السيرة الذاتية لطرزان بحري

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 09:09
المحور: كتابات ساخرة
    

صرنا نلعن الساعة التي تسلق فيها سلم الادارة، ونلعن حظنا المصخم كلما سمعنا مزايدات خبير خبراء الحمص بطحينة والبابا غنوج، لقد اعتاد الناس هنا في بغداد على سماع تغريداته الببغائية من دون ان يتلقى نطحة مباغتة من نطحات فرس النهر تسكته وتكفينا شره، ومن دون ان تبلعه الحوتة المنحوتة في متحف كورنيش البصرة، فالشهادات المئوية التي يحملها هذا الطرزان صارت تُقاس بالأمتار، وتوزن بالأطنان، حتى آينشتاين نفسه سيقف حائراً مندهشاً أمام أكداس الشهادات التي يحتفظ بها في صناديق القرصان غضبان، فهو الذي خاض وحده غمار البحار والمحيطات، وعبر خطوط الطول والعرض، وهو الذي دار بسفينته الكارتونية حول رأس الرجاء الصالح، فسبق كابتن ماجد في مسلسل الغواصة الزرقاء، ثم أشرف على تدريب الربان عجلان في علوة صيد الأسماك فوق رأس البيشة، وكان من أشد منتقدي الاميرال نيلسون في معركة أبو قير، التي أحدثت ثورة في مجال التكتيك والمناورة بالسفن الشراعية، والتي كانت تعتمد على نظريات يا بط يا بط اسبح بالشط. .
زار معظم الموانئ البحرية والنهرية في كوكب المشتري، وكان أول من ألقى مرساته في أرخبيل الملايو، وأول من كسر الأرقام القياسية في البحث عن اللؤلؤ والمحار في أعماق مياه جزر المالديف، محطماً بفوزه قلوب العذارى على شواطئ الأحلام. حري بمنظمة الآيمو أن ترفع له القبعة لشهرته ونباهته وفطنته وذكاءه الخارق الحارق والمذنب والاعتيادي، فالرجل فلتة زمانه في البحث العلمي وفي كل الاختصاصات، ولا يُشق له غبار في علوم المطارات والقطارات والسيارات والمحطات الكونية، ولابد ان تستفيد من خبراته البلدان الأوراسيوية المنكفئة جغرافياً على نفسها، فهو الوحيد القادر على ربطها ببحور الشعر والتفعيلة، وما باليد حيلة. .
لقد اندهشت لمواهبه المراصد الفلكية، وصفقت له الفرق العلمية، وتحسرت على لياقته الاتحادات الرياضية، وهناك من يراهن الآن على دهاءه السياسي في التصدي للمشكلة الاوكرانية، وكان يفترض بحلف الناتو ان ينتدبه لقيادة الاسطول الاميركي السادس في حوض البحر الأبيض المتوسط، ولا بأس من تسليمه مهام القيادة المشتركة العليا في البحر الأسود لعله يخلع السواد، ويزف الافراح لحوريات بحر الآزوف. وعيش وشوف. عيش وشوف. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل