|
ثمن الصمت والسكوت في الجنوب
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7200 - 2022 / 3 / 24 - 09:11
المحور:
الفساد الإداري والمالي
جمعت المحافظات الجنوبية بين الصمت والسكوت، فالسكوت هو التوقف عن الكلام مع القدرة عليه، أما الصمت فهو ترك المواضيع الحساسة، والعزوف عن مناقشتها. آخذين بعين الاعتبار ان بعض الصمت إثم، والذى لم يؤد فى أى وقت من الأوقات إلا إلى نكبات ندفع ثمنها جميعا مهما كانت النوايا حسنة والقلوب عامرة بالإخلاص والوطنية. . فالمثير للدهشة ان المحافظات الجنوبية هي التي كانت أكثر صخبا وضجيجا، وهي التي أحرقت كميات هائلة من الاطارات، وتغاضت عن خروقات وانتهاكات أفواج مكافحة الدوام المدرسي، وكانت المزاجية هي التي تتحكم بعواطف الناس، وهي التي تحدد مواقفهم وتوجهاتهم، فالكوارث عندهم مؤجلة حتى يأتي اليوم الذي يجتاحهم فيه الطوفان. لا يستجيبون للتحذيرات، ولا يلتفتون إليها، وأحياناً يرفضونها رفضا قاطعاً، لكنك تتفاجأ عندما ترى توحد أصواتهم ضد مشاريع الربط السككي التي ليس لها وجود على أرض الواقع، بينما تراهم يغضون أبصارهم عن تلوث أجواءهم بالنفايات النفطية، ويغضون أبصارهم عن الأزمات المزمنة التي أودت بحقول الغاز، وفي مقدمتها حقل السيبة الغازي. . من نافلة القول اذكر انني عندما اطلقت صرخاتي التحذيرية ليلة أمس عن الكوارث البيئية والمعيشية والزراعية والصناعية التي ستعصف بنا في السنوات القليلة القادمة بعد اكتمال مشاريع السدود الأربعة التي ستنشئها حكومة إقليم كردستان على روافد نهر دجلة، جاءتني الردود على شكل شتائم وكلمات مستفزة، وعندما كتبنا ردوداً وطنية جريئة ضد الفضائيات العراقية التي تعمدت تشويه تاريخ أبناء الجنوب عبر برامجها المسمومة، أنهالت علينا الشتائم واللعنات دفاعا عن تلك الفضائيات. . وما أبشع الصمت والسكوت أزاء تفشي المخدرات بين المراهقين في الاماكن العامة، وتردي التعليم، وتراكم تداعيات البطالة، وتصاعد العمود الملحي في الجداول والسواقي، والمنغصات الهائلة التي تواجهها المشاريع الصناعية. . وقديما قالها اخو هوازن:- امرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستجيبوا النصح الا ضحى الغدِ.
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب: القوى العظمى الغائبة
-
غير مسموح بزراعة القمح ؟!؟
-
هل صار ملح الطعام مكرمة ؟
-
ان تكون متقاعدا يعني ان تكون فقيرا
-
أحدث المشاريع المينائية لشركة (CMEC)
-
الأوليغارشية واحتكار الحكم والسلطة
-
القوى الدولية الصاعدة
-
بريطانيا: لا قيمة لدم الإنسان مقابل النفط ؟!؟!
-
قبل أن نموت عطشاً، وقبل أن ننقرض
-
التأثيرات الإستراتيجية للمبادرة الصينية
-
قراصنة الأنونيموس نهبوا حسابات الطرفين
-
المبادرة والحوكمة العالمية
-
ما الجدوى من مبادرة الحزام والطريق ؟
-
ما الذي تخفيه هذه اليد ؟
-
لماذا يكذب القادة ؟؟
-
انتشار حروب التيك توك
-
العرب على الجبهتين في أوروبا
-
معضلة البحث عن الخبر اليقين
-
هل ستتصدر الصين القوى العظمى ؟
-
آزوف ومعسكرات النازيين الجدد
المزيد.....
-
إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب
...
-
-أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي
...
-
وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
-
ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في
...
-
دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على
...
-
-عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
-
مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم
...
-
دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب
...
-
انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض
...
-
الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها
...
المزيد.....
-
The Political Economy of Corruption in Iran
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|