أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - الدولة ثنائية القومية بين النظرية والتطبيق ؟؟؟














المزيد.....

الدولة ثنائية القومية بين النظرية والتطبيق ؟؟؟


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 1545 - 2006 / 5 / 9 - 09:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


باتت فكرة الدولة ثنائية القومية تطرق أبواب قضية الصراع السياسي الفلسطيني الإسرائيلي من جديد في الآونة الأخيرة ، فلفلسطينيين بعد تجربة عشر أعوام على اتفاق أوسلو وتعثر تنفيذ خطة خارطة الطريق , و بعد كل التملصات الإسرائيلية من استحقاقات عملية التسوية المترافق مع فرض الوقائع التي تكرس الاحتلال علي الأرض ، وإتباع سياسة الفصل الأحادي التي انتهجتها إسرائيل في قطاع غزة ،و يدور الحديث الآن من قبلها لتطبيقه علي أجزاء من الضفة الغربية، كل ذلك يؤكد ويعطي مؤشراً للفلسطينيين بضرورة تغيير قواعد اللعبة والمعادلة السياسية التي اشتغلوا عليها في العقود الثلاثة الماضية .
وبرغم من كل ذلك فان أحسن استثمار هذا الخيار من قبل الفلسطينيين , ربما يضفي ملامح جديدة على الصراع بين الفلسطينيين و الإسرائيليين فهو أولا قد يمهد لتحول استراتيجي في الصراع التفاوضي بين هاذين الطرفين ,من صراع على الأرض لصراع على البشر أيضا , كونه يشتمل على تفكيك المشروع الاستيطاني في إسرائيل ذاتها و هو ثانيا , ينقل الفلسطينيين إلي مرحلة سياسة مختلفة و ربما إلى وضعية الهجوم السياسي , و هو ثالثا , يحول خيار الدولة ثنائية القومية من كونه مجرد خيار يتبناه عدد من الأكاديميين و المثقفين و السياسيين , إلى خيار مطروح للنقاش في الإطارين الرسمي و الشعبي .
على أية حال فان الحديث عن خيار الدولة ثنائية القومية يمكن اعتباره بمثابة النقلة النوعية الثالثة في مسار الفكر السياسي , الذي انتقل من هدف التحرير الكامل ( مع انطلاقة العمل الوطني في منتصف الستينات ) إلى خيار الدولة المستقلة في الضفة و القطاع ( منذ منتصف السبعينات ) و قد تم الحديث عن هذا الخيار في مناخات انتفاضة 1987-1993 , و التي جاءت في ظروف اختمار التجربة الكفاحية و انتقال ثقل العمل الفلسطيني من الخارج إلى الداخل , ما جعل للفلسطينيين في الأراضي المحتلة رأيا في تقرير مصيرهم بناء على رؤيتهم لأوضاعهم , و بعيدا إلى حد ما عن وصاية القيادات الرسمية في الخارج .

إن تسليم الفلسطينيين باستحالة إقامة دولة لهم , قابلة للحياة و ذات تواصل إقليمي فوق 22 بالمائة من أرضهم التاريخية لا يعني انهم يسلمون بهزيمتهم إزاء المشروع الإسرائيلي , فهم بخيار الدولة ثنائية القومية يوسعون مفهومهم للصراع مع هذا المشروع , من الصراع للانفصال في جزء صغير من أرضهم , إلى التعايش على كامل ارض فلسطين التاريخية , و من الصراع في الإطار السياسي فقط للصراع في مجال حقوق الإنسان و الحقوق المدنية و حقوق المواطنة أيضا ,لا سيما وأن خيار الدولة ثنائية القومية يدمج ما بين حقوق الأفراد و الحقوق القومية .
على أية حال فان الفلسطينيين سيخسرون بخيار الدولة ثنائية القومية حلمهم و مطلبهم بالدولة المستقلة المفترضة , لكن هذه الخسارة المرحلية ستعوض بالربح على المدى الإستراتيجي , فالفلسطينيون من خلال هذا الخيار سيحفظون وحدة أرضهم التاريخية و يحققون وحدة شعبهم , أما من وجهة نظر الصراع ضد المشروع الإسرائيلي فان هذا الأمر يمكن أن يشكل هزيمة تاريخية لهذا المشروع فالدولة ثنائية القومية ربما تقوض مشروع الدولة اليهودية .
و لكن ما ينبغي التنويه إليه هنا هو أن خيار الدولة الثنائية القومية اصعب بكثير من خيار الدولة المستقلة بالنسبة للفلسطينيين , فهو خيار ترفضه إسرائيل تماما بعملها و ليكودها , , فالإجماع الإسرائيلي سيظل متركزا على خيار الانفصال عن الفلسطينيين , لان هذا الخيار يضمن لهم تحقيق الميزات التالية :
أولا
التخلص من الخطر الديموغرافي , و الحفاظ على الطابع اليهودي لإسرائيل .
ثانيا
التحرر من العبء الأمني و السياسي و الاقتصادي و الأخلاقي , الذي أنتجه واقع الاحتلال وواقع صمود الفلسطينيين و مقاومتهم .
ثالثا
تحسين صورة إسرائيل على الواقع الدولي , بعد أن كادت تظهر كدولة مستعمرة تمارس التمييز العنصري و القوة ضد آهل الأرض الأصليين .
رابعا
الحفاظ على صدقيه إسرائيل كدولة ديموقراطية في المنطقة .
خامسا
التساوق مع الاطروحات الأمريكية المتعلقة بترتيبات الشرق أوسطية .
على ذلك فان خيار الدولة ثنائية القومية , بدوره يستدعي الفلسطينيين للانخراط في صراع طويل و مضني من اجل فرضه , فثمة فرق نوعي بين طرح الفلسطينيين لهذا الخيار بعد نيلهم حقهم بتقرير مصيرهم و بين طرحهم له قبل ذلك , بمعنى طرح هذا الخيار في المعطيات الحالية , يتطلب الفلسطينيين التخلي عن مطلبهم الخاص في الاستقلال و القبول أيضا بالتضحية المتمثلة بالخضوع لقانون المحتل الإسرائيلي , القائم على القوة و التمييز ضد أهل الأرض الأصليين , و لعل تلك هي واحدة من أهم إشكاليات هذا الخيار .
اللافت للانتباه أن معظم المشتغلين على هذه الفكرة إما من مثقفي الداخل (1948 و 1967 ) الذين يعكسون هموم مجتمعهم و قلقهم على هويته و مصيره متناثرين بتجربة التعايش السلمي و الصراع مع الإسرائيليين ,او من المثقفين الذين يعيشون في الغرب متأثرين بالعقلية الليبرالية , خصوصا أنهم أكثر إطلاعا على مدى قوة الغرب و احتضانه لإسرائيل و تحسسهم لمأساة الفلسطينيين و لهشاشة الوضع العربي . و بغض النظر عن الخلفية التاريخية لنشوء فكرة (الدولة ثنائية القومية ) فان المشكلة الأساسية لهذا الخيار انه ظل حكرا على مجموعات من المثقفين بسبب تعقيداته الاجتماعية و القانونية و السياسية ,و طبيعة الثقافة السياسية في المنطقة التي تركز على الحقوق القومية الجماعية في مقابل طمس حقوق الأفراد , لذلك فان هذا الخيار لم يأخذ طريقه إلى الخطاب السياسي الفلسطيني الرسمي (طبعا و لا الإسرائيلي ) و حتى الآن لا يوجد فصيل واحد يعلن عن تبنيه له , خصوصا و أن الأحوال الراهنة لا تشجع أبدا على ذلك , فهل يستطيع هذا الخيار أن يدخل قلب الأجندة الاستراتيجية الفلسطينية ؟ و هل سنشهد مرحلة سياسية فلسطينية جديدة لقضية الصراع ؟ أم أن الأمر ليس ألا كلاماً عابراً !!!



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب حواراً جدياً لا حواراً خطابياً للحال الفلسطيني
- حتى لا تكون غزة مسرحاً للفوضى والفلتان !!!؟؟؟
- القمة العربية في الخرطوم والحال العربي المشئوم!!!؟؟؟
- الشباب الفلسطيني ودوره في المشاركة السياسية
- نحن في زمن الشرعية لمن لا شرعية له...!!!؟؟؟
- حماس وعباس ...توافق أم انقلاب
- قضية الأسري في الخطاب السياسي الفلسطيني وتحديات المرحلة المق ...
- حركة فتح ...والحراك التنظيمي المطلوب!!!
- واقع مؤسسات العمل الأهلي في فلسطين
- الشباب الفلسطيني سيقدم نموذجاً ديمقراطياً لأول ميلاد برلمان ...
- موصلاتي شاهد عيان علي عنجهية الاحتلال وممارساته في المجتمع ا ...
- التغريبة الفلسطينية ملحمة تاريخية تفتح الجرح .. وتنبش الذاكر ...
- قمة شرم الشيخ ونوايا حكومة تل ابيب
- رسالة عفوية من حناجر شباب فلسطين إلى من بقيت لديه حاسة السمع ...
- لم نخسره وحدنا بل خسره العالم أجمع ، لأنه ما آن لهذا الفارس ...
- أيها المحتل ارحل ...فهنا في غزة جنوب لبنان آخر!!!؟؟؟
- الخطاب الاعلامي الفلسطيني والقضايا المحورية القدس ..اللاجئين ...
- حتى لا يصبح الانسحاب من غزة كابوساً في نفق مظلم ...!!!
- الغزو الثقافي الصهيوني...وثقافة المقاومة
- من رفح الشامخة إلى قمة الخجل والذل العربي!!!


المزيد.....




- روسيا والصين تتبادلان وجهات النظر بشأن الدفاع الصاروخي
- بيسكوف: الهدنة ليست هدفنا بل نسعى إلى سلام شامل بعد تلبية شر ...
- البيت الأبيض يصدر استراتيجية لمواجهة كراهية المسلمين والعرب ...
- أمام وقف إطلاق نار هش.. لبنان يواجه تحديات إعادة الإعمار
- وزير العدل اللبناني: هناك 725 معتقلا لبنانيا في السجون السور ...
- بيدرسن يتوجه إلى دمشق في -أقرب وقت ممكن-
- الكرملين: تصريح ترامب ينسجم مع رؤيتنا لأسباب التصعيد في أوكر ...
- مصر تحذر اسرائيل من الغطرسة
- محافظة مصرية تتعرض لهزة أرضية
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع إلى ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - الدولة ثنائية القومية بين النظرية والتطبيق ؟؟؟