جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة11

محمد نور الدين بن خديجة

الحوار المتمدن-العدد: 7048 - 2021 / 10 / 15 - 20:40
المحور: الادب والفن
    

ــــ سيذكرني التاريخ ...

في بداية التسعينات تقريبا سنة 1992 سينسحب كل من ياسين عدنان ونور الدين معين من الجمعية .. ياسين سيكمل دراسته بالرباط العاصمة ... معين سيلتحق بحركة المكفوفين خريجي الجامعات ومعاركهم واعتصاماتهم الطويلة بالعاصمة والتي نالوا فيها من حصة الضرب والركل وشج الرؤوس مانالوه بالتساوي مع المبصرين في ظل عمى الرؤية السياسي السائد .
وفي نفس الأثناء سيلتحق بالجمعية شباب من مدينة دمنات وقلعة السراغنة وبن جرير وورزازات ... حيث أصبحت مأوى لأبناء المناطق المجاورة والنائية والمهمشة ...وبذلك ازدادت أعباؤنا في كيفية التكوين المسرحي بل والثقافي والاديولوجي لكل هذا الفريق ...في ظل قلة الحصص المخصصة لنا بدار الشباب عرصة الحامض وقلة الأطر التي يمكن أن تؤطر هذا العدد من الشباب والشابات ..
قلت سابقا أن الفرساوي وكذا محمد الرشداني وعبد الله الدراوكي سيتحملون أعباء كبيرة في هذا المجال وخاصة الجانب التنظيمي واللوجستيكي فلا يستغنى عنهم خاصة في الأنشطة الأشعاعية التي كنا ننظمها ..
أما الأغنية فستستأنف عملها بالتحاق الفنان رضوان الملوكي وصديقه عبد الله وهما من المدينة العتيقة حي بن صالح والذي يجاور حي السبتيين الذي ترعرعت به . وهذا سهل علي عملية التواصل معهما أي المشترك الشعبي الذي رضعناه منذ الصغرو
رضوان الملوكي له ملكة فنية عصامية سرعان ما برز با داخل الجمعية ... حيث بدأت أزوره بمنزله ويزورني ... فلحن من كلماتي أغان جميلة ... بالإضافة تلحينه لقصيدة وجدناها بمجلة الآداب البيروتية لا أتذكر شاعرها ... تتحدث عن موت عامل بناء أثناء العمل وهي تعكس معاناة العمال وبشاعة استغلالهم ... وكان تلحينا رائعا شجيا ...
في التسعينات ستنشط الجمعية بشكل كبير بتنظيم الندوات الفكرية والفنية والانشطة الاشعاعية من عروض مسرحية وغنائية حتى ذات الصبغة اتضامنية مع الشعب الفلسطيني ...كما ان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لعب أدوارا كبيرة في التعريف بالثقافة الجادة ومبدعيها من شعراء وفرق مسرحية وغنائية .. بل أن الفنان الساخر الحسين بنياز ـــ بزيز ـــ كانت مشاركته بالأنشطة الطلابية يحضرها الآلاف بساحات الجامعات المغربية .. خاصة وأنه كان ممنوعا من الانشطة العمومية والاعلام العمومي ومازال .

وبهذا ستشارك الجمعية بنشاطها الغنائي الذي لحن أغلب أعماله رضوان الملوكي بالاضافة لاغاني الشيخ إمام وغيره ... هذا الفتى وصديقة عبد الله الحرفي ـــ مصلح الدراجات ـــ سيثيرهم هذا الحضور الكثيف .. والشعارات المنددة بالنظام وصور الشهداء واللافتات والمجلات الحائطية ولاول مرة ...ورغم اندهاشهما وربما خوفهما شاركا مشاركة فعالة ومهمة في مسار الجمعية ... في تلك الأثناء كنا ـــ ولازلت ـــ نرى الواجهة الثقافية واجهة من واجهات الصراع الطبقي .
في هذه الفترة كان التألق الكبير لابن بطوطة بحكم تجربتها الطويلة في الغناء الملتزم ودمجه بالرقص التعبيرى .. وهذا النفس سيتطور ويتجدد بدخول ـــ الفنان خالد بدوي ـــ لابن بطوطة لأنه دارس بالمعهد الموسيقي بالاضافة أنه سيستقطب للجمعية العديد من طلاب المعهد وعازفين مهرة ... عازفي كمان وقيثارة وقانون وايقاع .... والذي يقود الآن فرقة مايسترو المتميزة في المشهد الفني ...ـــــ بعض أعمال الفرقةhttps://www.youtube.com/watch?v=pEliTl2Cdo0
ـ طلع الصباح للشيخ امام توزيع خالد بدوي :https://www.youtube.com/watch?v=gjDneyQbIrk
كما أن فرقة الأمل بأكادير والتي كانت في نفس مستوى ابن بطوطة كنا نستقدمها من أكادير للمساهمة في أنشطتنا وأنشطة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ... وكان عازفها الماهر إدريس ملومي ... وهو الآن من كبار عازفي العود المشهزرين عالميا :https://www.youtube.com/watch

ــــ
https://www.youtube.com/watch?v=50P8CVLuNdQ
....هذا العمل الجبار الذي ساهمت فيه الجمعيات بالمغرب وبمجهودات ذاتية اعطى للساحة الفنية والثقافية بل والسياسية اطرا كبيرة ومهمة .... وبهذا أننسى ؟ ربما يتناسى البعض ... ولكن للتاريخ كلمته ... أو كما قال كاسترو حين كان شبه مغمورقبل الثورة وأثناء محاكمته : سيذكرني التاريخ ــ
وهذا التاريخ الفني المسرحي والغنائي ساهم فيه اليسار المغربي بشكل كبير .. نعم سيذكرنا التاريخ .


...

#محمد_نور_الدين_بن_خديجة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل