أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - -المؤمن إذا عاهد وفى-














المزيد.....

-المؤمن إذا عاهد وفى-


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 08:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في إطار التفاعل مع مجريات الأحداث والوقائع السياسية المغربية، وبالأخص ما يعتمل داخل الأغلبية الحكومية من تجاذبات، لا يمكن للمرء سوى أن يسجل أسفه للوضع الذي آل إليه الحزب الأغلبي، الذي أحاط نفسه بثلاثة مكونات إبان التشكيل الحكومي، لا تتقاسم معه التصور، ولا البرنامج ولا خطط العمل القطاعية، ولا حتى الإجراءات والتدابير المتخذة داخل دواليب بعض مؤسسات الدولة، حسبما تم تداوله من تصريحات ومواقف لعدد من قياديي أحزاب الأغلبية الحكومية، سواء داخل الأوساط السياسية أو الإعلامية.
والحقيقة أن تناول هذا الجانب من الحياة السياسية المغربية لا يمكن لجمه، لأنه من جهة يدخل في إطار الشأن العام الذي يجب أن يخضع للنقاش والتداول الواسع بين عموم المواطنات والمواطنين، ولأنه من جهة ثانية يرخي بظلال مشاكله على الوضع السياسي والحزبي المغربي الحالي برمته، خاصة مع غرابة هذا الوضع الذي نعيش فيه على إيقاع الرسائل الواضحة والمشفرة لرئيس الحكومة، التي تشير إلى منطق الاستقواء بتمثيلية الشارع تارة، وتحتمي بمنطق الاختباء في جبة "ثقة جلالة الملك" تارات أخرى.
والمؤكد اليوم، حسب معطيات متابعتنا لهذا الوضع، وحسب ما تقتضيه المصلحة العامة، هو التركيز على ضرورة رجوع الحزب الأغلبي إلى الانكباب على القضايا المصيرية للشعب المغربي، عوض المزيد من الانغماس في مستنقع المشاكل الداخلية للأغلبية الحكومية.
فقد حان الوقت للرجوع إلى المقصد العام من تواجد الحزب الأغلبي في موقع التدبير الحكومي للشأن العام، والعمل على وضع حد لحالة الانقسام الشديدة التي تفشت في صفوف مكونات الأغلبية الحكومية وأضعفت قوة أداء الجهاز التنفيذي من حيث تركيز الانتباه والاهتمام بقضايا تدبير الشأن الحكومي.
وبدل أن يعتبر الحزب الأغلبي أن الخطاب النقدي الممارس من طرف مختلف مكونات المعارضة هو بمثابة إهانة قوية وبالغة له، عليه أن يسعى من خلال الحكومة التي يقودها إلى تنفيذ "الإصلاحات" و"البرامج الكبيرة والقوية" التي يلوح بها منذ سنة ونصف على مستوى الاقتصاد والحماية الاجتماعية والتعليم.
فكل المغاربة اليوم، يراهنون على وحدة الحكومة وتظافر جهود مختلف مكوناتها ـ إن كانت هناك من إمكانية لا زالت قائمة بهذا الصدد ـ وتقوية نسيجها والعمل على تماسك أطرافها، بالرغم من كل التمظهرات الواضحة والجلية لأسباب ومسببات ضعفها وتفتت صفوفها، لأنه في الحقيقة لم يبق من خيار أمام هذه الحكومة إلا مواصلة عملها على إيقاع "الإصلاحات" الموعود بها، أو الانسحاب في هدوء بما تخوله لها المقتضيات الدستورية، دون تعليق شماعة فشلها على كائنات خرافية.
فالمغاربة قاطبة، ينتظرون من السيد رئيس الحكومة، الذي لا زال يؤكد تشبث حزبه بالاستمرار في تحالفه، ويراهن على أن يستمر هذا التحالف إلى نهاية الولاية التشريعية الحالية سنة 2016، تحت ذريعة حصوله على "ثقة جلالة الملك"، أن يعمل على مباشرة عمله من أجل تحقيق وعوده الانتخابية والحكومية، التي هو ملزم بالخضوع للمحاسبة بشأنها على قاعدة المسؤولية أمام عموم المواطنات والمواطنين.
إن عيون المغاربة اليوم، وكاميرات وميكروفونات جميع أنواع وأشكال القنوات الإعلامية الوطنية والدولية اليوم، وكل أنواع آليات التتبع والمراقبة التي تمتلكها أحزاب المعارضة، تعمل على تسليط الضوء على الحكومة ومكوناتها الأربعة، فيما يخص مدى حصول نوع من الحد الأدنى من التوافق من أجل العمل على تحقيق المصلحة العامة، بما تقتضيه من تفاصيل وجزئيات واردة في البرنامج الحكومي.
فهل ستكون الحكومة المغربية اليوم، من جهة في مستوى الوفاء بما وعدت به المغاربة في هذا البرنامج الحكومي على أقل تقدير، ومن جهة أخرى في مستوى انتظارات الحركية الاجتماعية التي عرفها المغرب إبان ما سمي بـ"الربيع العربي"؟
هذا ما نرجو ألا يخيب أملنا وأمل جميع المغاربة بصدده، وهذا ما تتبدى لنا كفاعلين سياسيين، بالنظر إلى حجم الكوارث على مستوى الأداء الحكومي طيلة السنة والنصف، استحالة تحقيقه، والله أعلم.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيار الاندماج وعلاقته بإعادة هيكلة الحقل الحزبي الوطني
- الأداء الحكومي وإشكال تعزيز الثقة في المؤسسات
- الأستاذ عصيد وسؤال مراجعة أنماط التفكير في الحقل الديني بالم ...
- اليوم العالمي للمرأة وطريقة تدبير العيش المشترك
- علاقة القوانين التنظيمية والعادية بالجدولة الزمنية والسياسية ...
- عواقب تملص الحكومة من واجب عرض مشاريع القوانين التنظيمية على ...
- الدستور الجديد وموقع الجهات من معادلة فصل السلط
- معرفة الواقع شرط لإمكان تغييره
- التحول الديمقراطي لا يمكن اختزاله في تبويء حزب العدالة والتن ...
- الحكومة ملزمة بإصدار كل القوانين التنظيمية
- على الحكومة احترام الدستور لأنه السند الشرعي لوجودها
- التعاطي مع القوانين التنظيمية بمنطق الدولة لا بمنطق الحزب ال ...
- قياس تقدم الإصلاح رهين بمشاريع القوانين التنظيمية
- الحكومة الحالية والعجز عن أجرأة مقتضيات الدستور
- المنظومة التربوية: كسب رهان الإصلاح عبر إرساء تعاقد جديد مع ...
- البرنامج الاستعجالي: مقاربة للتعرف على العلاقة بين المنطلقات ...
- البرنامج الاستعجالي: مقاربة للتعرف على العلاقة بين المنطلقات ...
- البرنامج الاستعجالي: مقاربة للتعرف على العلاقة بين المنطلقات ...
- هكذا.. وإلا فالأمور مرشحة للمزيد من التراجع
- بعض معيقات الاطمئنان على المسار الديمقراطي بالمغرب


المزيد.....




- عشرات من مقاتلي حماس عالقون بالأنفاق تحت غزة.. ماذا نعلم؟
- صراع أوروبي محتدم حول ميثاق الهجرة الجديد.. من سيدفع الثمن؟ ...
- لماذا تتعامل وسائل الإعلام بحذر مع قضية ترامب وإبستين؟
- 11 قتيلا جراء فيضانات وانزلاقات أرضية في إندونيسيا
- تاكر كارلسون.. صحفي أميركي انتقد إسرائيل وحاور بوتين وأغضب ا ...
- أستراليا.. القبض على عرّافة استولت على 70 مليون دولار بالاحت ...
- الهلال الأحمر التركي يقدم مساعدات غذائية لنازحي الفاشر بالسو ...
- في خرق جديد للهدنة.. اشتباكات تشعل أجواء السويداء
- عراقجي: حق إيران في تخصيب اليورانيوم -غير قابل للتفاوض-
- كاتس: لن تكون هناك دولة فلسطينية


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - -المؤمن إذا عاهد وفى-