أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - كيف تصنع صنم مقدس














المزيد.....

كيف تصنع صنم مقدس


علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)


الحوار المتمدن-العدد: 7207 - 2022 / 3 / 31 - 09:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كل مرحلة زمنية يشهد العالم بظهور شخصية تطفوا على السطح المجتمعي تخالف في معتقداتها الذوق و الفكر و الراي العام للجمهور البشري بما يحمله من معتقد و تقاليد حتي يجد له انصار و اتباع يحذون حذوه الخطوة بالخطوة و القول بالقول .من هنا تدخل مرحلة جديدة من مراحل التغير الفكري الجمعي لبعض المتزاحمين في بيئة محددة او منطقة مخصصة بالانتشار كما هي الفطريات مضاف لها بعض مراحل القدسية و التطهير وهنا تنتهي الامور في الجدل و اصبح من يتحدث عن المقدس بالسوء تحدث عن الذات الواحدة .

ان خلق الانسان من أعظم تجارب الوجود واكبر مراحل التطور الكوني وشاهد على ابداع الخالق .حتى الله في كتابه قد قال لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم .إذن هو الرهان الوحيد القادر على اعادة رسم مسار منظومة الوجود لاسيما حصوله على تفويض من السماء بخلافة الرب على الأرض سواء كان من المعتقد المطلق ام من غيره إلا أنه في النص السماوية يعتبر خليفة الله على الأرض لذلك أصبح من الواجب الفعلي للإنسان ان يبدأ في مرحلة المقدس حيث لابد من وجود جمع تراكمي متتابع من المخلصين او المنقذين للبشرية من حكام او ناصحين حتى وصل الى مرحلة الانبياء .فاصبح لوجودهم و افكارهم في المجتمع لا يختلف عن بزوغ دور بعض القيادات المجتمعية في عصرنا الآن .أن قولنا في اختراع فكرة النبوة لا يعني أن الانبياء غير صادقين او كاذبين .بالعكس هم اناس اختارهم الانسان و اتم الله عليه كلمته فاصبح قبولهم سماوي ارضي و اوكل اليه مهمة اصلاح الأخطاء الإنسانية في مراحل زمنية مختلفة فلو كان الامر ذاته الان يمكن اعتبار فلان و فلان من القيادات الطافية على السطح في المستنقع السياسي و الديني انبياء عصرهم الا ان نبي الاسلام اوقف الرسالات و النبوة من بعده .فلو لم يكن هذا النص لشهدنا عدد من الأنبياء في وقت واحد وزمن واحد كأنبياء بني إسرائيل .ان ما حدث للأنبياء هو نهج مخالف للفكر الجمعي تم الاعتقاد به من خلال البسطاء من العوام او لعلي اقول من جهال أقوامهم حتى يتبلور الفكر الرسالي ويهذب على يد بعض المعتنقين ممن يملكون الفكر المتنور ليضيف و يغير في النص العملي و النهج القانوني للرسالة .اذن لكل نبي صناعة تبدا من العوام وتنتقل على يد حكماء القوم ويتفرع الأمر الى شطرين منها الاول ان يرسم لها خط سياسي ليبسط نفوذه على الدولة ويجبر الجميع على الدخول ضمن اطار قانون الدين الجديد او ينتهج شطر اخر مفاده الرهبنة و القول الكريم وهذا لا يسوغ له في الارض قوة لكن يتيح له الذكر الجميل .من بعد هذه المراحل يدخل مرحلة التضحية و التقديس السماوي .و بدوره سينتخب عدد من الكتاب من ذوي الاقلام العظيمة و اصحاب المخيلات الواسعة التي تنثر على مسيرته الورد لينقش له على الحجر مسار التعظيم و التقديس من السير على المياه و الطير في السماء ويسمع ضربات قلوب المؤمنين على بعد أميال ويحطم الصخر وتطوى له الأرض وغيرها من الخرافات حتى تجد له نهاية دراماتيكية جميلة تزيد من واقع رقعة انتشار محبيه و مناصريه .عندها يحذف تاريخه وكل ما انجز و يرسم ما ختم به من مات مقتول او مصلوب أو غيرها ويرسم على جوانبها التضحيات و الاساطير و غيرها . بهذا حقق مراد السيطرة الدنيوية و التقديس المخلد .

اليوم في الرؤيا الضيقة نشهد مسرح دراماتيكي يعتلي الشارع العراقي والعربي والاسلامي بشكل اوسع, منها تخليد و خلق صنمية تافهة لعقليات و شخوص لا يمكن ان يضاف عليهم صفر من اليسار لا من اليمين لعدم وجود واقع اعتباري لهم سوى انهم كائنات ترتع وتمرح في الارض ليس له ثقل فكري وإنساني الا انهم دخلوا ضمن اطار صناعة المقدس و اصبح من الواجب ان يخلق لهم انصار واتباع يعتقدون به و لهم المقدرة على التضحية بأنفسهم دفاعا عن قدسهم الأبله الذي لا يفقه من الواقع شيء إلا أنه بمرور الزمن سيكتسب من مساعديه ومرافقيه شيء من الوعي و اسلوب وفن الحديث الا انه يبقى كما هي الجذوع الخاوية تافه ابله عديم القرار صنعة منه الظروف رجل مرحلة .المرحلة الثانية هي مرحلة الاختيار السماوي و التسديد الإلهي حيث تحتاج الى رجال مفوهة و كتاب ذي خيال خصب ترسم لهم تقلباتهم اليومية اجمل الصور الواهية عن بطلهم الورقي , يبحرون من أجله في سفن خشبية بمياه اسنة كاتبين اجمل و اروع انواع القصص في الايثار و الشجاعة و الكرم عن شخص مريض نفسي يتمتع في استعباد الاخرين و ارسالهم الى التهلكة واصفين إياه بأنه ظل الله على الارض و ان ارتحل الى نهايته الحتمية كسائر المخلوقات رسموا لهم معركة كونية راح ضحيتها الصنم و اهله وجرى عليه كم عظيم من الشرور الا أنه ظل منتصر شامخ كعصا موسى وهيكل سليمان .ان ما اصاب الطف من واقع صادق في التضحية العقائدية جعل جميع المهرجين من الطامعين لخلق صنم مقدس ان يتخذ صورة من الطف نهج له محاولا ان يجعل من نفسه الحسين الجديد و من اعدائه يزيد اخر. حتي يتحول الى مقدس يتبرك في أعتاب أبواب قبره ,عند رحيل او قتل اي رمز ديني عند عوام المسلمين لاسيما الشيعة سيتخذ أنصارهم و محبيهم من قبره مرقد مقدس للزيارة يشفي المريض و يرزق الجائع ويستر العريان و يبزغ نور الاجنة في ارحام النساء و غيرها وفي مرور الزمن يضاف الى قتله قصة مختلقة يحيط بها صوت جبرائيل و يحتفي بها صوت اسرافيل و يتحقق المراد .و لدينا من هذه المراقد اكثر من اعداد رمل بئر يوسف .



#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi_Alaraaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التُّرَّهَةُ في الشك وافكار انسانية
- غويران الحسكة وحرير العراق اغرد خارج السرب
- ايران ما بعد سليماني والمد الافقي في العراق وشمال افريقيا
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الثاني
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الاول
- فكرة عن المشهد العراقي ولا يوجد عراق جديد
- خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية
- حديث عن المارثون الشعبي للتملق قبل الانتخابات
- خربشة عن غرابة طبقات المجتمع العراقي والصراع السياسي
- الدين والمذهب والمعتقد... القذف والشتم واللعن ! حتى اباحة ال ...
- نبوءة في الحرب القادمة اميركا إيران والسعودية
- صناعة المقدس .... و.ه.م قانون حكيم فهيم
- ... انا الله ....
- الانسان بين إيماءات الدين وصراع الوجود الجزء الخامس
- الانسان بين إيماءات الدين وصراع الوجود الجزء الرابع
- الانسان بين إيماءات الدين وصراع الوجود الجزء الثالث
- الانسان بين إيماءات الدين وصراعات الوجود الجزء الثاني
- الانسان بين إيماءات الدين وصراع الوجود - الجزء الأول
- شرذمة افكار لواقع نسجته الاحزاب الدينيىة في العراق
- العراق و الوثنية بين نباح الساسة ونكاح الحرائر


المزيد.....




- الديمقراطية وتعاطي الحركات الإسلامية معها
- فرنسا: الشرطة تداهم معهدا لدراسات الشريعة في إطار تحقيق للاش ...
- نشطاء يهود يقتحمون مبنى البرلمان الكندي مطالبين بمنع إرسال ا ...
- بيان جماعة علماء العراق بشأن موقف أهل السنة ضد التكفيريين
- حماة: مدينة النواعير التي دارت على دواليبها صراعات الجماعات ...
- استطلاع رأي -مفاجىء- عن موقف الشبان اليهود بالخارج من حماس
- ولايات ألمانية يحكمها التحالف المسيحي تطالب بتشديد سياسة الل ...
- هل يوجد تنوير إسلامي؟
- كاتس يلغي مذكرة -اعتقال إدارية- بحق يهودي
- نائب المرشد الأعلى الإيراني خامنئي يصل موسكو


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - كيف تصنع صنم مقدس