أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامر أبوالقاسم - الحقوق اللغوية














المزيد.....

الحقوق اللغوية


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 16:31
المحور: حقوق الانسان
    


في هذه اللحظة التاريخية الهامة، هناك متابعة غير مسبوقة واهتمام متزايد بالنقاش الدائر حول الشأن اللغوي ببلادنا، وهناك حاجة ماسة إلى توسيع دائرة النقاش والانفتاح على كل المثقفين والفاعلين، من مختلف الحقول الفكرية والمعرفية، من أجل إغناء الساحة بخلفيات ومرجعيات واتجاهات ومواقف وتوقعات مختلف الأطراف.
لم نكن مخطئين حين أكدنا غير ما مرة على أهمية إبراز النقاش حول موضوع علاقة المجتمع بالمدرسة، كما لم نكن مزايدين على أحد حين طرحنا السؤالين: أي رهان للمجتمع على المدرسة؟ وأية رهانات للمدرسة على المجتمع؟ فطرح مثل هذه الأسئلة يعد مقدمة أساسية للدخول في نقاش أهم القضايا الاستراتيجية التي نحتاجها كمغاربة للخروج من دوامة التردد، واستشراف أفق تربوي مستقبلي واعد بقرارات سياسية جريئة وواضحة، مستندة إلى قاعدة الديمقراطية المبنية على العلم والمعرفة من ناحية، وعلى "الاتفاق" حول أنجع السبل المؤدية للمصالحة مع الذات الوطنية، بكل ما تخزنه من تعدد وتنوع مغن لتجربة الانتقال الديمقراطي بشكل عام.
فهل يعكس النقاش الذي برز حول قضية اللغة وعلاقتها بالتدريس نوعا من الحجر اللغوي، الذي يقوم على أفضلية لغة على أخرى؟ أم أنه يعمل على تأجيج حرب لغوية يعد المغرب والمغاربة في منأى عنها باعتبار تجربة المصالحة مع الذات السياسية والحقوقية التي لا يمكنها أن تتوج إلا بمصالحة على مستوى السياسة اللغوية؟ أم أن الأمر لا يتعدى حد التعبير عن التخبط والتردد اللغوي الذي لم نجد بعد حلا لملامسة آفاقه المستقبلية؟
الأكيد اليوم، هو أن الحاجة ماسة لسياسة لغوية مستوعبة لهذا التعدد والتنوع اللغوي الموجود على أرض الواقع، والمؤكد كذلك هو استناد هذه السياسة إلى اختيارات وتوجهات لغوية واقعية وواضحة، يمكنها أن تشكل أرضية خصبة وصالحة لاتخاذ قرار سياسي لغوي وتربوي جريء، مترجم في برنامج عمل واضح المعالم، ومستند إلى حاجات المجتمع المغربي بكل مكوناته.
فهل لدينا سياسة لغوية؟ وهل لقطاع التربية والتعليم استراتيجية لغوية؟ وما العمل مع هذا التعدد والتنوع اللغوي؟ وهل الدعوة إلى استعمال الدارجة المغربية حملة ممنهجة ضد اللغة العربية؟ وما العمل بخصوص الشرخ اللغوي الذي يتسع بين الدارجة والفصحى؟
وفي إطار إنصاف الأمازيغية، التي اعترف الدستور المغربي وأقرها لغة رسمية، لكن الحكومة لم تبلور أي استراتيجية أو برنامج واضح لتنزيلها، هل يمكن اعتبار النقاش الدائر اليوم حول الدارجة والعربية الفصحى فيه نوع من التناسي للأمازيغية؟ وهل كل لغاتنا معنية بالنقاش؟ وهل يمكن أن يكون هناك إقصاء للسان الأمازيغي من المساهمة في صنع لغتنا المغربية؟
واللغة هي رأسمال لساني وفكري وحضاري لكل المغاربة، لذا يجب بلورة سياسة لغوية ذكية ورصينة تعيد له الاعتبار لدى عموم المغاربة. ألا يمكن اتخاذ الحذر إزاء الخطاب الذي يقدس اللغة العربية ويلعب على التداخل بينها وبين الدين الإسلامي؟ وكيف يفسر دعاة الخلط أن الدين الإسلامي منتشر اليوم في العديد من البلدان غير الناطقة بالعربية؟ وإلى أي حد يمكن اعتبار الخلط بين اللغة والدين هو شكل من أشكال التطرف؟ ألم تعاني لغات أخرى من نفس الخلط بينها وبين الديانات الأخرى؟
هل الدفاع عن الدارجة اليوم هو دفاع عن الجهل باللغة العربية؟ هل الدارجة فقيرة وغير قادرة عن إنتاج الشعر والأدب، ولا تصلح لبناء جمل سليمة ذات معنى؟ هل الدفاع عن الدارجة هو دفاع عن لغة رديئة وسيئة وسوقية؟ أين هي الدارجة من تلك "اللغة البليغة ومن عامية الملحون والكلام المرصع والقوافي والمعاني والأمثال الشعبية"؟
أليس هناك مشكل بخصوص لغة تدريس العلوم والفنون؟ وما هي حدود الاختيار بخصوص التربية العلمية والتربية الأدبية والفنية؟ وما هي حدود حضور اللغات الأجنبية في إطار العلاقة بالانفتاح على العالم من ناحية، وفي سياق التفاعل مع المنظومة القيمية الكونية؟
هذه كلها أسئلة، وطبعا هناك غيرها، تدخل في باب التفكير الرصين لأجل إقامة عدالة لغوية مستندة إلى ثقافة الإقرار والضمان والإعمال للحقوق اللغوية ببلادنا، عبر ميثاق للغات تجد فيه كل مكونات المجتمع المغربي اللغوية ذاتها فيه، وتحس بكرامتها من خلاله، وتعبر عن حريتها عبره، وتعيش بواسطته في إطار من الإنصاف والتضامن والتسامح فيما بينها.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَخُوكَ أَمِ الذِّئْبُ؟
- نِعْمَ الْمُؤَدِّبُ الدَّهْرُ
- -إِنَّمَا هُوَ كَبَرْقِ الْخُلَّبِ-
- نسيج العنكبوت: قراءة في -قصص الأنبياء-
- أي خيار غير الذهاب نحو انتخابات سابقة لأوانها؟
- الحزب الأغلبي بين: مصلحية ترميم الأغلبية الحكومية وموضوعية ا ...
- -الفساد- والإنقاذ من الضلال
- التجربة الحكومية لحزب العدالة والتنمية ومعاداة كل الفرقاء ال ...
- العمل والزمن: بهما يحصل التقدم، وبسببهما يتم السقوط في مستنق ...
- الحزب الأغلبي والعودة إلى تقوية شروط التطرف
- سن الزواج بين الرشد والترشيد
- وصاية الأب في تدبير العمل الحكومي أمر لم نُسْتَفْتَ بشأنه
- انقلاب الحكومة على شرعيتها السياسية
- مقدمات الحل السياسي لأعطاب الحزب الأغلبي
- عدم الثقة في التزام الحكومة بالديمقراطية
- فتنة -الإسلام الحقيقي-
- فتنة شعار -الإسلام هو الحل-
- -وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَو ...
- -المؤمن إذا عاهد وفى-
- خيار الاندماج وعلاقته بإعادة هيكلة الحقل الحزبي الوطني


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامر أبوالقاسم - الحقوق اللغوية