أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الشرقي لبريز - الحياة امل صغير تحمله كل ام حرة














المزيد.....

الحياة امل صغير تحمله كل ام حرة


الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)


الحوار المتمدن-العدد: 7203 - 2022 / 3 / 27 - 18:30
المحور: كتابات ساخرة
    


وأنا في ذلك المكان الموحش بظلامه غابت كل الإجابات، وغابت عني كل المفاهيم ، فاجأني صوت ينبعث من داخلي، يصرخ في لماذا لم تولد قردا، عاد الصمت ليخيم من جديد وأنا أنتظر أن تنهِي الرحلة، لتبدأ رحلة التيه.

بين عتمة الغرفة وبرودتها، وظلمة الليل المسردب، يقترب الرعد من بعيد، يتسرب وميض البرق عبر النوافذ، العاصفة، تظهر والألواح المغبرة، على حين بغتة، انبعث معي طيف شبح، لا اعرف ماذا؟ لا اريد ان اعرف الامر سيان...

صاح في قائلا:

"انت ايها المنكسر المحبط، ماذا لديك؟ الان يقولون انت تافه... لاشيء يعنيك، ولا حلم يسكنك كالجمر، انت خدلت انبياءهم و تمردت على قادتهم.
اعرف انك تهيئت قبل دخولك الغرفة لممارسة طقوس التعبد عل الحب يمنحك سكينة، تحاول ان تسابق خيوط الفجر الزائفة في تعبدك.
انت الان تحاول ان تجوب خبايا الروح باحثا عن الانسان، بعد ان تألمت من صورة شبه انسان، فصار جسدا معروضا في سوق نخاسة الاورو او الدولار".
فجأة صمت عم المكان، لا ادري هل قصيرة اما طويلة، بل لم ادرك كم جثم الصمت على المكان، ثم عاد واسترسل في كلامه.
"انت ايها الذي يساط في نومه ويقظته، الكل يصفك انه لا حول ولا قوة لك، يقولون انك رميت في غياهب النسيان واللاجدوى لقد جئت في زمان:
الشوارع مضاءة، والقلوب مطفأة.
الاجساد مزينة، والارواح عارية.
الافواه تبتسم، و القلوب حزينة.
انت وحيد في عريك حين تجوب في ذكرتك الندية، رسمت طيفا لانسان فضل التخلي عن انسانيته وعرض جسده في اسواق النخاسة.
اه ايها الانسان، لم تقل اي اين وصل تيهك، ورحلة بحتك...؟
هل اتعبك التجوال بين اغوار الذاكرة!؟
اسمح لي قليلا، فالحكاية لها نهاية، و الهاوية لها قعرا، و الحكاية ليست هي، فالحرة تموت جوعا و لا تعيش من جسدها.
الحياة امل صغير تحمله كل ام حرة، لا تطلب منهم الرحمة، ولا تستجدي عطفا، فليمنحوا صدقاتهم للمتسولين".

انتفضت في وجهه صرخت بعد ان تملكني الغضب:

"أنا لست محبطا و لا منكسرا، كما لا أعتبر لصاً أو قاطع طريق، لي مشكلة، ومشكلتي ، دون كلمات كبيرة، يقولون أحلام؟ مراهقة؟ حرمان؟ يمكن أن يقولوا أي شيء، ما أحسه، حباً حقيقياً، اذا تذكّرت أرتعش، أحزن، تدوي في رأسي أفكار لا حصر لها. وبعض الأحيان تجتاحني رغبة للبكاء.
الألم يعتصر قلبي، ليس هذا جديدا بالنسبة للحياة التي أعيشها، لكن الأمر ، في لحظات معينة، يبلغ حداً لا أستطيع احتماله ومادام الأمر هكذا ، فأن الكلمات تكون وسيلة لإنقاذي".

ش ل



#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)       Lebriz_Ech-cherki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخريف
- فتوى عاشق
- ابن الظلام
- معبد الصمت!
- الوهم!
- رسالة صديقي!
- الوطن
- ما بين الحياة والانسانية!
- عمر بن جلون من لا يعرفه!
- حين امطرت سماء فاس رصاصا حي!
- من وحي الظلام!
- ميقات البوح
- ما أتعس الانسان عندما يحاول ...
- حتي لا نصالح ونجالس ونصافح
- الغرفة!
- جمعية الدفاع عن حقوق الانسان تتبن قضية قتل الطفل عدنان
- مدينة الشهداء
- غسان كنفاني فكر يقض مضجع الاعداء -لا تمت قبل ان تكون ندا-
- حتى لا ننسى -شهداء كوميرا- كما وصفهم ادريس البصري
- بيان بشأن اعتقال رئيس فرع جمعية الدفاع عن حقوق الانسان بسيدي ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الشرقي لبريز - الحياة امل صغير تحمله كل ام حرة