أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة عدنان - الحقيبة قصة














المزيد.....

الحقيبة قصة


فريدة عدنان
كاتبة وشاعرة

(Farida Adnane)


الحوار المتمدن-العدد: 7207 - 2022 / 3 / 31 - 13:16
المحور: الادب والفن
    


صباح أحد الأيام المشمسة والباردة قامت أميرة من سريرها بخطى متثاقلة،جالت بنظرها في أركان الغرفة عضت على شفتيها ثم قالت :يا إلهي إنها فوضى عارمة سأضطر أن أرتب كل هاته الأشياء ...
أميرة من النساء اللواتي كانت تقوم بالأعمال المنزلية مكرهة ،فهي لا تحب ذلك القيد اليومي، دائما ينتابها شعور أن وقتها يهدر في مزاولة نفس الأعمال كل يوم وأن الحياة أكبر من أن يقضي الانسان جل وقته في تكرار الشيء نفسه وبشكل رتيب...
كانت أميرة تمر بأوقات عصيبة في الآونة الأخيرة أهملت خلالها كل شيء حتى اهتمامها بنفسها ، علاقتها الزوجية غير المستقرة أرهقتها وأصابتها بالعزوف عن الحياة..
فجأة وجدت أميرة نفسها تتجه مندفعة نحو خزانة الملابس وتلقي بكل الملابس على سريرها، ربما تجد في مجالسة نفسها وهي ترتب ثيابها بعض السلوى ،بدأت ترتبها الواحد تلو الآخر في هدوء ،كانت تمسك بقطع الملابس وتمعن النظر إليها وكأنها تراها للوهلة الأولى وأحيانا تدندن وتراقص بعضها عكس ما كانت تفعل في كل مرة تقوم فيها بترتيب الخزانة.
ظلت هكذا لساعات طويلة دون أن تتأفف أو تضجر من جلوسها في البيت كعادتها ،أنهت ترتيب كل أدراج الخزانة ، نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط دون اكتراث، كانت عقاربها تسرع راكضة نحو المساء ثم قامت بسحب حقيبة كبيرة ذهبية اللون من على الدرج الأعلى وجلست والإبتسامة تعلو محياها كمن يتفقد كنزا ثمينا،فتحتها وبدأت تخرج قطع الملابس الأنيقة والمرتبة بشكل دقيق وعطر العود الشرقي يفوح من ثناياها، كانت حقيبة ملآى بملابس مخصصة للأعياد والمناسبات السعيدة.ومع كل قطعة تمسكها تعود بها مخيلتها إلى عوالم أخرى عاشتها وتستعيد معها أحاسيس جميلة وتلتقي عبرها بأشخاص لم يجد الزمان بمثلهم وتتردد على مسامعها ضحكاتهم وأحاديثهم الشيقة وتشتم عبق ذكراهم الطيبة .
في زحمة مشاويرها الخيالية أيقظها مشهد والدتها المتوفية عندما كانت بين الحين والحين تدخل غرفتها في غفلة من الجميع وتفتح حقيبتها ذات اللون القرمزي وتظل قابعة بالساعات تنظر الى ملابسها المرتبة والأنيقة والسعادة تغمرها تخرجها تم تعيدها إلى الحقيبة مرة أخرى وكانت أميرة كلما دخلت على أمها تعيد عليها سؤالا لم تلق له جوابا وقتها غير نظرات جميلة وابتسامة ساحرة. "لماذا يا أمي كلما كان مزاجك سيئا تهربين من الجميع إلى حقيبتك هاته تعيدين ترتيبها وهي مرتبة..؟ ولماذا تجلسين كل هاذا الوقت الى جانبها..؟ انها مضيعة للوقت لا أكثر.؟!" ظل سؤالها معلقا وظل يتردد بداخلها حتى بعدما توفيت والدتها بسنوات.
ترقرقت دمعة من عينيها وأمسكت بوشاح أحمر جميل كانت تعشقه والدتها ثم همست له وهي تخال نفسها توشوش أمها قائلة:اليوم يا أمي وصلني جوابك الذي كان مكتوبا بعيونك العسلية ولم أجد قراءته حينها..



#فريدة_عدنان (هاشتاغ)       Farida__Adnane#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة صرخة جبل
- مجالسنا/قصة
- قصيدة الحلم البعيد
- قصيدة لأنك أنت
- غدر الايام
- قصيدة ضاع إنائي الجميل
- قصيدة تيسة العشق السرمدي
- قصيدة شرود
- أنا بخير
- قصيدة تراتيل
- أول ديسمبر/ رسالة أدبية
- قصيدة أجيء إليك
- همسات
- العام الجديد
- العام الجديد/ رسالة أدبية
- توأمي صرت
- فتاة بني مرين/قصة
- سلامي إليك
- تصور
- قصيدة : تناقضات


المزيد.....




- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة عدنان - الحقيبة قصة