أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الشرقي لبريز - ما اشبه اليوم بالامس!














المزيد.....

ما اشبه اليوم بالامس!


الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)


الحوار المتمدن-العدد: 7220 - 2022 / 4 / 16 - 23:56
المحور: كتابات ساخرة
    


لم تكذب جدّتي تلك المرآة المنحدرة من إحدى قرى المغرب المنسي المتخمة في جبال الأطلس، تلك المراة التي لم تكن تقرأ أو تكتب، حين روت لي قصة كيف يضحك تجار السياسة على ذقون البسطاء بحب الوطن، كانت تحكي وهي تختنق من الضحك، فيتحول العالم في نظري الى تضاريس وهم، ويتسرب الى رئتي ضجيج من شفة الريح، وانا اسمع سردها، كيف يقدمون انفسهم للبسطاء بانهم أنقذوا البلاد، في حين هم ينفذَون مشروعا ضد شعب يحيى في أرضه التي يزرعها ويفلحها ويعتاش من خيراتها.
كبرت ولا أعرف إن كانت جدتي والأمهات يعين أصل المشكلة، إن كن يعرفن ان سبب كل المآسي التي نعيشها هم اولئك المهرجين، لكنني الشيء الذي انا متأكد منه هو صدق مقولة عبد الرحمان منيف حين قال:
" صمت المسنين أقوى من كل الكلمات التي نسمعها الان! إنه صمت مدو، يجعل الخوف شيئا ماديا ملموسا!.."
رغم ان جدتي لم تكن تعرف القراءة ولم تدخل مدرسة قط الا انها كانت، تجيد التأريخ وتحب الحسابَ فقط، هذه المفارقة شغلتني طويلًا، ولا اعرف أكانت حساباتها مرتبطةً بتعداد الأيام التي يقضها المبعدون عن دويهم؟ الذين تم اقتيادهم الى اماكن مجهولة في جنح الظلام؟ كما لا اعرف مَن علمها فعل التأريخ هل عشقها لوطنها، اما كرهها للجلد؟.
جدتي كانت نادرا ما تهرب الى الصمت، حيث كانت تغني مجموعة أغاني، كان صوتها يحمل حزنا غريبا، وحنينا، غناء يثلج الصدور حين نجيد الإصغاء اليها، فهي المرأة التي شهدتْ انكسارات عدة، لم تودع أولادها شهداء، وإنّما ودعت شباب هذا الوطن الى متوهم سنوات 1965 و1984.., جدتي عايشت امهات انتظرن اطلاق سراح ابنائهن، عايشت ترقب الأمهات عودة قامة اختطفت في جنح الظلام، حيث بعضهن حالفهن الحظّ، واخريات ولم يعد لهن بل صار في خبر كان.
عبر سنواتها السبعين او الاكثر، لا اذكر ان يوما مر دون ان تحكي لنا حكاية عن وطن...



#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)       Lebriz_Ech-cherki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيه في الوحدة
- مجزرة دير ياسين
- رحلة!
- الخريف!؟
- الديكة ورقصة الموت
- حكايا الليل
- الحياة امل صغير تحمله كل ام حرة
- الخريف
- فتوى عاشق
- ابن الظلام
- معبد الصمت!
- الوهم!
- رسالة صديقي!
- الوطن
- ما بين الحياة والانسانية!
- عمر بن جلون من لا يعرفه!
- حين امطرت سماء فاس رصاصا حي!
- من وحي الظلام!
- ميقات البوح
- ما أتعس الانسان عندما يحاول ...


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الشرقي لبريز - ما اشبه اليوم بالامس!