كتاب: بالجرم المشهود.

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7203 - 2022 / 3 / 27 - 00:48
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

الكتاب الذي بين أيدينا يحمل عنوان (Red-Handed) من تأليف الكاتب الامريكي (Peter Schweizer)، اما بخصوص عنوانه فهو يحمل أكثر من معنى باللغة العربية، لأن اصطلاح (Red Handed) يعني: المتلبسون، ويعني: بالجرم المشهود، ويعني: الملطخة أيديهم بالدماء، والأيدي الحمراء. .
لكنه الأكثر مبيعاً في نافذة الدبلوماسية الدولية، وهو من الكتب التي اثارت قلقاً واسعاً في صفوف الامريكيين، لأنه اوحى إليهم ان إمبراطوريتهم تم بيعها للصين، وان المتعاونين مع الحزب الشيوعي الصيني يعملون منذ سنوات في الاوساط الحكومية. .
يوجه مؤلف الكتاب اتهاماته الصريحة والمباشرة إلى النخبة الحاكمة في البيت الأبيض، ويتهمهم بالتواطؤ مع الصين، وفي مقدمتهم آل بايدن، وبوش، ونانسي بيلوسي، وبعض أعضاء مجلس الشيوخ، وفي مقدمتهم فينشتاين وماكونيل، والوزراء الذين عملوا في الخارجية، ومنهم هنري كيسنجر، ومادلين أولبرايت، وزعماء في الكونجرس، ويزعم ان لديهم علاقات عميقة ومتجذرة بالمشاريع الصينية. ويؤكد في كتابه أن جميع الشركات الأمريكية مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالصين، ويرى ان الولايات المتحدة أضحت مستنقعا للقادة الذين يخدمون المصالح الصينية. .
ويشمل المؤلف باتهاماته جبابرة وول ستريت، ورواد التواصل الاجتماعي، مثل مارك زوكربيرج، وتيم كوك، وجاك دورسي وآخرون. ويذكر ايضا ان احد عمالقة التكنولوجيا (شركة Alibaba) بقيادة جاك مار ، يعمل مع شركة أمريكية متخصصة بتطوير برامج التعرف على الوجوه، وهو ما تبحث عنه الصين لمساعدتها في تحديد أعضاء مجموعة الأويغور، الذين تسعى للتخلص منهم. ويقول في كتابه: أن الشخص الأول الذي يترأس الصين ذهب أولاً لمقابلة مارك زوكربيرج أثناء وجوده في الولايات المتحدة بدلاً من مقابلة الرئيس. ويرى ان كل هذه الشركات المتشابكة تتقاسم القواعد البيانية فيما بينها، وتضعها تحت تصرف الصين، وهي التي فسحت لها المجال لسرقات غير القانونية من أجل الاستيلاء على الممتلكات الفكرية، ما سيجعل الصين تنمو بسرعة لتصبح في وضع يمكنها في نهاية المطاف من تجاوز الولايات المتحدة. .
يقول المؤلف: إنه خلال ربع قرن من العمل كصحفي استقصائي، كان هذا هو التحقيق الأكثر رعباً الذي أجراه على الإطلاق. ويقول: ليس من المستغرب أن تسعى الحكومة الصينية إلى اختراق المؤسسات الأمريكية. لكن اللافت للنظر هو عدد النخب الأمريكية المتلهفة لمساعدة الصيني في سعيها الحثيث للهيمنة على العالم. .
ويستعرض المؤلف الصفقات السرية التي أبرمها الأمريكيون الأثرياء لمساعدة الصين على بناء قوتها العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية. وبنفس القدر من الدهشة، يقول المؤلف: ان العديد من هذه النخب يعتقدون أن النظام الشيوعي الصيني يتفوق على الديمقراطية الأمريكية في كل المعايير. .
لقد أمضى المؤلف أكثر من عام في تصفح سجلات الشركات العالمية والملفات القانونية لفضح المعاملات المخفية التي كان الداعمون للصين يخفونها بعيدا عن الأنظار.
ويكشف لنا المؤلف معلومات موثقة تقشعر لها الأبدان، عن العلاقة القوية بين الحكومة الصينية والنخب الأمريكية التي تنصاع لأوامرها . .
ختاماً: إذا كانت المعلومات الواردة في الكتاب غير صحيحة، فسيتم رفع دعاوى ضد المؤلف، لكن هذا لم يحصل حتى الآن. .
لا شك أنكم تسخرون منه، وربما تقولون انه يقدم للقارئ معلومات مضللة وغير صحيحة. فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يتغاضى المتلبسون عنه، ولا يطعنون باتهاماته، ولا يعترضون عليها ؟، سيما ان الطبعة الاخيرة التي بين أيدينا، والتي صدرت هذا العام (2022) هي الطبعة المنقحة السادسة، وجاءت هذه المرة معززة بالوثائق والبيانات الرقمية، وبالتالي فان الشعب الامريكي يرزح الآن تحت وطأة كوابيس مخيفة تهدد أمنه ومستقبله. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل