أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جميلة شحادة - عشية يوم العمال العالمي وضحية رقم...














المزيد.....

عشية يوم العمال العالمي وضحية رقم...


جميلة شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 7234 - 2022 / 4 / 30 - 14:04
المحور: حقوق الانسان
    


بحسب المعطيات والإحصائيات التي نُشرت في الصحف في الأسبوع الماضي؛ يُستنتج أن حوادث العمل تزداد بشكل يومي في السنوات الأخيرة؛ وبسببها؛ هناك مَن لقوا حتفهم، وهناك مَن أقعدتهم عن العمل وظلّوا يقاسون العجز، أو يعانون من الآلام نتيجة إصاباتهم.
لا تهمني عادة الإحصائيات إذا لم يكن الهدف منها استخلاص النتائج بهدف التغيير أو إذا لم تضئ اللون الأحمر أمام المسؤولين ومتخذي القرارات. فلماذا تخرج علينا الصحف كلّما لقيَ عامل حتفه في حادث عمل وتخبرنا: " لقي عامل حتفه... وهو الضحية رقم ... ؟ وتشدّد على عدد الذين راحوا ضحايا لحوادث العمل دون التطرق الى العوامل التي تؤدي الى الحوادث أو بإجراءات تحقيقات صحفية قد تكون ضاغطة على متخذي القرارات لاتخاذ خطوات عملية لتحدّ من وقوع الحوادث، كَسنِّ قوانين مثلًا؟ ماذا تُجدي معرفة كم بلغ عدد الذين لقوا حتفهم في حوادث العمل منذ بداية سنة 2019؟ او كم بلغ عددهم في المجتمع العربي الفلسطيني داخل اسرائيل في هذه السنة؟ فالأم التي فقدت فلذة كبدها والأخت التي خسرت أخاها، والزوجة التي فقدت شريك حياتها وأب أولادها أو لنقل العائلة التي فقدت فردًا من أفرادها في حوادث العمل، لا تقف عند العدد أو الرقم؛ وإنما ما يشغلها هو مصابها، وفداحة الخسارة التي ألمت بها، ومدى حزنها وألمها على مَن فقدت. أما العدد 18، عدد الضحايا العرب في حوادث العمل خلال أقل من أربعة شهور (منذ بداية سنة 2019 وحتى ساعة كتابة هذه المقالة)؛ فجدير ان يُعرف بل وأن يُلوح به، لكي يُسلِّط أمام أعين المسؤولين وأمام أعيننا، كأفراد مجتمع، ضوءا احمر، ورجائي ان لا نكون مصابين بعمى الألوان.
ان الذين راحوا ضحية حوادث العمل من العرب (وبالذات في فرع البناء)، ليس لأن ذلك قدرهم المحتوم؛ وانما لأن هناك عدة أسباب أخرى يُرجعها أصحاب العمل الى إهمال العمال وقلة انتباههم وتركيزهم أثناء العمل. حسنا؛ لنقل إن هناك اسباب تتعلق بالعامل نفسه مثل النقص بقدراته أو توازنه الانفعالي أو عدم ملاءمته للعمل أو عدم توفر الرغبة والدوافع النفسية لديه للعمل؛ لكن ماذا عن نقص قواعد السلامة المهنية في بيئة العمل التي يتواجد فيها العمال؟ مثل: سلامة آلات ومعدات العمل، توفير ملابس آمنة للعمال والتشديد على ارتدائها اثناء العمل بل ومراقبة ذلك؟ ماذا عن عدد ساعات العمل؟ ماذا عن العمل في بيئة تحتوي على مواد سامة كانبعاث الغازات السامة مثلا؟ ماذا عن العمل في الحر أو في الليل أو في بيئة لا تتوفر فيها الإضاءة الكافية؟
أمر ملفت للانتباه هو ان معظم حوادث العمل الأخيرة والتي راح ضحيتها عمالًا، وقعت قبل الغروب بقليل، أي مع اقتراب نهاية يوم العمل حيث يكون التعب قد نال من العامل، وأمست الإضاءة الطبيعية قليلة. ثم ماذا عن عدد ساعات السفر التي يسافرها العامل ليصل مكان عمله البعيد كيلومترات كثيرة عن مكان سكناه لقلة توفر أماكن العمل في بلده؟ ماذا عن أرباب العمل الذين يطالبون العمال بإنجاز العمل بأسرع وقت؟ ماذا عن عمل الفتيان قليلي الخبرة، وعن عمل الذين تعدّوا جيل الستين وقد أنهكهم العمل المضنى ونال من خفة حركتهم، وليونة أجسادهم؟
هذه الأسباب وغيرها كثير، تتسبب بوقوع حوادث العمل التي تؤدي الى خسارة الأرواح أو الى الإصابات الخطيرة، مَن المسؤول عنها؟ لِنقُل أن هناك مسؤولية تقع على العامل نفسه، إذ وجب عليه أخذ الحيطة والانتباه لأمنه وسلامته، ولكن ماذا عن الأسباب الأخرى؟ لا يعقل أن نلوم العامل الذي يبحث عن لقمة عيشه وقوت أبنائه ونحمِّله كامل المسؤولية عنها؟ إذ ماذا عن تقاعس النقابات العمالية التي لا تعلن عن إضراب ولو ليوم واحد على الأقل لتعبّر عن استيائها ورفضها للحاصل في ساحات العمل؟ ماذا عن الجهات المسؤولة التي أقصى رد فعلها على حدوث حادث عمل قاتل بسبب إهمال ما في ورشة عمل وبالذات في فرع البناء، هو إغلاق ورشة العمل ليوم، أو يومين فقط؟ ثم ماذا عن مديري العمل وأرباب العمل الذين لا يزورون ورشات العمل ليراقبوا ظروف الأمان والسلامة فيها الا نادرا؟ وماذا عن السلطة التشريعية التي لا تعطي الأهمية الكافية للعمل والعمال وسنّ القوانين ومناقشة حوادث العمل الآخذة بالازدياد؟ ثم ماذا عن الحكومة ومسؤوليتها في توفير أماكن عمل قريبة من سكن الأفراد؟ وماذا عن الجمعيات؟ وماذا عن الأحزاب التي كان العامل يوما من أهم اهتماماتها؟
عشية يوم العمال العالمي والذي يصادف الأول من شهر أيار، يجب أن توضع قضية العامل وسلامته وأمنه وكل ما يتعلق بعيشه بكرامة على طاولة المسؤولين وأصحاب القرار لبحثها ومناقشتها واستنتاج النتائج، لا أن يطلوا علينا في وسائل الاعلام المختلفة مهنئين العامل بيومه فقط. أما النقابات العمالية فمسؤوليتها المطالبة ثم المطالبة ثم المطالبة بتحسين ظروف عمل العمال ورفع أجورهم، ووو.. لأنه كما يقال: "ما بضيع حق وراه مطالب".
الرحمة لضحايا حوادث العمل، والخير كله لكل عمال العالم.



#جميلة_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامًا لكَ يا طيّبَ القلب
- هدية ليست بالبريد المستعجل
- الكاتبة والأديبة جميلة شحادة تلتقي طلاب إعدادية ابن خلدون في ...
- الإبداع، والأدب، وقلة الأدب
- عقبات تواجه النساء في المجتمع العربي الفلسطيني عند خروجهن ال ...
- مسارحُ اللَّعِب
- * الإنسانية لا تتجزأ يا سادة!
- هل أخطأنا؟
- -الصامت- حديثٌ عن الواقع عبْرَ الأسطورة
- لن أرسلَ إبني الى المدرسة
- الرغيف الأسود، والطفولة البائسة في وطنها
- -أدنى من سماء-، مختارات شعرية تفيض بالشجن
- وجوهٌ صفراء
- الكاتبة والقاصّة جميلة شحادة تلتقي طلاب مدرسة بئر الأمير في ...
- نحرس الحُلم، ونرعاه بالعلم والثقافة حتى يزهر
- في يومهم، تحية تقدير لهم
- الفرق بين الكتابة للأطفال والكتابة للكبار
- خواطر
- قبل المحطةِ الأخيرة
- مَن أنا؟


المزيد.....




- أمريكا تدعو إسرائيل إلى اعتقال المسؤولين عن مهاجمة قافلة الم ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- النيابة التونسية -تتحفظ- على مدافعة بارزة عن حقوق المهاجرين ...
- تونس: توقيف رئيسة منظمة -منامتي- التي تناهض العنصرية وتدافع ...
- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جميلة شحادة - عشية يوم العمال العالمي وضحية رقم...