إلي الحكام العرب : لماذا فعلتم مافعلتم بأوطانكم ؟

محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 07:58
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

المواطن العربي مأزوم بالواقع السئ , مهموم برغيف الخبز , مخنوق بحبل الصمت , مشلولة إرادته بأفعال الإستبداد , أمله ضائع بصنائع الفساد , لايستنشق هواء ولكن يستنشق غازات سامة , غاب عن قاموسه معاني الحرية , فالسجون والمعتقلات مشرعة أبوابها , المواطن العربي لايعرف ماهو الحب ؟ , وماهو النسيم العليل ؟ , وماهي الذكريات , وماهي المشاعر والأحاسيس ؟ , وماذا يعني الوجدان ؟ , ماذا يعني أن أكون مواطناً في دولة عربية ؟, وماهي حقوق الوطن وإلتزامات المواطنة ؟ كيف أمارس حريتي في السياسة والدين والفن والحياة ؟ ومن الذي وضع القيود علي تلك الحريات ؟ كيف يكون لي دور في صناعة قرارات تصدر بإسم الوطن ؟ ومن هو صاحب القرار الأوحد في تلك الأوطان ؟ هل هو الفساد والإستبداد وإغتصاب الحكم والسلطة ؟ هل هو التبعية والعمالة للأجنبي ؟ هل هي شهوة البقاء في السلطة منذ تولي الحكم وحتي الوفاة ؟ لماذا لايحصل المواطن العربي علي حقوقه من الدخل القومي لوطنه من عائدات النفط والمعادن ومن الثروات الطبيعية المملوكة لكل أبناء الوطن علي السواء ؟ ومن هو الذي يحول بين المواطنين وبين حقوقهم ؟ ومن ذا الذي يتكلم بإسمهم دون أن يريدوا النطق أو حتي مجرد التفكير في هذا الكلام ؟ من الذي إختزل إرادات المواطنين العرب وجعلها إرادة واحدة وواحدة فقط ؟ أنهم الحكام العرب !! أنها السياسات العربية النابعة من عقول حكمت فأفسدت طعم الحياة , وأفسدت طعم الحرية , وأفسدت طعم العزة والكرامة , وأفسدت طعم الإستقلال , وأفسدت طعم الوطن , وأفسدت طعم التدين الفطري البسيط , ,افسدت طعم الشعور بالأمن والأمان داخل الوطن وخارجه .
إنهم الحكام العرب أساس كل بلوي , وأس كل مصيبة , وأساس التخاذل العربي حكام عرب , وأساس العار العربي حكام عرب , وأساس الهوان العربي هم الحكام العرب , إنهم الحكام العرب أساس الخيانات المتوالية للأوطان والمواطنين فهم يحكموا علي غير إرادة الشعوب , وقراراتهم علي غير إرادة الشعوب , وعلاقاتهم الدولية والخارجية علي غير إرادة الشعوب , بل وفسادهم وإستبدادهم وإغتصابهم للحكم والسلطة علي غير إرادة الشعوب , وبالصريح من القول الشعوب العربية تكره الحكام العرب وتلعنهم في المساجد والكنائس سراً مخافة سماع العسس للدعاء علي الحكام ومعاقبة الفاعل بالسجن والإعتقال , الشعوب العربية كارهة لحكامهم , ولاعنة لهم , ورافضة لحكمهم , والحكام يعلمون ذلك , ومع ذلك العلم يصرون علي البقاء في الحكم مقابل كتم أنفاس الشعوب وقتل حرياتهم وتهديد أمنهم وسلامتهم , وتهديد مستقبلهم .
فلا أحزاب سياسية لها دور في الحياة السياسية , ولا سمعنا عن تداول للحكم والسلطة في بلد عربي , ولاعلمنا بمظاهرة ضد رئيس دولة عربية حماها الأمن في تلك الدولة حتي تنفض بسلام وأمان , لم تعرف المظاهرات في الدول العربية هذا الإسلوب , وإنما عرفت المظاهرات في الدول العربية بضرب المتظاهرين وسحلهم وهتك أعراضهم علي الطرقات وفي الشوارع العامة , لايمنع أن يتم قتل مجموعة من المتظاهرين والباقي يسحل حتي الوصول بهم إلي السجون والمعتقلات !!
ماعلمنا عن حاكم عربي أخذ قراراً بناء علي رأي الشعب , وماعلمنا عن حاكم عربي أتصف بالعدل وإرتفع بكرامة الوطن علي أساس كرامة المواطن , وماعلمنا عن حاكم عربي كان العدل أساس حكمه والحرية هي نبراسه , ورخاء الشعب هو هدفه , وأمن الوطن والمواطن هو أساس وجوده في الحكم والسلطة !!
فلماذا الحكام العرب كذلك ؟ لماذا لاينحازوا إلي المواطنين ؟ ولماذا هم مستبدون سارقون للحكم والسلطة وحامون للفساد والسرقة والسلب والنهب المنظم للأوطان ؟ لماذا يحتمون بهاروات وعصي الأمن المركزي في أوطانهم ؟ ولماذا يستعينوا بالعسس والجواسيس وأجهزة الأمن في حكمهم ؟ هل الحكام يخافون من الشعوب ؟ ولماذا يخافون من الشعوب ؟ .
أيها الحكام العرب ماذا لديكم لشعوبكم ستقدموه ؟ بعد أن قدمتم لهم المذلة والعار والهوان ؟ بعد أن قدمتم لهم السجون والمعتقلات والقتل والتعذيب ؟ ماذا لديكم تفكرون في سرقته وسلبه ونهبه وبيعه ورهنه من الأوطان ؟ ماهي خططكم للمستقبل ولأوطانكم ؟ .
لوكان لديكم حمرة خجل أو حياء أيها الحكام العرب لشربتم سماً ناقعاً ماينفع معه دواء !!
أيه الحكام تذكروا عار العراق في جبينكم !! وتذكروا عار لبنان في وجوهكم !! وتذكروا عار فلسطين الدائم في صفحات وجوهكم !! فأنتم لستم بحكام عرب وإنما أنتم خيانات وعارات العرب !! فلماذ فعلتم مافعلتم بأوطانكم ؟؟!!

#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل