تناقضات ماكرون وشخصيته الماكرة

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7205 - 2022 / 3 / 29 - 02:06
المحور: المجتمع المدني
    

ابدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امتعاضه من رسوم كاريكاتوري نشرتها السفارة الروسية في باريس، سخرت فيها من علاقات الولايات المتحدة بالاتحاد الأوروبي. .
اللافت للنظر ان ماكرون الذي كان يتظاهر بالذود عن الرسوم المسيئة للغير بدعوى انها تعبر عن حرية التعبير، هو الذي انتقد الرسوم الروسية بقوة، وقال عنها أنها غير مقبولة، وهو الذي انتقد الرسوم التي نشرتها الصحف الفرنسية عندما ظهر فيها بصورة الزعيم النازي هتلر. في حين كان يدافع بضراوة عن صحيفة (شارلي إيبدو) التي نشرت صورا كاريكاتورية مسيئة للإسلام، زاعماً انه لا يتدخل بالخيارات التحريرية للصحف، مؤكداً ان واجبه يحتم عليه حماية الحريات العامة. علماً أن أغلب منتقدي موقفه من الرسوم المسيئة لم يطالبوه بأن يغلق المجلة أو يحاسبها بل أن ينأى بنفسه عنها، فمن ضمن حرية التعبير أن يدينها أو يقول أنها تثير مشاعر المسلمين. لكنه لم يستجب لهم، ورفع شكوى قضائية ضد أحد سكان إقليم فار جنوب فرنسا، بسبب إعادة عرضه ملصقات تصور ماكرون مرة أخرى على شكل الزعيم النازي أدولف هتلر. ثم ارتكب حماقة اخرى عندما قرر انهاء عقد عمل رسام الكاريكاتير الموريتاني (خالد ولد مولاي إدريس)، على خلفية نشره رسوما كاريكاتيرية تسخر منه. .
ينظر الكثيرون إلى فرنسا بأنها بلد الحرية والعدالة والمساواة، لكن تناقضات ماكرون باتت تثير الشكوك في هذه المواقف المزدوجة، وجعلت من فرنسا الوجه الآخر للأصولية والتناقض والتطرف. .
اما اغرب تناقضات ماكرون فهي قوانينه العلمانية التي تستهدف المسلمين وحدهم، والتي دائماً يتم الترويج لها على أنها تستهدف الجميع، ولا تستهدف المسلمين تحديداً، ولكن يجب ملاحظة أن تلك القوانين بدأت تتواتر مع ترسيخ الجاليات العربية لوجودها في فرنسا. .
وصار واضحا ان ماكرون فشل حتى الآن في مكره وخداعه، وبان على حقيقته الماكرة، ولكل امرئ من اسمه نصيب. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات