بعد صيام مقتدى هل يفطر الإطار بتشكيل الحكومة

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 7230 - 2022 / 4 / 26 - 17:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تـأخذ مسرحيـة أحداث تشكيـل الحكومة منحى جديـداً بعد صراع قطبي رئـاسة البرلمان حول تسميـة هيئـة الرئـاسة ورغبـة حاكم الزاملي في التصدي لقيـادة البرلمان وتهمـيش الحلبـوسي الذي رد بتعميم كتـاب برفض تـدخل الزاملي في صلاحياتـه وتسريبـات سياسيـة هنـا وهنـاك بالتطبيـع وفق تنـسيق مشتـرك مع الزعامة السنيـة الجديـدة صاحبـة الزيـارات المكوكيـة لأنقرة والأمارات الراعي الرسمي للتطبيع العربي مع الكيـان الصهيوني والتي أسهمت في تـصدع جدار التحالف الثـلاثي بزعامة الكتلـة الصدريـة ومعها الصراع الخفي في كتلـة السيـادة والمنـاوشات الاقصائيـة بيـن مشعان الجبـوري الداعم لزعامة الحلبـوسي ونـائب عن كتلـة السيـادة يتهمه الجبـوري بأنـه من فدائـيي صدام قـام بـالكشف عن شهادة مشعان المزورة وهو ما يـرجح الى طرد الجبوري من البرلمـان وبهذه الحالـة فأن التحالف الثـلاثي معرض الى الانـقسام والإنهيـار بفعل ذلك التنـاحر بين عناصره المكونـة التي حددت مغانمهـا دون أن يكون لديهـا برنـامج سيـاسي لإدارة الدولـة وهو ما يشكل عليهـا من قبل بقيـة الأحزاب في عدم قدرتهـا على قيـادة العمليـة السياسيـة لأكثر من أشهر في حال نجاحها في تشكيـل الحكومة وهو ما يعطي أنطباع على سرعة أنقلابهم على حلفائهم في حال خسارتهم لتلك المغانم وهو ما يعرف بالكتلة الممسوكة غير المتماسكة حيث جرت في الخفاء محادثـات مع زعامات سنيـة تعيش خارج العراق مهدت لها أملأت قوى خارجيـة تحتضن أولئـك القـادة وقد فرضت عليهم إيجاد حل لقضيـة أبعـادهم عن الحراك السيـاسي وهو ما قاد الى عمليـة تهمـيش دور الحلبـوسي في زعامة السنـة وتقليص حراكه في المرحلة الحاليـة وأستـهداف دوره في عمليـة التطبيع بفعل تـدخل قوى دوليـة سياسيـة خارجيـة مؤثـرة في المشهد السيـاسي عزز من تعجيـل ألغـاء التهم الموجه لبعض الزعامات ومنها رافع العيـساوي وعلي حاتم السلمـان وغيرهم ممن يمتلكون قـاعدة جماهيريـة سنيـة لقلب الطاولـة على التحالف الثـلاثي والأسراع بتشكل تحـالف جديد يضم بعض القوى السنيـة المعارضة لتوجهـات الحلبـوسي حيث من الممكن دخولها في تنسيـق مع الإطـار لتشكيـل الكتلـة الأكبـر في نهايـة مدة الأربعين يوم التي حددهـا الصدر الذي أكد على خيـار المعارضة في حال تمكن الإطـار من تشكيـل الحكومة دون أن يحـدد أمكانيـة مشاركـة الكتلـة الصدريـة في الحكومة المقبلـة دون رغبتـه وهو ما يمكن أن يحدث بعد العيـد وتأكيـد زعيم دولـة القـانون على أنـه لا يمكن تشكيـل الحكومة دون مشاركـة الكتلـة الصدريـة وهو ما يعطي أنطبـاع بـأن هنـاك أنفراج في الأنسداد السيـاسي ستـشهده العمليـة السياسيـة بعد عيـد الفطر ...
وفي حال رفض الصدر المشاركـة في الحكومة المقبلـة فـأن الذهاب للمعارضة يعني تعثر مسيرة العمليـة السياسيـة طيلة السنوات الأربع القـادمة بسبب قوة الشارع الصدري الضاغط عند أستخدام ثقلـه الجماهيري في التظاهر كتيـار معارض وفي هذه الحال ستكون هنالك مخاطر إضافيـة في حال حصول مواجهة بين الحكومـة والمتظاهرين حيث من المكن حصول ظواهر مشابهـة لما حصل في تـظاهرات تشريـن من حرق للشوارع وغلق لمؤسسات الدولـة وتعطيـل برنـامجها الحكومي في تقديـم الخدمات وهو ما تـخشاه قوى الإطار في حال تشكيـل الحكومة دون مشاركة الكتلـة الصدريـة وما يمكن أن يحدث من تطور للأمور في حال حصول تـدخل قوى خارجيـة تسعى لإشعال الفتنـة عبر أستخدام قدراتهـا الماليـة واللوجستيـة كما حصل أيـام تشريـن وتعود العمليـة السياسيـة أدراجها بعـد المطالبـة بـانتخابـات مبكرة لأنهـاء اللأزمـة .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل