أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - السلطة الفلسطينية.. مناصب وأوكار ارتزاق..؟؟














المزيد.....

السلطة الفلسطينية.. مناصب وأوكار ارتزاق..؟؟


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


في موروثنا الاجتماعي والقيمي كانت المناصب مواقع يتمنى البعض ان يصلها اما للتشريف او لتحقيق تحصيل حاصل لكفاءته أو موقعا متقدما للخدمة، وفي كل الأحوال كان المنصب لا يفرق كثيرا في ما يتعلق بالامتيازات المادية الا الشيء القليل، اللهم ان كانت هناك هوامش النثرية الخاصة بالمنصب وتلك ايضا تقع تحت طائلة التصفية الحسابية ووصولاتها الموثقة التي تخضع لنظام حسابي دقيق.

ورغم ان كثير من الأنظمة التي حكمت البلاد كانت تصنف كونها مستبدة ودكتاتورية، الا ان المناصب بقت تحافظ على هيبتها الاجتماعية لا بسبب تخصيصاتها المالية ورواتب شاغليها، بل لموقعها وتأثيرها وفي احيان كثيرة كون شاغلها انسان يستحق تلك المكانة ويعمل بجد من اجل وظيفته وهو قد قضى سنوات طويلة حتى أدرك ذلك المكان، حيث يتمتع بمساحة أوسع في الصلاحيات التي تتيح له العمل من اجل الهدف الأسمى.

وضمن هذا المشهد ايضا كان هناك مسؤولين مهمين في الهرم الوظيفي يتجاوزون في استحقاقاتهم المالية درجات قانون الخدمة المعروف ويوضعون في حقل الدرجات الخاصة وفي مقدمتهم رئيس السلطة وثلة آخرين ممنوحين بعض الصلاحيات من قبل الرئيس وتحديدا في السنوات الأخيرة .

ما حصل بعد الانقلاب الهمجي وبعد تفكك وتفسخ مؤسسات السلطة والمؤسسة البرلمانية لها والتي افرزتها الانتخابات العامة في 2006م، لم يفرق كثيرا الحال عن الماضي ،ولكن وجه الاختلاف ظهر جلياً في اطار محاولات تقاسم كعكة السلطة بمؤسساتها واموالها من خلال السعي للسطو الواضح عليها والقيام بالنهب والسلب والسرقة العلنية والمفضوحة لأصحاب الانقلاب اللذين اغتنموا فرصة جريمتهم هذه بتشريع واباحة عمليات القرصنة والمتاجرة بمقدرات شعبنا وسلطته واعتبار كل ما يمكن الحصول عليه من اموال ومواقع ومؤسسات غنائم يجب حصدها في ساحة المعركة دون ادني اعتبار لأي من القيم والاخلاق الوطنية والنضالية لشعبنا وقضيته .

وفيما يتعلق بالرواتب والمخصصات والنثريات والامتيازات فقد جاءت بما لا شبيه له في العالم اجمع، حيث تجاوزت في معدلاتها كل النسب العالمية في اقصاها بما في ذلك الدول الغنية جدا وذات الفائض النقدي الكبير مثل المانيا واليابان، ابتداء من راتب رئيس السلطة ومستشاريه ورئيس الوزراء ووزرائه والسفراء والقناصل وموظفيهم ورئيس المجلس التشريعي ونوابه وملحقاتهم وتوابعهم ووكلائهم، حتى تحولت كثير من المناصب الى أوكار للارتزاق والاختلاس والسحت الحرام، حيث اصبح المنصب أشبه بكنز يحصل عليه المتسابقون للفوز بالمال والسلطة والنفوذ، يقابل ذلك عملية تقزم القيم الوطنية العليا أمام التهافت المادي والامتيازات المسرطنة التي يتناحر عليها هؤلاء المتسابقون.

وفي الجانب الآخر لم تظهر أي معدلات للنمو او التطور في كثير من المؤسسات والدوائر التي يشغلها هؤلاء المسؤولين، بل على العكس بدأت الأمور تتردى وتتقهقر بشكل مريع وبالذات فيما يتعلق بالخدمات الأساسية للمواطن، وعلاقة ذلك المسؤول به التي تحولت هي الأخرى تحت هذا السلوك في الوارد المالي والسلطوي الى علاقة رثة اقرب ما تكون الى العبودية والاستبداد، يرافقها بيروقراطية مكثفة وروتين يهدف الى إنشاء منطقة عازلة تماما بين المواطن والمسؤول إلا من عناقيد الطفيليين وأصحاب الوساطات والمرتشين.

وإذا كانت حقبة الدكتاتورية قد افرزت قيادات ومناصب فاسدة وغير مؤهلة، فان حقبة ما بعد الدكتاتورية وإرهاصاتها ستفرز مستوطنات طفيلية من الانتهازيين والوصوليين وأشباه الأميين ممن سرطنتهم الأوضاع الشاذة في وطنا، واستطاعوا في ظل إخفاقات العملية السياسية اختراق كثير من مفاصل السلطة في المال والمنصب والتشريع لتحيلها الى أوكار للارتزاق والفساد والإفساد وتشيع اليأس والإحباط لدى مساحات واسعة من الوطن وشرائحه المختلفة.



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكري ال56 لثورة 23 يوليو...هل فهم العرب ...!!!؟؟؟
- في الذكري الستون للنكبة .. الرئيس الفلسطيني محبط ..فماذا عن ...
- لمصلحة من هذه الجرائم الظلامية...؟؟؟!!!
- غزة الشامخة... تصفع مخططات إسرائيل الامبريالية ..!!!؟؟؟
- استيطان همجي ومفاوضات عبثية...وفصائل عاجزة لاأستثني منها أحد ...
- العنف ضد المرأة.. أسوء مظاهر الحضارة المعاصرة
- أنابوليس والواقع الفلسطيني المأزوم...؟؟؟
- المشهد الثقافي الفلسطيني في مرمي قوي الظلام والتخلف...!!!؟
- فتح وحماس وحكومة الوحدة الوطنية
- ماذا بعد هذا المأزق التاريخي؟؟؟
- الشعب الضحية .. للشعب القرار .. الشعب يختار...!!!؟؟؟
- حل السلطة .....ماذا بعد؟؟؟
- اسرائيل ومرحلة عض الاصابع
- إرهاب دولة منظم يمارسه الاحتلال في غزة...!!!
- حماس وهاجس السلطة والحكم !!!
- من الحوار إلي الاستفتاء ... ماذا يريد المتحاورين!!!؟؟؟
- جرائم حرب اسرائيلية وحوار فلسطيني ساخر...؟؟؟
- منظمة التحرير الفلسطينية وما بين فتح وحماس وتبادل الأدوار!!! ...
- فوضي وحصار وحوار...!!!
- الي متي ........!!!؟؟؟


المزيد.....




- -إلى أبي-.. أغنية من محمد إلى والده فضل شاكر بعد يوم من مثول ...
- موجة من الزيارات المتتالية.. هل يُراقب الرئيس الأمريكي رئيس ...
- بوتين يؤكد أن العقوبات الأمريكية -جدية- لكنها دون -تأثير كبي ...
- 4 قتلى بالغارات الإسرائيلية ولبنان يطالب بتفعيل الإشراف على ...
- ماذا وراء توسيع الغارات الإسرائيلية ونطاقها في لبنان؟
- مَن تاكايتشي التي تريد أن تكون -تاتشر اليابان-؟
- منظمة: تطهير قطاع غزة من المتفجرات يحتاج 30 عاما
- تطورات الشأن اللبناني.. غارات إسرائيلية وجهود دولية
- سائق سيارة أجرة تركي ينجو بأعجوبة من صخرة عملاقة متدحرجة
- روبيو من إسرائيل: الخطوات التالية في اتفاق غزة تُمثل أولوية ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - السلطة الفلسطينية.. مناصب وأوكار ارتزاق..؟؟