أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - حماس وهاجس السلطة والحكم !!!














المزيد.....

حماس وهاجس السلطة والحكم !!!


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 08:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


إنهم هادئين جداً فمنذ توليهم السلطة أصبحوا أكثر اعتدالاً من حيث المقاومة ، حتى في أكثر المراحل تأججاً واشتعالاً مع الاحتلال الإسرائيلي منذ تولي حماس السلطة والحكم ،لم تشارك فصائل المقاومة الفلسطينية بأي رد علي جرائم الاحتلال وعدوانه اليومي وبطشه وقتله للآمنين والأطفال في شعبنا ، فهم منشغلون بمواقعهم الجديدة المثيرة لذاتهم وما يجول بخواطرهم وعقولهم وأحاسيسهم من استمتاع لتغير مكانتهم ومواقعهم ونفوذهم ،فالحكم والسلطة هو هدفهم الآن أما المقاومة فعليها التوقف فوقتها لم يحن بعد إن لم يكن قد انتهت صلاحيتها الآن لديهم ، منذ وقت منحوا عدونا الإسرائيلي هدنة انتهت عما قريب والآن هم يطرحون هدنة جديدة طويلة الأمد لهذا العدو يقدمونها علي طبق من ذهب ، لأنهم منشغلون بالحكم والسلطة وتذوق ملذاتها .
منذ الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير من هذا العام ومشاركة حركة حماس بهذه العملية التي أفرزتها اتفاقية اوسلو عام 1993م ، والتي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك مع إسرائيل ، استطاعت حماس ومن خلال المنافسة مع باقي الأطر والتنظيمات الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح أكبر فصائل العمل الوطني الفلسطيني تحقيق فوز ساحق في هذه الانتخابات ،أرسي هذا الفوز بظلاله لحماس أن تصبح أغلبية برلمانية في مجلسنا التشريعي ،وشكلت بذلك الحكومة الفلسطينية الجديدة .
فهذا الإنجاز الكبير الذي حظيت به حماس لم يكن من باب التكتيك او التخطيط المدروس والحتمي لهذا الانتصار حتى ينجز بهذه الصورة من قبل هذه الحركة ، ولم يكن النجاح الكبير بهذه الانتخابات مؤشراً أو دليلاً علي ثقل ووزن هذه الحركة علي الأرض وبحجم هذا الانتصار ، اعتقد أن الكثيرين ممن ذهبوا للمشاركة في هذه العملية هم من المتشائمين والناقمين واليائسين المحبطين من الممارسات السابقة لدور السلطة وانتهاكات بعض المتنفذين فيها وباسمها والذين التصقوا بحركة فتح علي مر المراحل التي عاشوها في السلطة وتنفذوا فيها فآسئوا للسلطة والشعب و اسقطوا حركتهم الرائدة فتح ،فانتفض الشعب بما فيهم أبناء فتح عندما بدأت هذه الانتخابات وأرادوا التمرد والسير بعكس الاتجاه ، فعاقبوا ذاتهم بأخطاء غيرهم وتمردوا علي حالة المرارة والأوضاع السيئة التي عاشتها حركة فتح والتيبس الحاصل فيها ، فدمر البيت فوق رؤوس ساكنيه وانقلبت المعادلة السياسية واستبعدت هذه الحركة التاريخية وحرفت عن اتجاهها ومسارها وابعد الكثير من قيادتها خارج المشهد السياسي الفلسطيني الجديد .
لقد تولت حركة حماس السلطة والحكم في وقت ازدادت فيه ومعه تعقيدات الواقع الفلسطيني المعاش ،فهم لا يملكون الخبرة لإدارة هذه السلطة ، وهم لا يعترفون بأي شرعية فلسطينية أو عربية أو دولية ،لا يعترفون إلا بذاتهم وهذه مشكلة تفاقم أزمتهم في الحكم والسلطة والآن في حماس ،فهم أتوا إلي السلطة والحكم ببرنامج ناقص لا يلبي احتياجات هذا المكان والموقع الجديد الذي شغلوه فاصطدموا معه حتى وصل حد الاصطدام إلي بنيوية وتركيبة حركتهم هذه التي عرفت بالحركة الثابتة والصلبة من الداخل حين كانت موحدة الهدف وكانت المقاومة خيار وبرنامج استراتيجي لديها لا بديل عنه ، ترفض كل أشكال المشاركة في الحياة السياسية أو العملية التفاوضية مع إسرائيل ، وهي الآن ومع تغير المكان وتوليها السلطة ،وانتقالها من حزب المعارضة إلي حزب الحكم تعيش حالة من التخبط الملحوظ بين قادتها وخطاباتهم ،وتحولت من حركة ثابتة الموقف إلي حركة هلامية تسير بأكثر من موقف وخطاب واتجاه.
إن كل المؤشرات والتقديرات تؤكد أن الحالة التي تعيشها هذه الحركة ماضية باتجاه تمزقها وانقسامها ،لطالما أن وحدة هدفها الذي شكلت من اجله بات يندثر وخطابها الرسمي أصبح ممزق في الوقت الذي تعيش فيه هذه الحركة هاجس السلطة والحكم من جهة وهاجس أنها حركة مقاومة من جهة أخري .
فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعيش الهاجسين معاً ، لان متطلبات وطبيعة أدوار كل منهما يختلف ويتناقض مع الآخر، سيما وأن ذلك بدأ يفرز حالة من الاختلاف والصراع والتصادم في بنيوية هذه الحركة وتركيبتها المنظمة ، وصارت اشكالياتها تطفو علي السطح ، فالاختلاف والانقسام في المواقف والخطابات بين قيادة حماس في الداخل وبين قيادتها في الخارج وبين قيادتها في السلطة وقيادتها في التنظيم ، يؤشر علي أن هذه الحركة إذا ما أعادت نفسها وحساباتها فسوف يسيطر حتما عليها الانفلاش والانقسام والتشرذم .
فالسلطة والحكم اجتاح أروقة قادتها وصار هاجسهم الآن كيفية السعي وراء البقاء في هذا المكان ،ولو اختلف ذلك مع توجهاتهم وذاتهم ، فهم أدركوا أن القيادة في حماس ليست كما في السلطة ،فهذا ما ترجمته القيادة الحمساوية في أفعالها وتصرفاتها ومواقفها وخطاباتها ،فهم يتصارعون علي البقاء في الحكم والسلطة ، فهل سنشهد تحولاً جديداً في بنيوية حماس ؟؟؟



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الحوار إلي الاستفتاء ... ماذا يريد المتحاورين!!!؟؟؟
- جرائم حرب اسرائيلية وحوار فلسطيني ساخر...؟؟؟
- منظمة التحرير الفلسطينية وما بين فتح وحماس وتبادل الأدوار!!! ...
- فوضي وحصار وحوار...!!!
- الي متي ........!!!؟؟؟
- نقطة نظام :إلي السادة الذين تنتظرهم طاولة الحوار الوطني !!!؟
- الدولة ثنائية القومية بين النظرية والتطبيق ؟؟؟
- المطلوب حواراً جدياً لا حواراً خطابياً للحال الفلسطيني
- حتى لا تكون غزة مسرحاً للفوضى والفلتان !!!؟؟؟
- القمة العربية في الخرطوم والحال العربي المشئوم!!!؟؟؟
- الشباب الفلسطيني ودوره في المشاركة السياسية
- نحن في زمن الشرعية لمن لا شرعية له...!!!؟؟؟
- حماس وعباس ...توافق أم انقلاب
- قضية الأسري في الخطاب السياسي الفلسطيني وتحديات المرحلة المق ...
- حركة فتح ...والحراك التنظيمي المطلوب!!!
- واقع مؤسسات العمل الأهلي في فلسطين
- الشباب الفلسطيني سيقدم نموذجاً ديمقراطياً لأول ميلاد برلمان ...
- موصلاتي شاهد عيان علي عنجهية الاحتلال وممارساته في المجتمع ا ...
- التغريبة الفلسطينية ملحمة تاريخية تفتح الجرح .. وتنبش الذاكر ...
- قمة شرم الشيخ ونوايا حكومة تل ابيب


المزيد.....




- هذا ما يتمناه جورج وسوف لوطنه سوريا
- أول تعليق لنعيم قاسم بعد سقوط بشار الأسد وما خسره حزب الله ف ...
- الفصائل والسلطة تشتبكان بمخيم جنين
- هل تسعى إسرائيل لتقسيم سوريا؟
- الشرع: -لسنا بصدد خوض صراع مع إسرائيل ولا نحمل أي عداء تجاه ...
- زيلينسكي: روسيا تستعين بمزيد من الجنود الكوريين الشماليين في ...
- بوندسليغا: ماينز يلحق أول خسارة ببايرن في هذا الموسم
- سيمونيان تدعو إلى عدم تعليق آمال كبيرة على السلام الذي وعد ب ...
- السوداني وماكرون يبحثان هاتفيا آخر المستجدات في سوريا والمنط ...
- خبير عسكري: لجنة الاتصال العربية داعمة للانتقال السلمي في سو ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - حماس وهاجس السلطة والحكم !!!