أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - أما آن الأوان لإيجاد قيادة وطنية جديدة ..؟!














المزيد.....

أما آن الأوان لإيجاد قيادة وطنية جديدة ..؟!


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 7222 - 2022 / 4 / 18 - 17:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


ربما يتسائل القاريء والمتابع عن مغزي هذا العنوان في هذا التوقيت الحساس والدقيق ، لمًا تمر به القضية الفلسطينية من مرحلة تصعيد خطير وممنهج علي يد آلة القتل والبطش والتدمير الاسرائيلية التي تستهدف شعبنا في الضفة الغربية ومدينة القدس والمسجد الأقصي وتسعي لإشعال الأوضاع برمتها وتأجيجها في الوقت الذي يعيش فيه الفلسطينيين أجواء وأيام شهر رمضان المبارك .

إن المتتبع للمشهد القائم و صورة التصعيد الهمجي والمتواصل علي شعبنا منذ شهر ويزيد خاصة بعد العمليات البطولية الأربع في كل من الخضيرة وبئر السبع وبني براك وتل أبيب ، يري أن هذا الاحتلال الجاثم علي صدور أبناء شعبنا منذ 74 عاما ، لا نوايا حقيقية لديه بإتجاه حل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، ولا يوجد علي أجندته وطاولته أي أفق لحل سياسي مرضي ومقبول من الممكن أن يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه العادلة والمشروعة بإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس علي حدود الرابع من حزيران عام 1967م ، وبالتالي لم يعد مطروح خيار التسوية السلمية وهو بالطبع خيار مرفوض عند معظم القادة والنخب في اسرائيل ، فهم علي السواء متفقون أنه لا حل سياسي مع الفلسطينيين يمكنهم من استعادة حقوقهم ، وهذا ما صرح ويصرح به قادة حكومات الاحتلال المتعاقبة علي الدوام منذ الانتفاضة الثانية عام 2000 ، وحتي هذه اللحظة .

لكن المشكلة حقيقة ليست في اسرائيل وما يقوله ويخطط له قادتها ووجه احتلالهم القبيح ، وإنما في ما تسمي نفسها قيادة الشعب الفلسطيني ، هذه القيادة التي أثبت فعليا أنها قيادة عاجزة ومنبطحة ومخصية ، بعدما جعل منهم هذا الاحتلال أدوات للتنسيق الأمني وخدم لمشروعه التوسعي والاستيطاني ، مقابل تسهيلات اقتصادية وأمنية ومدنية مرتبطة ببضعة تصاريح للعمال الفلسطينيين و عدد من موافقات لم شمل العائلات الفلسطينية وبعض الامتيازات لقيادة السلطة ، الأمر الذي حول قيادة السلطة من قيادة لسلطة وطنية حقيقية تقود شعبها ومؤسساتها نحو الاستقلال والتحرير إلي قيادة إدارة مدنية تدير الشؤون الحياتية اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة ، يحركها ويتحكم بها موظفين في مكتب وزير جيش الاحتلال الاسرائيلي بيني غانتس ، وهو ما يدلل أن هذه القيادة باتت سليبة ومكسورة الفعل الوطني وغير قادرة علي المواجهة والانخراط مع شعبها في قيادة دفة المعركة بحكمة وإقتدار وشجاعة والتلحف بصموده وباسلته وقوته إيماناً بحقوقه الوطنية ، لتصبح قيادة منبوذة ومكروهة لدي الفلسطينيين وفاقدة لدورها الحقيقي ، وبالتالي لم تعد تتناسب مع إرادة وتوجهات وتطلعات الشارع الفلسطيني والفعل الوطني ، الذي بات يغرد في واد وتغرد هي في واد آخر .

للأسف الشديد لقد منية الشعب الفلسطيني بقيادات من الدراويش والعجزة و الباحثين عن مصالحهم وامتيازاتهم ، قيادة لا تخجل من مواقفها وسلوكها الانبطاحي والمخزي في ظل ما يقدمه شعبنا من تضحيات ودماء وبطولات وتسجيله لأروع ملاحم النضال المشرفة في الدفاع عن أرضه ومقدساته وعن الانسان الفلسطيني المتواجد في كل شارع وحارة ومخيم ومدينة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة التي يستباح أطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها علي مرأى هذه القيادة العاجزة والانهزامية ، بعدما أسقطت الفعل الوطني المقاوم من قواميسها وخياراتها ولم تعد تمون حتي علي سراويلها .

ففي الوقت الذي بدلاً من أن ترفع فيه هذه القيادة سقفها السياسي، بعد فشل خيار و حل الدولتين ليشمل كل فلسطين ، نجد أن هناك من يلهث ويدافع عن لقاءاته مع الاسرائيليين ويصر أن يعمي بصيرته ويصم أذنيه بحجة التباحث في المسار السياسي وامكانية الحل السلمي الوهمي ، مستغلاً بذلك حالة العجز والضعف والترهل والانقسام التي تعيشها الحالة الوطنية الفلسطينية بمختلف أطيافها وتوجهاتها السياسية ، للسعي وراء محاولة تحقيق طموحاته الوضيعة في قيادة الشعب الفلسطيني ولو علي حساب قضيته الوطنية ، وهو يعلم علم اليقين أنه لا أفق مطلقا لحل سياسي مع حكومة القبضة العسكرية اليمينية المتطرفة في اسرائيل ، وأن كل الاحزاب الصهيونية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار لم يعد لديها خيار حل الدولتين قائما ، وأن اسرائيل الكبري أصبحت الهدف الذي يصبون إليه ويشمل كل فلسطين والجولان ، وأن المطروح اسرائيليا الآن ليس أكثر من إبقاء الوضع الفلسطيني علي حاله الراهن في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة مع إدخال بعض التحسينات الاقتصادية وما يتكرمون به من فضلات علي شعبنا ويسمونه بالتنازلات المؤلمة .

والسؤال هنا إذن ، لماذا كل هذه اللقاءات وأضغاث الأحلام التي تحاول القيادة المسخ ترويجها في ظل غياب أي أفق أو بصيص أمل للحل السياسي ، و بعدما تم التنازل عن ثلاثة أرباع فلسطين ، مقابل سلطة بلا سلطة ، وضرب اسرائيل بعرض الحائط لكل الاتفاقات الموقعة معها والنتيجة صفر ، بل وأكثر من ذلك تماديها في هضم الحقوق وقضم الاراضي ومواصلة سياسة الاعتداءات والقمع والعدوان الهمجي علي شعبنا ..؟؟

علي كل حال بإعتقادي أننا الآن نشهد نهاية مرحلة وبداية ميلاد مرحلة نضالية جديدة ، صحيح أن هذه المرحلة الجديدة مازالت في بداياتها ، لكن مطلوب كي تستمر الانفصال عن حالة العجز والضعف التي تعيشها القيادة الحالية التي مازالت تراهن على حلول التسوية ، والمضي في انتظار المراهنة علي التغييرات الدولية كي تمنحها حلاً بالحد الأدنى ، لاسيما أن ما يميز المرحلة الجديدة عن سابقتها طبيعة الرموز و الأشخاص التي في أغلبها طلائع شبابية تتقدم الصفوف ولا تعرف معني الخوف والهزيمة، تملأها روح المغامرة والشجاعة والاستعداد للتضحية والايمان بالنصر، وهو ما يشكل نقمة على القيادات العاجزة والحالمة وقوة تحدي جديدة للمحتل ومن يسير في ركبه ، وهي رسالة لجموع الفلسطينيين أنه لم يعد أمامهم أي خيارات سوي تجاوز هذه القيادة الخانعة وتوحيد الهدف بالعودة للعمل علي تحرير كل فلسطين بإستخدام كافة الوسائل والسبل الممكنة والمتاحة .



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة فتح وتحديات الانتخابات القادمة ..!!
- استحقاق أيلول وحسابات المرحلة القادمة ..!!
- السلطة الفلسطينية.. مناصب وأوكار ارتزاق..؟؟
- في الذكري ال56 لثورة 23 يوليو...هل فهم العرب ...!!!؟؟؟
- في الذكري الستون للنكبة .. الرئيس الفلسطيني محبط ..فماذا عن ...
- لمصلحة من هذه الجرائم الظلامية...؟؟؟!!!
- غزة الشامخة... تصفع مخططات إسرائيل الامبريالية ..!!!؟؟؟
- استيطان همجي ومفاوضات عبثية...وفصائل عاجزة لاأستثني منها أحد ...
- العنف ضد المرأة.. أسوء مظاهر الحضارة المعاصرة
- أنابوليس والواقع الفلسطيني المأزوم...؟؟؟
- المشهد الثقافي الفلسطيني في مرمي قوي الظلام والتخلف...!!!؟
- فتح وحماس وحكومة الوحدة الوطنية
- ماذا بعد هذا المأزق التاريخي؟؟؟
- الشعب الضحية .. للشعب القرار .. الشعب يختار...!!!؟؟؟
- حل السلطة .....ماذا بعد؟؟؟
- اسرائيل ومرحلة عض الاصابع
- إرهاب دولة منظم يمارسه الاحتلال في غزة...!!!
- حماس وهاجس السلطة والحكم !!!
- من الحوار إلي الاستفتاء ... ماذا يريد المتحاورين!!!؟؟؟
- جرائم حرب اسرائيلية وحوار فلسطيني ساخر...؟؟؟


المزيد.....




- -الأمر يتجاوز الخيال-.. المفوض العام للأونروا يصف حال غزة جر ...
- الجيش الإسرائيلي يشن غارات على لبنان ويستهدف -مهرب أسلحة- مع ...
- إسرائيل تستهدف شخصا ينشط في -تهريب أسلحة- بغارة جنوب بيروت
- أطباء بلا حدود تحذر من فظائع عرقية في دارفور
- المكاديميا أكثر المكسرات المنسيّة رغم فوائدها المذهلة
- بعد إنهاء الخدمة العسكرية.. -بي تي إس- يعودون بألبوم جديد
- النصيرات 274.. وثائقي يكشف تفاصيل جديدة لمجزرة ارتكبت بوضح ا ...
- إلى أين وصلت حرائق تركيا؟ وماذا بعد موجة الإجلاء؟
- حزب بالائتلاف الحاكم في جنوب أفريقيا يتهم وزيرة بالفساد
- أبجد تحتفل مع قرائها بعيد ميلادها الثالث عشر


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - أما آن الأوان لإيجاد قيادة وطنية جديدة ..؟!