أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نور الدين بن خديجة - عبد الصمد الكباص في حوار مع الشاعر مهدي العلوي ..















المزيد.....

عبد الصمد الكباص في حوار مع الشاعر مهدي العلوي ..


محمد نور الدين بن خديجة

الحوار المتمدن-العدد: 7219 - 2022 / 4 / 15 - 03:05
المحور: الادب والفن
    


ــــالكاتب والشاعر المغربي المهدي علوي لـ»الاتحاد الاشتراكي»: ـــ بلدي الأصلي هو الترحال.. وعندما أسكن القصيدة فكل الأوطان تصير بيتي



الوطن على باب الحرية يطرق ومن دون جدوى، هناك ثقل نوم ما ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الشاعر المهدي علوي ( أو المهدي المغربي كما يُعرف بألمانيا)، جاء إلى عالم الشعر مسكونا بسؤال الحرية والحب، لم يبتعد لديه سؤال الوطن عن شعرية المنفى و الترحال، تقطر أحزانه كما أفراحه قصائد في حوار سري مع الجمال والغضب. عندما أصدر ديوانه „ ظلال التماهي“ في 2017، كانت سنوات طويلة من الحرقة تشتعل في قلقه الشعري، هو الذي خبر جيدا أن جوهر المكان هو الحركة، و أن ما من إقامة سوى الغياب، و أن ظل الشعر كما الحياة بهجة دافئة لا تطفئها الغيوم. التقيناه فأجرينا معه هذا الحوار

– يبدو أن لديوان « ظلال التماهي» خلفية في عالم التشكيل، كيف تنعقد هذه العلاقة في رؤية الشاعر ما بين عالم القصيدة وعالم الصباغة و اللون؟

– القصيدة هي أصلا لوحة تشكيلية في بعدها التجريدي، إطارها يشكله الخيال الذي لا حدود له، أداة تشكيلها هي الحروف. وكتجربة شخصية مررت بها في البدء، كان الرسم على الرمل. إذن فهذا التداخل وارد بالفطرة وكذلك بالضرورة وطالما نحن عائلة واحدة: الرسم ، الموسيقى، الشعر. وربما لا أفشيك سرا إذا قلت إن هذا امر عادي جدا بالنسبة لي تحديدا. فالانغماس في بحر الشعر، أكيد أنه يجعلك تبتل ألوانا. وأن تغرق في بحر الألوان هذا أيضا يجعل منك كائنا آخرا.

– قارئ الديوان يعثر على رحلة ضمنية عبر زمن موزع على أزيد من عقدين، إذ هناك قصائد وقعت في الثمانينات وأخرى في التسعينيات وأخرى في بداية الألفية الثالثة. ألم يشكل هذا التناثر في الزمن تقطعا على مستوى النفس الشعري للديوان؟ هل تعتقد أن العمل يشكل تجربة موحدة نفسيا ووجوديا؟
– صحيح أن الديوان يضم بعض قصائد الثمانينيات وبعض قصائد التسعينيات وبعض قصائد الألفية الثالثة، لكني لا أستطيع الجزم في ذلك كل شرط زمكاني يفرض نفسه أحيانا بقوة الفضول، وأحيانا بقوة القناعة. لكن الأزمنة حتى ولو تقاطعت وتباعدت، فوحدة الموضوع يشكلها الشاعر نفسه بعد ذلك تبدأ عملية توزيع المنسوب الشعري الذي يناسبني ويناسب وحدتي في الزمان، حتى ولو تصدعت المواقع. فالكيان الموحد لا يوجد إلا في موضوعة القبليات. هناك كيان متناقض في وحدته وليس هناك كيان موحد على الاطلاق طالما أن***** عين التاريخ أوسع من عين الله. وقس على ذلك وجوديتي وفلسفتي في الشعر.

– نعرف أن الشاعر المهدي العلوي، عاش موزعا بين المغرب بلده الأصلي، وألمانيا وطن الهجرة الذي التحق به في بداية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. كيف انعكست تجربة الهجرة على رؤيته الشعرية، و فكرته عن المكان؟ و كيف يفهم علاقة القصيدة بالمكان؟
– لندع السؤال يتجاوز الحدود الى ما هو وجود في كليته. بلدي الأصلي هو الترحال، هو أثر أخمص القدم حيث كنت هناك في المغرب ملتزما باللحظة حتى العشق، فالأمكنة لعبة كنت لا أملك سوى بطاقة هوية التي تحولت مع مرارة الأيام الى بطاقة هاوية في صيغة المبالغة، مضطرا جعلتني أغادر المغرب. مجبر أخاك لا بطل كنت في المكان الذي أقف فيه وهو كذلك كان مشروطا كباقي أبناء مثقفي الشعب الكادحين. عانقت هذا الوجود بكل ما أوتي من لسعات وكان فضل الشعر علي كثيرا إنها نعمة لا أحسد عليها (ضحكات…).
صحيح، طالما أسكن قصيدتي إذن، فكل الأوطان بيتي. التجربة الشعرية في المهجر، وهذا أكيد، بالطبع أعطتني حقنات إضافية لما كانت تحوي الزوّادة في المغرب. إنها عوالم برانية نوعا ما عن تربة الشعر المغربية التي أصابني بها.رغم ذلك انطلاقا مما قرأت هنا، لم أتأثر كثيرا بالقصيدة الالمانية. كوجهة نظر في الشعر الالماني هناك الانسان، توجد القصيدة لكن العاطفة باردة، والشعر في نظري طاقة روحية وفضاء ساخن لا يحبذ البرودة ، مما جعل الكتابة عندي سيفا ذا حدين أن أكتب وأتأقلم وأن أكتب وأرفض الذوبان. وهذا تحد اكتسبته نوعا ما في أوربا الغربية بالإضافة الى إرث الترحال حيث كنت أكتب وأشتم. كنت أنا والشعر لعنة ومازلت، هناك كانت لعنة بالابيض والاسود وهنا صارت لعنة بالألوان.
إنها رؤية تكتسي طابعا كاريكاتوريا .فكل شيء يؤخذ بالجد حد الغلو يميل تدريجيا الى القدسية. وشعري لا يحتمل هذا الطابو على الاطل.اق إنه زمكان له خصوصية و أبعاد أخرى.
ـ عادة ما يوجد حوار سري بين كل شاعر والتجارب الشعرية التي سبقته أو التي تزامنه، كونيا و محليا. كيف خاض الشاعر المهدي العلوي هذا الحوار؟ وما هي التجارب التي تشكل منبعا لتخصيب رؤيته الجمالية والوجودية؟
بدأتُ كتابة الشعر كإرهاصات أولية في سن مبكرة جدا وكان أول ما تأثرت به كانبلاج انفعالي، وأنا طفل، هو حزني على فراق الواحة والبعد عن جدتي كأول هجرة من زاكورة الى الرباط. ثم جاءت انتفاضة 1981 التي أسست لوعي سياسي جنيني وأنا في عاصمة العمال خريبكة. تم بعد ذلك انتفاضة 1984 حيث الشباب و الانفتاح على شعراء الثورة المغربية أو الثورة المغدورة، لا أريد أن أذكر هنا كل الأسماء لأن الشعب المغربي يعرف أبناءه جيدا، وعلى سبيل الذكر لا الحصر عبد اللطيف اللعبي، عبد الله زريقة، الصبار الودان .. و القائمة تطول هذا على مستوى المحيط المحلي في مغرب زمان الجمر و الرصاص.
وعلى مستوى المحيط الكبير يأتي ما يلي: ولكون ان الثورة الفلسطينية بالنسبة للمغاربة هي قضية وطنية، كان من باب الصدف أن تكون أول مظاهرة اشارك فيها و أنا طفل مظاهرة ضد زيارة السادات الى المغرب سنة 1978 بعد توقيع اتفاقية السلام ضدا في تصاعد مد المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.
خلاصة القول أنه كان تاثير قصائد محمود درويش، توفيق زياد، معين بسيسو، سميح القاسم ، مظفر النواب، فؤاد نجم وأغاني الشيخ إمام ومرسيل خليفة. بالإضافة الى الشعر العالمي المترجم لويس أرغون، بابلو نيرودا، بروتلد بريشت … ثم تجربتي في جمعية ابن بطوطة كأحد المؤسسين لها على واجهة النضال الثقافي و القائمة تطول، وانتهاء بتجربة مجلة „كراريس تيزي“ التي كنت أنت أحد المؤسسين لها كانطلاقة أولى بصحبة باقي الطاقم المبدع ( المهدي العلوي و نورالدين بنخديجة وجميل عبد العاطي).

– في هذا المناخ تشكلت عدة حورات وليس حوارا واحدا في ما يخص الإبحار في متن الشعر وأصداء المحافل الشعرية و الرؤية الثورية للشعر ذات اللمسة الجمالية المرتبطة بالحماس الشعبي واليومي المؤثر. هذه الجمالية التي تتجلى فيها روح الامل و التحدي والانعتاق بعيدا عن حط الشعر في قوالب جاهزة مدعومة بقوقعة الذات، أو مجرد تكسير الحروف و الكلمات على شكل هياكل فلكلورية لإعادة تنصيبها قصائد.
– إن التجارب علمتني كيف أنتزع أوراق القصيدة من فم الوحش، من ظلمة الغابة ومن حطب يحترق ونار تتلظى، كان هذا في زمن لم تكن فيه القصائد لتقطف مجرد ثمار ناضجة وجاهزة. كان هذا زمان الجمر وتظل أسباب إعادة التجربة الشعرية واردة في سياق الصيرورة التاريخية وكذلك في بعدها السياسي والوجودي.

– كيف يمكن أن نحدد الرؤية الخاصة بالشاعر لسؤال القصيدة من خلال ديوان ظلال التماهي، الذي نعثر في داخله على تماس أسئلة شائكة تهم الحرية والحب والوطن والموت؟
– «ظلال التماهي» الديوان الذي صدر في المغرب سنة 2017 يحمل عصارة ثلاثين عاما من الحب والحرية والحارة ـــ صورة مصغرة للوطن ـــ هذه الأيقونات الثلاث تتداخل في لوحة شمولية وتتماهى مع الوجدان لترسم قصيدة مترامية الأطراف في حجم هذا الديوان تتشابك فها خطوط الترحال وخطوط الآمال. ورغم أن لغة الشعر لغة جنونية، ففي «ظلال التماهي» هناك محطات تستدعي فضول العقل بكل ترسانته العقلانية لفك طلاسيم الغيب كجبروت وكلعنة، وكهمّ ألفت عشرته مهما ترامت بي الضفاف.
صحيح أن الديوان أتاه الحب في سياق اجتراري وراء الموجة التي ستغرق القلب في بحر العشق، إلا إن الوطن على باب الحرية يطرق ومن دون جدوى ، هناك ثقل نوم ما. لكن لا يوحي بالمعنى القطعي الى الموت طالما أن اشعار الحياة تغدي فينا روح البقاء و الصفاء و النقاء. و بالرغم من كل هذه النعوت و بكل ما في الجمالية من إثارة ومن معنى يظل السؤال كبيرا وأوسع مما نرى، في طياته يختزل ما لم يقله الديوان لكون الرؤية أشمل وأعمق مما نتصورهُ شعراً.




الكاتب : حاوره: عبد الصمد الكباص بتاريخ : 22/02/2019...






ـــ هامش : هذا الحوار أجراه الصديق عبد الصمد الكباص مع الشاعر مهدي العلوي بمناسبة إصدار ديوانه الشعري : ــ ظلال التماهي ـــ . مهدي العلوي شاعر ومناضل ماركسي .. عانى من الملاحقة من الثمانيات إلى حدود أواخر التسعينات ..حيث حرم من إتمام دراسته الجامعية بالمغرب .. ارتحل مغتربا إلى ألمانيا بداية الألفية الثانية .



#محمد_نور_الدين_بن_خديجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمعة أم الشهيد ..
- قداحة موديل 1984 ..
- أغرودة
- شجرة العزلة ـــ زجل
- الريح سلاحا ...
- الوحشة عرت عن مفاتنها ..
- بين صبح وأصيل ..
- خلوة ..
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 17
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 16
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 15
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 14
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 13
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 12
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة11
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 10
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 9
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 8 تتمة
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 8
- جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 7


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نور الدين بن خديجة - عبد الصمد الكباص في حوار مع الشاعر مهدي العلوي ..