أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامر أبوالقاسم - ألوان تليق بالوطن















المزيد.....

ألوان تليق بالوطن


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7212 - 2022 / 4 / 7 - 22:28
المحور: الادب والفن
    


في بداية عهدي بالكتابة، لطالما استهوتني فكرة أن أصبح رساما، لا لشيء سوى لتجسيد مفهوم السعادة، وإعطائها مدلولا في الحياة. إذ بقدر ما كانت الحياة صعبة، بقدر ما كنت متشوقا لإلباسها لبوسا تتناغم مع ما يجول في الخاطر من تطلع إلى أن تكون بصورة أجمل مما هي عليه.
فقد أصبح الرقاص السياسي متذبذبا، حتى صدق فيه قول الشاعر أحمد مطر: (يَخفِـقُ "الرقّاصُ" صُبحـاً ومسـاءْ. ويظـنُّ البُسَطـاءْ أَنّـهُ يَرقصُ! لا يا هـؤلاءْ. هـوَ مشنوقٌ ولا يـدري بما يفعلُهُ فيهِ الهـواءْ!).
وأصبحنا الأمة الأكثر استقرارا وأمنا وازدهارا وأكثر تنظيما، بل وتوسعت النخب، ولم يعد ينقصنا سوى امتلاك ضمير اجتماعي وتحرك للقضاء على الفوارق والتمييز والتهميش.
وعلى الرغم من صغر السن، فقد حدست أنه لم يكن ينقصني آنذاك امتلاك رؤية للعوالم المشوهة التي ينبغي أن تخضع لعملية التجميل، ولم أكن بحاجة إلى عامل الوقت الذي نملك منه الكثير نحن الأطفال في غياب موضوعات ووسائل اللهو واللعب، كما لم يكن غائبا عن ذهني أني في حاجة إلى ما يغوص بي في عالم الخيال الفني الواسع.
الأمر إذا أعقد من ذلك بكثير، وقد يكون مرتبطا بصعوبات موضوعية، تتطلب ألوانا تليق بموضوع الوطن، بل وإعادة تشكيله، ليصبح تعبيرا يعكس ذاك التقدير الذهني الجميل لواقع أريد تقبيحه.
فمن يحدد اليوم حاجات الشعب؟ من يحاول القيام بإصلاحات؟ من يخرج البرلمان من خاصيته المحافظة؟ من يعمل على فك طلاسم الأزمة الاجتماعية والسياسية؟ من يجنب البلد الاندحار إلى ويلات الاحتقان؟ من يزرع بذور الأفكار؟ من يقود حركة قادرة على فرض توقف وتأمل لتوضيح المسار؟
أيقنت أن الريشة بقدر ما هي أداة للمس والانسياب، بقدر ما تصبح جزءا من الفكرة المطلة على الدماغ. وهي الحالة التي دفعت بي إلى البحث عن معمار وصفي، بكل ما يحمله من حركات وألوان وخطوط وانحناءات، قد تساعدني في تصوير المشهد.
وكأني بذلك أطرق باب الذاكرة من نافذة الألوان ومزجها، علها تفي بغرض إبداع لوحة فنية، تكحل عين الناظر وهو يشاهد الصورة بفسيفساء لونية وحركية وحياة، وليحدث ذاك التناغم المطلوب بين الرسم والواقع.
فقد يصلح الفن للتبشير بعدالة اجتماعية، ويصدر قوانين تنظم الفئات الهشة والفقيرة والمهمشة، ويحتضن حاجاتها وانتظاراتها، ويقيم ديمقراطية تليق بجمال اللوحة، وينقذ بلدا من الضياع.
كم كنت متشوقا لتلخيص وجهة نظري في لوحة، عبر ريشة الفن المنذور للحياة، المكثف للتعبير عن أفكار لاحت في الأفق، ليبقى للوجود معناه النبيل في الأذهان ومكانته الرائعة في النفوس.
لا لشيء سوى للإسهام في تشكيل تحالفات الألوان التي تقود إلى تصحيح المسار وتفادي تدمير البيوت والأسر، ولحمل أفكار متقدمة للحاضر والمستقبل، ولتتسم قيادة المشروع المجتمعي بشخصية كاريزمية منقلبة على الجبن العام، وحاملة لمشعل يبلور تقدما ملموسا لا مدبجا في الخطب.
إن الوقوف أمام الفنان من زاوية إبداعاته، هو شكل من أشكال استحضار الهندسة كميزة ابتكارية عنوانها الأساسي وطن، دون أن يكون المفهوم مرئيا كما جرت العادة في التصاميم الشائعة التي تكاد تكون متناسخة.
فالوطن في حاجة إلى تربية مجانية وإلزامية، وإلى صحة عامة متاحة للجميع، وإلى ضمان اجتماعي أكثر تقدما، وإلى تحصين طبقة وسطى مثقفة ومسيسة، وإلى تقوية شغيلة مستمتعة بوعي اجتماعي...
إن الوطن مع الريشة والفنان، ومع تناسق الألوان على الأجزاء الداخلية للوحة وفضاءاتها، يصبح متفردا بأبهى الحلل، وتحفة فنية، ولوحة فائقة الدقة والابتكار، وعنوان هوية جماعية نحياها في الداخل ونطل بها على الخارج.
وحدها الأرض في هذا الوطن تتحدى الواقع، لتشكل لوحة فنية، ممزوجة باللون الأخضر الذي يليق بها، وتقابل بخيوط متناسقة في السماء، لتتزين بزرقة الحياة البهيجة وبياض الغيوم الكثيفة، التي تغدق على الأرض بألوان الماء كرمز للحياة.
والفنان، وحده من يستعين باللمسة الهادئة والخفيفة للريشة، لإفعام اللوحة بذاك المعنى اللماع، وذاك الطراز النيوكلاسيكي الذي يطبع الوطن، ليتجسد في رحابة فضاءاته ورغد عيش أولاده، بشكل يكاد يمحي تلك الخطوط الفاصلة بين التعقيد والبساطة في التصميم، لإكمال اللمسة بمعاني الحياة، ولإضفاء البياض الناصع على العلاقات والتفاعلات.
كم يحتاج الوطن لمدفأة على طول الامتداد، وللمسة دفء على الأمكنة، لتكسير رتابة اللون الرمادي الذي يطبع الواقع، وليمنح الناس شعورا بالراحة وميلا إلى التحضر وتحسين الأذواق.
فما عادت الأحزاب تمثل حاجات أغلب الناس ومصالحهم، وما عاد الرضى واقعا إلا على عدم المشاركة ورسم معالم تقدم البلاد، وما عادت الموضوعات السياسية تثير شيئا من الانفعال، بقدر ما تثيره عوالم المال والرقص على الجراح.
وصار الاعتقاد أن اليمين أصبح في عداد التاريخ، واليسار لن يملك بعد الآن فرصة، والإسلام السياسي سيبكم للأبد، والسبل الديمقراطية إلى التنمية الشاملة والمستدامة أخطر من الثورة المسلحة. وصارت المعاناة عنوانا لرحلة طويلة إلى الجحيم، لا يتأتى الخروج منها أو تلافي تداعياتها إلا بإعادة رسم صورة للبيت من جديد.
فالأمر إذا، لا يتطلب سوى تلك اللمسة، واللعب بالألوان، والتصميم الأنيق، كطريقة للحصول على التناسق الهندسي المطلوب، الذي يمنحه الفنان لجمهوره. وهو ما تتطلبه السعادة لإعطائها معنى في الحياة، ومدلولات في الواقع، بالشكل الذي يدلل الصعوبات ويساعد في التخلص من الترهلات، ويقي من المخاطر، ويمنح القوة والتماسك، ويكسب المرونة والحيوية.
لم أكن لأدرك قبلا أن ما استهواني لأكون رساما، وما قذف في نفسي فكرة تجميل الوطن، قد يكون شديد الصلة بما عرفته السياسة من نكوص، بحيث لم تعد مثيرة لحماس الغالبية من الناس، بل ولم تعد تشكل أحد الأنشطة المفضلة لدى الجمهور.
تلك هي الرغبة في الحلم إن لم يكن تطلعا، وذاك هو الخيال إن لم يكن فنا، والاختلاق إن لم يكن إبداعا، فما عاد للعقل متسع لحمل الفكرة وأعبائها، وما بقي للخاطر من مساحات لانتظار وصول محاولة إرضاء النفس.
وإذا كان للإبداع من فضيلة، فهي تلك التي تسمح بإضفاء الطابع الشخصي على العالم، لإطلاق العنان للقدرات اللامتناهية للخيال كأداة لتغيير الدواخل النفسية تجاه تلك العوالم الخارجية.
وإذا كان للحدس من مدلول، فهو ليس ذاك الذي يتمثل في المعرفة الفطرية الفائقة كمنتوج للعقل البشري يسمح ببلورة تصور فوري للمبادئ الأولى كمعرفة أكيدة تلخص معنى الحياة، بل هو ذاك الكائن المحكوم باللاوعي والمشدود إلى الرغبة.
أما وصف الحياة من حيث كونها واقع حالنا الذي لا يسر الناظرين، فقد يكون أبعد مما يتم تفسيره من ظروف وشروط، ويترفع عن بلورة الحلول في شكل توصيات ومقترحات، ولا يحتاج إلى بذل وقت ولا جهد للوصول إلى المعطيات والمعلومات.
فاللغة تغني وحدها في مثل هذا المقام، وتقود صاحبها إلى التعرف على الظواهر والتجليات، المحيلة بذاتها على الأسباب والمسببات، بطريقة تكاد تكون عشوائية ودون أي تنظيم مسبق. خاصة وأن الحاجة حاسمة في توصيف ما يواجهه المجتمع من مشكلات في شتى المجالات.
فأن أكتب عن هذا الواقع، معناه أني في غير حاجة إلى طريقة أو أسلوب، فالسمات والصفات تندفع لتنطق بذاتها، والتفسيرات لا تحتاج إلى دلائل وبراهين، بل يكفي تحريرها من عقالها، فتنقشع لك نتائج تجربتها وأخطائها.
فلربما هي الواقعية في تجلياتها السافرة، وفي تعرية انكشافات واقع الحال في الميدان أو المكان، دون تنميط منهجي عاجز عن رصد السلوك الخارجي للظواهر وسبر أغوار منطلقاته وخلفياته الكامنة، المعيقة للوصول إلى الدقة والموضوعية في وصف الموجود الواضح للعيان.
أصبحت أتمنى أن تكون مثل هذه الواقعية سبيلا إلى صياغة الآراء والخبرات، ووضع الخطط والتصورات واتخاذ القرارات الصحيحة للوطن، دون اللجوء إلى استمارات واستبيانات وملاحظات ومقابلات واجتماعات وسفريات مكلفة وغير مجدية في حل المعضلات.
لسنا غرباء على الواقع، ولا دارسين أو خبراء مستقدمين من الخارج، ولسنا محترفين لطرق معرفة "من أين تؤكل الكتف"، إذ لا حاجة لنا إلى دراسة العينات، فالمعلومات والمعطيات متوفرة، والمسح الشامل موجود، والإرادة والقدرة على العمل متوفرة، والتكلفة غير مخلة بميزانية الدولة ولا ناهبة للمال العام.
كل ما يلزم هو ريشة تتيح فرصة إصلاح أعطاب الأداة السياسية، للتأكد من جدوى الوصول إلى النتائج وتعميمها، عبر تركيبات لونية مبهجة جماليا، وتوليفات تخلق تناقضات واتساقات ممتعة، تفعل فعلها لتحقيق مزاج عام من الجماليات والتناغم، وتتفادى كل تلك التباينات البصرية المحدثة للتوتر.
علنا بهذا التجسيد الفني، نصبح في وضع يجعل الصورة ماثلة للانسجام الأبسط والأكثر استقرارا، بفعل الألوان المتناظرة، وبفضل المزيج من التناغمات التكميلية، لتحقيق الاهتمام البصري.
فالألوان في العادة منذورة للنظر إليها لإعطاء استجابة عاطفية سارة بفعل تناغمها، خاصة وأن الاستجابة البشرية للألوان هي عاطفية وإدراكية على حد سواء، بفعل عوامل التأثير الثقافية وشبه الثقافية القائمة على أساس اجتماعي، وبسبب السياق والزمن.
بدفء هذه الجمالية، يعشق الواحد منا وطنه في الكبر، ويسترجع تلك اللحظات المعبرة لتلامذة المدارس الصغار، وهم يستعدون ويقدمون صورا إبداعية متعددة ومتنوعة، معبرة عن فرحة عفوية بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني، وعاكسة لتلك الرغبة في تجسيد ثقافات محلية تثري وتقوي الحس الوطني، وترسخ الاعتزاز بالهوية الوطنية.
في غمرة هذه الاحتفالية، تمنينا لو أن الوطن تسابق إلى تلوين الفرحة بلون علم المواطنين، والتغني بكلمات الحب والعشق لأبنائه، والرقص والتهليل، في أجواء تتعالى بالزغاريد والأهازيج والأناشيد والمسيرات والاحتفالات في كل ربوع الوطن.
كم اشتقنا إلى مثل هذه اللحظات الحميمية في التعبير عن عشق الوطن لمواطنيه، ليظل دائماً رمزاً للعز والفخر والمجد والتاريخ. وليبقى وفيا لتنمية الحس الوطني الواعي، وليستمر في الإخلاص لهم والتفاني في خدمتهم!
وكم هو جميل أن يتكون لدى الوطن إحساس تلقائي بتلك المبادئ الوطنية من إيثار وإنكار للذات، وتفانٍ، ووفاء وإخلاص وحب للعمل الجماعي من أجل المواطنين!
فقد يكفينا حضن الوطن الدافئ، وظله الوارف، وكنفه الآمن، الذي يضم أبناءه المخلصين بكل هذا الدفء والحنان.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر التدثر بالكتابة
- تشظي الفساد
- الرهان التنموي في ظل أزمة الديمقراطية التمثيلية
- هل سيتم الاستعداد للانتخابات بقيادات حزبية معزولة عن تنظيمات ...
- بعض سمات التحول الجاري بالمغرب
- قانون المالية بين: المزايدات السياسية والحسابات الحزبية
- حكومة العثماني: بين حلم الادعاء وواقع الإخفاق
- الجهوية المتقدمة ومأزق السياسات العمومية والقطاعية
- المؤتمر الوطني 19 لاتحاد كتاب المغرب
- الدهاء لن يحول دون عدل الله
- نازلة نائبي رئيس حركة التوحيد والإصلاح (2) فساد وخيانة زوجية ...
- نازلة نائبي رئيس حركة التوحيد والإصلاح (1) أية مقاربة: قانون ...
- يستقبح عيب غيره، ويفعل ما هو أقبح منه
- السيد رئيس الحكومة: قلها واسترح
- الحزب الحاكم والانتخابات القادمة
- وحده الغباء الجمعي جعل -أمينة- غير آمنة
- قضايا التنوع اللغوي بالمغرب
- الحقوق اللغوية
- أَخُوكَ أَمِ الذِّئْبُ؟
- نِعْمَ الْمُؤَدِّبُ الدَّهْرُ


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامر أبوالقاسم - ألوان تليق بالوطن