أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الدين والعلم : ملامح أزمة














المزيد.....

الدين والعلم : ملامح أزمة


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 09:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة التي ماإن بدأ أي إنسان في الحديث عنه إلا ويجد سهام التجهيل والتكفير والإتهام بالعداء للأديان وكأن أهل الإتهام هم من العلماءالأفذاذ أصحاب النظريات العلمية الحديثة والمخترعات والإكتشافات الطبية والعلمية الحديثة التي أسعدت البشرية وساعدتها في توفير أكبرقدر من الرفاهة والتنعم بأسباب هذه المخترعات والإكتشافات العلمية والطبية , وتنبري الأقلام وتصم الأذان مكبرات الصوت عالية خفاقة بأن فلان كافر وعاصي لله وللرسل والأنبياء لأنه يفصل بين الدين والعلم .
ماهي القصة ؟!!
القصة تبدأ من فرضية بسيطة مؤداها :
أن الدين يمثل مجموعة من الحقائق العلمية الطبيعية التي يشترك في الإيمان بها الجميع سواء أكان مؤمناً بدين من الأديان أو غير مؤمن بأي دين , وهذه الحقائق العلمية التي تحدثت عنها النصوص الدينية حقائق متناهية لأنها مرتبطة بنص ديني متناهي في حصرية نصوصه العددية التي لاتزيد ولاتنقص بمرور الأزمان , فالنصوص الدينية المقدسة بداهة لاتزيد ولا تنقص ومن هنا كانت متناهية عدداً , ومتناهية بالنسبة للموضوعات التي تعرضت لها هذه النصوص أو للحقائق الطبيعية التي سردتها وتعرضت لها النصوص المقدسة بالذكر سواء بالتلميح أو بالتصريح .
يضاف إلي ذلك أن كل النصوص الدينية المقدسة لم تضع تفصيلات علمية دقيقة لحقائق الكون والحياة والعلوم الطبيعية , وإنما كانت تتحدث بإجمال عن تلك الحقائق دون توسع أو تفسير لهذه الحقائق سوي أن قدرة الله الغالبة هي التي تجري الرياح وتنزل المطر , وأن الله هو صاحب السلطة العليا في كافة الأمور وتسييرها بمشيئته العليا القدسية , وهذا علي سبيل المثال .
أن النصوص الدينية المقدسة لم تتحدث إلا عن مشاكل وأزمات وأساليب وطرق كانت تخص أصحاب عصر معين من العصور وتخاطب أهل زمن معين بأشخاصهم للبحث عن حل للمشاكل والأزمات الكائنة في هذا العصر , وهذا لاينفي عمومية النص وصلاحيته للتطبيق في كل زمان ومكان ولكن شريطة تطابق الحالة القديمة في تاريخ النص مع الحالة الحديثة في الظروف والنشأة المتطابقة تطابق كامل وكأنها حدثت في زمن نزول النص الديني المقدس , وإلا فليكن القياس أو الإجتهاد أو إستعمال أي أداة من أدوات الإجتهاد الأخري من الأمور الضرورية الواجب إتباعها والبحث فيها .
أن النصوص الدينية تمثل في المعتقد والمفهوم الديني العنصر
الثابت الغير قابل للتغيير والتبديل بمعني أنها ثابتة لاتقبل التحريك والتغيير أو الإلغاء أو التعديل أو الإضافة وإلا زالت عنها القدسية وإختلط المقدس الإلهي بالمدنس البشري القابل للتغير والتبدل .
كما أن القضايا العلمية التي تحدث عنها النص الديني المقدس قضايا محددة من قبيل السرد للإعتبار والإتعاظ ولبيان قدرة الله المعجزة بإعتباره خالق الإنسان والكون والحياة .
ولكن أين الأزمة ؟!!
الأزمة أبعادها طويلة طول مسيرة التخلف والرجعية , ومسيرتها مرتبطة بمسيرة الفساد والإستبداد , ومساحتها تشغل كل مساحة الطغيان وإغتصاب السياسة والسلطة .
الأديان لم تأتي في الأساس إلا لهداية البشر وتعريفهم بخالقهم وهذا في الأساس , ولايمكن أن ننكر بأن الأديان تحض علي العلم وتحرض عليه بل وتجعل طلبه فريضة وضرورة من ضروات الحياة والدين والنصوص المقدسة التي تتحدث عن ذلك الأمر وفيرة العدد بمافيه الكفاية والإقناع .
إلا أن المنتسبين للأديان السماوية يريدوا أن يجعلوا الكتب المقدسة بما تحويه من نصوص مقدسة كتب كيمياء وفيزياء وأحياء , أو كتب طب وهندسة وجيولوجيا ووظائف الأعضاء , أو كتب في الصيدلة والهندسة الفراغية والإحصاء , أو كتب في الصواريخ النووية والعابرة للقارات , إنهم يتحدثون عن الكتب المقدسة علي أنها حوت كل العلوم وكل الفنون وكل الأداب التي نعرفها والتي لم نعرفها أو ستستجد معرفتها في المستقبل القريب أو البعيد مع أن الأديان ترفض أن تكون كتب طبية أو علاجية أو كتب في الصيدلة والطب , وقراءة المستقبل بدعوي البشارات والنذارات التي تنبأت بها الكتب المقدسة , وكأن دور المؤمنين بالأديان السماوية سلبي في مجريات الأحداث العلمية والتاريخية والنهضة والتطور تحت دعاوي أن النص الديني المقدس قد فسر وبرر جميع الأحداث التي حدثت والتي سوف تحدث في المستقبل القريب أو البعيد , وهذا له مردود ديني مقدس حسب المعتقد الديني الذي يفسره العديد من المؤمنين بالأديان بأن : ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطأك , وكذا أنه : سبق في علم الله أن ماهو كائن كان سوف يكون .
وهذا مايعتقد فيه وبه من المؤمنين بالأديان بالرغم من أن
التطورات العلمية الحديثة في جميع المجالات العلمية بكافة أنواعها وأشكالها وصنوفها وهذه المخترعات والإكتشافات العلمية مذهلة في إبداعاتها العلمية , وكان نصيب المؤمنين بالأديان يقترب من مؤشر الصفر لاغير بالرغم من أن الأديان تحرض علي العلم وتحث عليه وتجعله في مرتبة الفرائض الدينية .
إذا ًلماذا تقدم البعض وتأخر آخرون ؟
أعتقد أن السبب الرئيسي في التقدم والحضارة هو العلم المبني علي الأخذ بالأسباب العلمية والحضارية والتكنولوجية بجميع أنواعها وصنوفها وليس الربط بين الدين والعلم إلا في القيم الأخلاقية التي نادت بها الأديان بوجه عام , فالعلم ليس له دين , وليس له وطن وليس له عقيدة , ومن يريد أن يلبس العلم لباس الوطنية أو القومية أو اللباس الديني فهو مخطئ في إعتقاده وتصوره لأنه مبني علي الوهم , وإلا فالساحة العلمية واسعة وليفعل من أراد أن يفعل من إلباس الدين اللباس الذي يريده او يروق له إلباسه.
ولكن المراد إيصاله في المفهوم أن :
القضايا الدينيةالوصفية تمثل الثابت.
وأن القضايا العلمية تمثل المتغير.
ومن ثم لايمكن قياس المتغير علي الثابت !!
كما أن قضايا الدين محدودة ومتناهية .
والقضايا العلمية لامحدودة وليست لها نهاية أو حد .
ولايمكن أن يقاس اللامتناهي علي المتناهي !!
ان القضايا الدينية مقدسة .
والقضايا العلمية غير مقدسة .
ولايمكن قياس اللامقدس علي المقدس !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مصر : جرائم التعذيب والقتل والإعتقال : مسؤلية من ؟
- الحلم .. والورقة البيضاء
- !! تقسيم الإسلام : الشيعة والسنة : أين الإسلام ؟
- لبنان بعد الحرب : سياسة اللعب علي أرض الغير: هل ستنتهي ؟!!
- إلي الشعب المصري : من هو عدوكم الأول ؟
- بين المرضي والقتلي : تحريم الزهور ودية قتلي القطار ؟
- مابعد حرب لبنان : ماذا يدور في العقلية الإسرائيلية ؟
- الإخوان المسلمين : الجماعات الدينية : هل من رابط مشترك ؟
- مابعد حرب لبنان : ماذا يدور في العقلية
- عن خانة الديانة
- العقل : بين النص المقدس المتناهي والقضايا اللا متناهية
- عن رؤساء الأحزاب السياسية : مادوركم ؟!!
- الدين والمصلحة : المقدس والمدنس : أين الحقيقة المطلقة ؟
- عن الدين والمصلحة : المقدس والمدنس
- والحرب .. لم تنتهي : فماذا بعد ؟
- مبارك الإبن : عن أزمة لبنان : ماموقف لجنة سياسات الحزب الحاك ...
- إلي الحكام العرب : لماذا فعلتم مافعلتم بأوطانكم ؟
- الأنظمة العربية : هذا موقفكم مع لبنان : فماذا سيكون مع فلسطي ...
- الدين والسياسة : المقدس والمدنس : لبنان مثالاً
- الجماعات الدينية : عداؤها لمن ؟


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الدين والعلم : ملامح أزمة