أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامر أبوالقاسم - بعض معيقات الاطمئنان على المسار الديمقراطي بالمغرب














المزيد.....

بعض معيقات الاطمئنان على المسار الديمقراطي بالمغرب


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 17:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الداعي إلى الكتابة اليوم هو التفاعل مع تلك الكذبة التي أطلقها حزب العدالة والتنمية في يوم من الأيام حول كونه حزبا ديمقراطيا، واليوم أصبح العديد من قيادييه يصدقون هذه الكذبة، ويتصدون للكتابة من منطلق أن هذا الحزب ديمقراطي حتى النخاع.
هذا الحزب الذي رجع ـ من خلال أدبياته السياسية المعروضة على المؤتمر الأخير ـ بقوة إلى كل المواقف القديمة التي يؤطرها شعار المرجعية الإسلامية، بما في ذلك اعتبار الشريعة الإسلامية مصدر كل التشريعات والقوانين، وذلك استقواء بموقعه السياسي الجديد، الذي بوأته إياه صناديق الاقتراع على رأس الأغلبية الحكومية الحالية.
هذا الحزب هو نفسه الذي يتحدث قياديوه هذه الأيام عن أن السياق المغربي لا يكفي فيه التوفر على "وثيقة دستورية مكتوبة متقدمة عن سابقاتها حتى نطمئن على المسار الديموقراطي لبلادنا، ذلك أن الممارسة العملية تكشف على وجود تصرفات تتجاوز روح الدستور ومنطوقه بشكل مباشر، وهو ما يعني أن هناك معوقات بنيوية تعوق التطبيق السليم للدستور".
المؤكد هو أننا متفقون تمام الاتفاق مع هذه الخلاصة، غير أن تحديد هذه المعوقات في نظرنا يرجع بالأساس إلى الحكومة الحالية التي يرأسها حزب العدالة والتنمية ذاته، الذي يفتح الباب على مصراعيه لاحتمال لجوئه إلى تأويلات غير ديمقراطية لكل مقتضيات الدستور الحالي؛ إما بفعل ركوبه مطية المرجعية الإسلامية، وإما بسبب عجزه السياسي عن مباشرة التخطيط الاستراتيجي لقضايا المجتمع المغربي، وعدم معرفته بالطرق والتقنيات العلمية والعملية للبرمجة الدورية للخطوط العريضة لما أسماه برنامجا حكوميا، وافتقاده للدراية والخبرة والتجربة في مجال أجرأة التوجهات والاختيارات السياسية على أرض الواقع.
علما بأن الحكومة، وفق مقتضيات الدستور الحالي، تعد الفاعل المركزي في مجال التكيف السريع مع دستور 2011، الفاعل الذي لا يتبين لحد الآن توفره على الجرأة والإرادة اللازمتين لاعتماد أحسن وأقصى التأويلات الديمقراطية. وهو ما يترك الحبل على الغارب، ويحد من قابلية باقي مكونات الساحة السياسية للمساهمة في توفير الشروط المطلوبة للترافع من أجل التطبيق الديمقراطي للدستور.
وسيكون من البلادة السياسية أن يعتقد حزب العدالة والتنمية أن باقي مكونات الحق الحزبي ستقع في مطب الورقة السياسية الهادفة إلى وضع المؤسسات السياسية الكبرى في وضعية صراع شرس يودي بكل الجهود التي أطلقت الأوراش الإصلاحية الهيكلية الكبرى منذ أواخر التسعينيات من القرن الماضي إلى الآن.
والواجب يقتضي من الحزب الذي يرأس العمل الحكومي اليوم أن يدخر كل الجهد في توفير شروط الثقة التي تؤسس لشراكة حقيقية وفعالة بين جميع المؤسسات، لا أن يلعب بالنار ويهدم كل الأسس والمقومات التي يمكن أن تقوم عليها هذه الثقة. ودون ذلك فأي منحى آخر، خاصة ذاك الذي يدفع في اتجاه تأجيج شروط المواجهة والصراع مع باقي مكونات المشهد السياسي، لا يمكنه أن يشكل سوى تعبيرا عن عجز قياديي حزب العدالة والتنمية عن توفير الأجواء السياسية المساعدة على إصدار القوانين التنظيمية المكملة لمقتضيات الدستور الجديد، وعلى تغيير وتعديل العديد من القوانين العادية، لتكتمل صورة التغييرات الدستورية والمؤسساتية والسياسية التي انطلق المغرب في مباشرتها منذ زمان.
إن ما جاء في أطروحة حزب العدالة والتنمية في مؤتمره السابع، لمن شأنه أن يشكل معوقا أساسيا، حين يتم التركيز على مثل هذه التعبيرات: "يستمد حزبنا أصوله الفكرية وأسس مشروعه المجتمعي من المرجعية الإسلامية للدولة والمجتمع المغربيين .. نعتبر أن الدين الإسلامي يشكل أسمى الثوابت المكونة للهوية الوطنية، باعتباره إطارا مستوعبا منفتحا على كافة مكوناتها الوطنية، وحيث إننا ننطلق في فهمنا للإسلام من أنه مبادئ وأحكام ومقاصد يتم تنزيلها على أرض الواقع..."، فهذا الفهم الديني الذي يحيل على تلك التجارب السياسية التي استبدت عبر التاريخ بمنطق نظريتي الحق الإلهي والعناية الإلهية يجر إلى الخلف ولا يعبر عن الأهلية المطلوبة لكسب الاستحقاقات التاريخية، وهو ما يتطلب الانتباه المتيقظ لما يقوم به هذا الحزب اليوم من الموقع الحكومي، الذي قد يجر البلاد إلى ما هو أفظع مما رأينا في تجارب بعض دول المنطقة في الآونة الأخيرة.
نحن اليوم أمام دستور جديد، لكن الثقافة السياسية الدينية التي تشكل منطلقا للتفكير بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الذي يقود العمل الحكومي اليوم لازالت تنهل من معين قديم غارق في تجارب التحكم والاستبداد والفساد، ولا يمكن للدستور الجديد أن يكتسب مفعوله الديموقراطي المنشود إذا لم يتخلص العمل الحكومي من منظور الحزب الذي يرأسه، ولم تتحرر الحكومة الحالية من ثقل الخطابات غير المشفوعة بالأعمال الميدانية، ولم تتبرأ من بعض ممارسات الوزراء التي لا يمكن أن تدخل سوى في إطار التراشق الحزبي الضيق، الذي لا يمت بصلة إلى النفس الاستراتيجي المطلوب في كل من يتحمل المسؤولية من هذا موقع تدبير وتسيير شأن كافة المغاربة دون استثناء.
فالشراكة الفعالة في البناء الديمقراطي بغاية تحقيق الكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية تقتضي من قوى الصف الديمقراطي اليوم رفع تحدي أخذ العبرة من نتائج اقتراع 25 نونبر 2011، والعمل على توفير شروط إعادة النظر فيما ترتبت عليها من نتائج، جعلت حزب العدالة والتنمية يتبوأ موقع قيادة العمل الحكومي الحالي.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاصات تقرير المجلس الأعلى للتعليم 2008 (2)
- تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 (5)
- تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 (6)
- تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 (4)
- خلاصات تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 (3)
- خلاصات تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 (1)
- على النخبة السياسية المغربية السلام
- شيء ما على غير العادة
- الكرامة مفهوم إنساني
- أسباب ومظاهر قصور المنظومة التربوية حسب تقرير الخمسينية
- الكرامة ليست شعارا ولا مطية ولا قضية للمزايدة
- المزيد من إضعاف المدرسة العمومية
- المغاربة وتحدي الحد من إضعاف المدرسة العمومية
- الحرية وأكذوبة التمييع
- المؤسسات التمثيلية وإشكال الديمقراطية
- ضرورة ارتباط الزواج بسن الرشد أو سن الترشيد
- اختلال التوازن وفقدان الثقة وقود تجدر حكومة الإسلاميين
- المرأة وفقدان مقوم تقدير الذات واحترامها (الطفلة أمينة نموذج ...
- توظيف المقدس الديني من موقع قيادة العمل الحكومي
- هل يقبل حزب العدالة والتنمية الاحتكام للقواعد الديمقراطية؟


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامر أبوالقاسم - بعض معيقات الاطمئنان على المسار الديمقراطي بالمغرب