أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة عدنان - الواقع المر قصة














المزيد.....

الواقع المر قصة


فريدة عدنان
كاتبة وشاعرة

(Farida Adnane)


الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 15:06
المحور: الادب والفن
    


براقة كانت نجوم تلك الليلة الصيفية، وكان هو يجلس وحده في فناء الدار مفترشا الأرض وعيناه تجوبان السماء وفكره يمتطي صهوة الخيال الجامح.
رأى وجهها منيرا كالبدر بين النجوم، وقد رسمت على شفتيها ابتسامة ساحرة. شوقه الكبير لرؤيتها جعله يخالها في كل الزوايا، فمنذ أن اجتاحت العالم لعنة الجائحة وهو يعيش منزويا فب تلك البلدة الريفية النائية، فالقدر حكم عليهما بالبعد.
قرارات مفاجئة تصدر بين الفينة والأخرى، هلع ورعب من أخذ جرعات اللقاح ضد الوباء يسري في النفوس. كان العالم كله يغوص في بحر من الفوضى المنظمة، وكان هو مصرا على عدم أخذ اللقاح فالأمر كما يذاع اختياري وهو اختار الحياة الطبيعية بعيدا عن التعقيدات المحيطة به.
لاكن قراره ذاك كلفه الكثير في تلك الشهور المنصرمة، فالعالم برمته اعتمد فجأة جوازا لايمنح لغير الملقحين، وهذا الأمر جعله يتجرع الويلات فقد منع من السفر ومن كل مجالات الحياة.
ظل ينظر الى النجوم البعيدة وفكره مشتت يحاول استيعاب ما يجري حوله، صرخ فجأة:كيف يذاع أن أخذ اللقاح اختياري ويصدر قرار بإلزامية الجواز... ماهاذا الهراء وما هذه اللعنة التي عمت العالم! ؟
أخذ نفسا عميقا وأمعن النظر في الأفق المظلم فعاودت صورتها تتلألأ بين النجوم، كان قلبه منفطرا من الشوق لها. لقد كانت تملأ حياته الرتيبة بضحكاتها وشغبها بل وحتى بقراراتها العشوائية والمتسرعة. احس برغبة جامحة في الحديت إليها فهي بمتابة الهواء له تمتم لنفسه:"وكأن الأرض لا تحمل سواها، تبا لي ولقلبي المتيم الذي لا ينبض إلا لها" ، وأكمل باسما"بل يا لحظي بحبها المجنون"
أخذ الهاتف وقال ربما هاته المرة سيكون حظي أوفر ويعلق معي الخط فالشبكة تكاد تنعدم في هاته الجبال العالية. سمع صوتها ينبعث وكأنه نسيم جادت به الطبيعة في تلك الليالي الصيفية الخانقة، أخيرا ابتسم لي القدر وسمعت صوتك الحاني صغيرتي، أشعر كأني بمنفى وجسمي يسري به سم قاتل ووجودك وحده بقربي هو الترياق. لاكن لذي مفاجأة جميلة لك...
من شدة فرحها ظلت تستحلفه أن يعيد ما قاله على مسامعها، لقد أخذ الجرعات ليتحرر من القيود المفروضة وألغى من قاموسه كل التفسيرات العقلانية، وفضل خوض غمار الحياة الجديدة مكرها...
فأحيانا كثيرة نتجرع المرمن أجل الأسمى، وحبه لها كان أسمى وأغلى من الحياة نفسها والحقيقة الوحيدة في ذلك العالم الكبير المزيف الذي يعيشان فيه.



#فريدة_عدنان (هاشتاغ)       Farida__Adnane#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيبة قصة
- قصيدة صرخة جبل
- مجالسنا/قصة
- قصيدة الحلم البعيد
- قصيدة لأنك أنت
- غدر الايام
- قصيدة ضاع إنائي الجميل
- قصيدة تيسة العشق السرمدي
- قصيدة شرود
- أنا بخير
- قصيدة تراتيل
- أول ديسمبر/ رسالة أدبية
- قصيدة أجيء إليك
- همسات
- العام الجديد
- العام الجديد/ رسالة أدبية
- توأمي صرت
- فتاة بني مرين/قصة
- سلامي إليك
- تصور


المزيد.....




- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها
- عميل فيدرالي يضرب رجلًا مثبتًا على الأرض زعم أنه قام بفعل مخ ...
- انقطاع الطمث المبكر يزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائ ...
- إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة
- مثنى طليع يستعرض رؤيته الفنية في معرضه الثاني على قاعة أكد ل ...
- المتحف البريطاني والمتحف المصري الكبير: مواجهة ناعمة في سرد ...
- مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب- ...
- مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب- ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة عدنان - الواقع المر قصة