أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - بعض سمات التحول الجاري بالمغرب














المزيد.....

بعض سمات التحول الجاري بالمغرب


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6436 - 2019 / 12 / 13 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف المجتمع المغربي تحولات اجتماعية عميقة، تمثلت في جزء منها في تحولات ديمغرافية كبرى، وتجسدت في تحولات حضرية لا تقل أهمية، وتحولات في مجال الأسرة والقرابة، وتطور تدريجي في مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، وتحولات منبنية على التوجه التدريجي نحو تبني التعليم، سواء في المجال الحضري أو القروي، وتحولات ثقافية من حيث ارتفاع عدد الجامعات والخريجين...
وبموازاة ذلك، هناك عجز على مباشرة العمل في مجالات الصحة والتعليم والسكن والطاقة والماء والنقل والتشغيل وغيرها، وعدم قدرة على إنجاز المهام الكبرى والجسيمة. وينتج عن ذلك غياب التوجه الاجتماعي للسياسة العمومية، وتغييب للحوار مع الفاعلين الاجتماعيين، وتهرب من مسؤولية بلورة تعاقد اجتماعي جديد مع مجموع الشركاء.
وتعاني القطاعات المنتجة من اختلالات تدفع في اتجاه التأخر الاقتصادي للمغرب، وشل قدرات الاستثمار على الإنتاج، ومضاعفة الأخطار المحدقة بالإنتاج الفلاحي والزراعي واستفحال أزمة قطاعي السياحة والعقار، وتردي الأوضاع لمناخ الأعمال، وتعميق اختلال التوازنات الخارجية. علاوة على الاختلالات البنيوية للمالية العمومية، سواء من حيث القصور الذي يشوب المداخيل الجبائية، أو القصور الذي يعتري النفقات العمومية.
وينعكس كل ذلك حتما على الوضعية الاجتماعية، التي أضحت متسمة بفوارق اجتماعية ومجالية لا تطاق، وبضعف مهول في التشغيل، وانتشار مخيف للعطالة، وبأزمة في التربية والتعليم، وبضعف خطير في الرأسمال البشري، وعجز مهول على مستوى تقديم الخدمات الاجتماعية، مما يؤثر سلبا على مجال التمتع بالحقوق والحريات. وهو ما يؤكد مصداقية الدعوة إلى إعادة النظر في النموذج التنموي.
فالنموذج التنموي الذي اعتمده المغرب، أصبح في حاجة إلى إعادة النظر، وذلك باعتراف كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين. والاقتصاد في حاجة لإعطائه دفعة، بالنظر إلى العديد من الاختلالات التي يعاني منها، والتي حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة. وعلى الحزب أن يشكل عنصرا فاعلا في البحث عن سبل تجاوز هذا الوضع.
فمع بداية القرن الحالي ظهرت ثورة جديدة، تمثلت في توسع نطاق تداول المعلومات وسرعة الحصول عليها. وقد ساهم انتشارها الكثيف والسريع في تكوين وصناعة حركة جديدة للتاريخ. وبقدر ما لهذه الثورة من إيجابيات بالنسبة للدول والأفراد، بقدر ما قد تؤدي إلى العصف بدول وتدمير مجتمعات. خاصة وأن العالم يسير نحو العنف بشدة، وخطاب الكراهية يمضي بسرعة؛ وقد ساهم في ذلك سرعة تداول المعلومات وتراجع تأثير مختلف مؤسسات وإطارات التنشئة الثقافية والسياسية.
فقد توقع الكثيرون للثورة المعلوماتية في بدايتها أنها ستمحو الفوارق وتعزز الفضاء الإنساني، لكن ما حدث خلاف ذلك، فالهرولة نحو الموارد المحدودة ازداد عنفا، والأزمات الاقتصادية أصبحت أكثر أثرا من ذي قبل وبلا حدود، والفضاء الواسع للمعلومة صار مرتعا للكراهية والتمييز العنصري. وبلادنا ليست في منأى عن هذه التأثيرات في ظل وضعها المعطوب تنمويا.
كما أن هناك تقدم هائل في تكنولوجيا الاتصال وصفحات التواصل الاجتماعي، كمنجز حضاري أفرزته العقول المبدعة. وهي مفيدة من حيث تبادل الخبرات الحياتية في مجالات متعددة، واكتساب معلومات هامة من مصادرها ،وتبادل الرأي والنقاش، ورسم اجتهادات فكرية وثقافية وسياسية، واكتساب خبرات إبداعية في مجالات ثقافية متنوعة، واكتساب وعي مناسب بما يدور حول الإنسان من أحداث ومستجدات في مختلف الميادين، واكتساب مهارات متعددة في الحياة وفي شتى المجالات.
لكن في نفس الوقت، لها من الأضرار ما يمكن أن تؤدي إلى الانعزال عن المجتمع، وصعوبات اندماج الأفراد، والانشغال عن أداء الالتزامات، والتخطيط لنشر الجريمة والتطرف، ونشر الإشاعات وترويجها، والتشهير بالناس... وقد برزت على سطح مجتمعنا العديد من هذه التأثيرات السلبية ذات الوقع الخطير على انتظام العلاقات بين الأفراد والجماعات والمؤسسات.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون المالية بين: المزايدات السياسية والحسابات الحزبية
- حكومة العثماني: بين حلم الادعاء وواقع الإخفاق
- الجهوية المتقدمة ومأزق السياسات العمومية والقطاعية
- المؤتمر الوطني 19 لاتحاد كتاب المغرب
- الدهاء لن يحول دون عدل الله
- نازلة نائبي رئيس حركة التوحيد والإصلاح (2) فساد وخيانة زوجية ...
- نازلة نائبي رئيس حركة التوحيد والإصلاح (1) أية مقاربة: قانون ...
- يستقبح عيب غيره، ويفعل ما هو أقبح منه
- السيد رئيس الحكومة: قلها واسترح
- الحزب الحاكم والانتخابات القادمة
- وحده الغباء الجمعي جعل -أمينة- غير آمنة
- قضايا التنوع اللغوي بالمغرب
- الحقوق اللغوية
- أَخُوكَ أَمِ الذِّئْبُ؟
- نِعْمَ الْمُؤَدِّبُ الدَّهْرُ
- -إِنَّمَا هُوَ كَبَرْقِ الْخُلَّبِ-
- نسيج العنكبوت: قراءة في -قصص الأنبياء-
- أي خيار غير الذهاب نحو انتخابات سابقة لأوانها؟
- الحزب الأغلبي بين: مصلحية ترميم الأغلبية الحكومية وموضوعية ا ...
- -الفساد- والإنقاذ من الضلال


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - بعض سمات التحول الجاري بالمغرب