جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ... التماعة 3

محمد نور الدين بن خديجة

الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 23:21
المحور: الادب والفن
    

ـــ التماعات الذاكرة
جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ...التماعة 3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

... هذه الفترة ـــ الثمانينات ــ عرفت فورة ثقافية فنية طليعية وهادفة في أغلب مدن المغرب بل وبعض قراها .. وكان يعضد هذا الالتزام الفني الثافي .. قراءتنا وتفتحنا على الأدبيات الفنية والاجتهادات النظرية ذات المرجعية الماركسية خاصة .. فكان ــ الرهان الثقافي ـــ لعبد الطيف اللعبي مرجعا مهما لللنقاش حول العمل الجمعوي الثقافي وكسر سلطة المركزية الثقافية والنخب المنفصلة عن الشعب ... بالاضافة لتداول الأرضيات الثقافية البعض الجمعيات التي راكمت انجازات مهمة في حقل الثقافة التقدمية ... كما ساهمت مجلات ــ الزمان المغربي والبديل وجسور والمقدمة والتي منعت بعد انتفاضة يناير 84ــ في رفد هذا الفعل الثقافي بمرجعية أو على الأقل بتصور ساعد عى ترشيدنا في عملنا وما نهدف منه .
سنة 1986 ــ 1987 سألتحق بالجامعة كلية الآداب قاضي عياض ..ستتوطد علاقاتنا أكثر حيث ستصبح شبه يومية مع مهدي حلباس وحسن اجغا وسعيدة لغلاغ .. وكذا سأتعرف على عبد اللطيف الخولاقي الفنان المسرحي عضو جمعية الرحالة وكذا خالد رافة وعبد الرزاق القباج عن جمعية ابن بطوطة ...
هذا وفي أجواء الحظر الكلي على أنشطة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وملاحقة مناضليه .. سأبدأ في التعرف على بعض بقايا الطلبة القاعديين ـــ توجه طلابي ماركسي لينيني ـــ وبشكل شبه سري ... وفي لقاءات جد محدودة لاتتجاوز ثلاثة أفراد أو أربعة وبوقت جد محدود... وتحت ضغط نفسي ملؤه التوجس والحذر .
... كانت أنشطة جمعية ابن بطوطة هي سبيلنا الوحيد للتواصل مع الطلبة والتلاميذ .. وفتح نقاشات معهم واستقطابهم لهذا الفعل الثقافي الجاد ... وهذا ساعد في ربط العديد منهم بالفعل الثقافي وكذا بالفعل النقابي الطلابي ...
في هذه الأجواء سيعمل المنفصلون عن نادي الهواة للاسهام في تأسيس إطار جديد تحت اسم ـــ جمعية الحياة المسرحية ــ في دجنبر 1986 ...فكانت تلك الفترة تشهد استقطابا سياسيا وثقافيا حادا وصراعات اديولوجية وفنية ساهمت بذلك في انقسام جمعيات وكذا الاتحاد الاقليمي لمسرح الهواة وهور ماسمي بالاتحاد الطلائعي الم تخني الذاكرة ... والذي ساهم بانشطة فنية ومسرحية جد متميزة أنذاك ... ولكن هذا الجسم سيتوقف كذلك بعد مدة لأسباب لا يسمح الآن المجال للتوسع فيها .
سيعقد لقاء تأسيسي للحياة المسرحية وسأكون من بين الحاضرين ـــ مهدي حلباس . نجيب عبد اللطيف .. سعيدة لغلاغ ... مريم الطروشي .. عبد القادر منير .. مصطفى نافع .. جمال الكرمالي ــ سيقترحون علي العمل في المكتب الإداري لكنني لم أقبل واخترت أن أكون عضوا داخل الجمعية فقط ..نظرا لتوجسي أن أكون معرقلا للعمل بسبب اعتقالي السابق تحت خلفية نشاطي في الحركة التلاميذية واعتقالي سنة 1983.
هكذا سيبدأ الاشتغال مباشرة على مسرحيةـــرحلة الرجل الطيب ـــلمهدي حلباس .. وتحكي عن مأساة أبي در الغفاري ونفيه إلى صحراء الربد بسبب مواقفه المناهضة للسلطة وللتجار . هذه المسرحية اتي ستعرف نجاحا باهرا أنذاك وستشارك في العديد من اللقاءات والمهرجانات خاصة بسبب تميزها أنذاك على مستوى الرؤية السنوغرافية التي متحت من فلسفة ـــ المسرح الفقير لغروتوفسكي .
كنت مستمعا وصموتا أكثر ... لأني في تلك الأثناء لم تكن لي ثقافة نظرية مسرحية ... واسهامي ربما يكون في الغالب بمرجعية اديولوجية أكثر من فنية ... التزمت مرحلة التعلم الابجدي النظري حول المدارس المسرحية ...ما توفرت الفرصة لذلك ... لأن الاشتغال على التداريب امسرحية كان على أشده .
إذن فكرة الالتحاق بابن بطوطة الغيت من ذهني ... وتحت طلب الاخوة في الحياة وكذلك بسبب انتقالي إلى دوار العسكر ـــ أزلي الحي الحديث أنذاك .


ـــ محمد نور الدين بن خديجة
21 شتنبر 2021 المغرب .
ـــــ يتبع ... ــــ

#محمد_نور_الدين_بن_خديجة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل