حينما أرتكب جريمة , لماذا تأمر جلاديك بتعذيبي وضربي وجرحي , بل وقتلي ؟
لماذا يا أيها الصنم الكافر بالوطن ؟
لماذا لايتم القبض علي بواسطة الشرطة ويتم تحويلي للنيابة العامة وتحقق هي معي , وترسلني لمحاكمة عادلة أمام القاضي الطبيعي لا الإستثنائي , ويتم القضاء بالبراءة أو بالإدانة ,وأقضي العقوبة إذا تمت إدانتي , وأنعم بحياتي إذا تمت تبرئتي ؟
هل هذا صعب ؟
لماذا أيها الصنم جعلت أقسام الشرطة ومراكز البوليس سلخانات بشرية يتم استخدام أبشع
أنواع التعذيب والقتل فيها ؟
لماذا أهان من فرد أو عدة أفراد المفروض أنهم مواطنين مثلي يشتركون معي في حق المواطنة ؟ هل لهم حقوق أكثر من حقوقي ؟ هل لهم ميزات أفضل بالنسبة لي وبالنسبة لباقي المواطنين ؟ ومن الذي منحهم هذه الميزات والأ فضليات علي باقي أبناء الشعب ؟
بل من الذي أعطاهم صك الدخول في كلية الشرطة ؟
وهل المتفوقين من أبناء الشعب لهم الحق في الإلتحاق بأكاديمية الشرطة ؟ أو الكليات العسكرية ؟ أو النيابة العامة؟
أعتقد لا .. ليس لهم الحق في ذلك !!
ايها الصنم : هل إختارك الشعب لقتله , وتعذيبه , أو جرحه , وضربه , وإعتقاله , وسجنه , وهتك عرضه وشرفه ؟
هل اختارك الشعب لتبديد ثرواته وسرقة مقدراته وتضييع كرامته وشرفه وأمنه ؟
هل إختارك الشعب لتفعل ما لايريد الشعب ؟
أعتقد أن الشعب لم يختارك لأنك موجود علي كرسي الحكم والسلطة بالفساد واللصوص والطغيان والإستبداد !!
وأعتقد أن الشعب لن يرضي ان يكون أبنك وريثاً لك في التكية المسماة مصر , ولن يسمح أن تستمر مسيرة الفساد والتعذيب والقتل والسجن والإعتقال , فالشعب كالقدر يغلي , وينتظر الإنفجار , وساعتها سنحطم الصنم , وتعود الحرية لمصر ولشعب مصر , وتفر انت ولصوص الوطن كالفئران المذعورة , وتعود مصر بهية المعجبانية !!
مبارك : من فضلك كفي , نرجوك إرحل , فمصر تبكي منك ومن عصابة لصوص الوطن , إرحل ودع مصر للمصريين فأنت وأسرتك , وعصابة لصوص الوطن لستم بمواطنيين مصريين !!
وحينما ترحل سيسقط الصنم , وتتكسر الأقفال , وتفتح أبواب السجون والمعتقلات , ونتنسم أنفاس الحرية , وتعود مصر للمصريين .



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والعلم : ملامح أزمة
- في مصر : جرائم التعذيب والقتل والإعتقال : مسؤلية من ؟
- الحلم .. والورقة البيضاء
- !! تقسيم الإسلام : الشيعة والسنة : أين الإسلام ؟
- لبنان بعد الحرب : سياسة اللعب علي أرض الغير: هل ستنتهي ؟!!
- إلي الشعب المصري : من هو عدوكم الأول ؟
- بين المرضي والقتلي : تحريم الزهور ودية قتلي القطار ؟
- مابعد حرب لبنان : ماذا يدور في العقلية الإسرائيلية ؟
- الإخوان المسلمين : الجماعات الدينية : هل من رابط مشترك ؟
- مابعد حرب لبنان : ماذا يدور في العقلية
- عن خانة الديانة
- العقل : بين النص المقدس المتناهي والقضايا اللا متناهية
- عن رؤساء الأحزاب السياسية : مادوركم ؟!!
- الدين والمصلحة : المقدس والمدنس : أين الحقيقة المطلقة ؟
- عن الدين والمصلحة : المقدس والمدنس
- والحرب .. لم تنتهي : فماذا بعد ؟
- مبارك الإبن : عن أزمة لبنان : ماموقف لجنة سياسات الحزب الحاك ...
- إلي الحكام العرب : لماذا فعلتم مافعلتم بأوطانكم ؟
- الأنظمة العربية : هذا موقفكم مع لبنان : فماذا سيكون مع فلسطي ...
- الدين والسياسة : المقدس والمدنس : لبنان مثالاً


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...
- الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت اليوم بشأن منح دولة فلس ...
- خارجية فلسطين تدين اعتداء المستوطنين على مقرات -الأونروا- با ...
- شاهد..رأي صادم لواشنطن بعضوية فلسطين في الامم المتحدة!
- ارتفاع درجات الحرارة يضاعف معاناة النازحين في قطاع غزة
- تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري ...
- الجمعة.. تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن -عضوية فلسطين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - رحيل الصنم : عن التعذيب ودولة الفساد