عاد الربيع !

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 7207 - 2022 / 3 / 31 - 05:15
المحور: سيرة ذاتية
    

كان امرا رائعا سماع صوت العصافير فى صباح اليوم. عاد الربيع سمعت هذه العبارة تقال و انا جالس فى الحديقة اتامل السماء الزرقاء .فى الشتاء عندما يرى المرء حالة الحديقة يكاد لا يصدق كيف تتغير عندما يحل الربيع .لا غرابة اذن ان الربيع مرتبط بطقوس دينيه فى اديان عدة .انه رمز عودة الحياة بعد موت الطبيعة المؤقت فى الشتاء .
امضيت قرابة الساعتين جالسا فى الحديقة و مر الوقت دون ان اشعر .و نحن ايضا جزءا من الطبيعة و نتغير و نتاثر بها .و هناك الكثير من الدراسات الانثروبولجيه خاصة فى القرن الماضى التى سعت لتفسير السلوك البشرى بالطبيعة و العوامل الجغرافيه .مثل ان سكان السواحل اقرب لللانفتاح و سكان الجبال او الصحارى اقرب لللانغلاق الخ. و على الرغم من وجاهة هذه الاراء الا انها ظلت ناقصه فى تفسير و فهم سلوك الانسان .و ينبغى هنا ان نتذكر ان علوما هامة فى فهم السلوك البشرى على مستوى الفرد مثل علم النفس لم يظهر سوى فى القرن التاسع عشر.و كذلك دراسات فهم الانسان من خلال تفاعله فى المجتمع لم تظهر ايضا الا فى القرن التاسع عشر.
مع القرن التاسع عشر بدا مفكروا تلك الازمان من تايلور الى هيغل الخ برؤية الطبيعة كعامل خارجى بمعزل عن الانسان و الثقافة كونها منتج بشرى و هكذا ظهر مصطلح الطبيعة مقابل الثقافة .و صار السلوك البشىرى يفسر من خلال عدة عوامل البيولوجيا و الوراثة و الثقافة .
بعد الظهر التقيت فى المقهى زميلا درسنا معا فى الجامعة .وكان لدينا حينها فريق كرة قدم من طلبة من خلفيات ثقافية متعددة حيث كنا نلعب كل احد فى ملعب السكن الجامعى.
تغيرت الاوقات اليس كذلك .قلت له و انا اشير لطلبة هذه الايام الذين لم يعد لديهم اى اهتمام بالسياسة او بالقضايا الخارجة عن نطاق محيطهم .و من وجهة نظره ان العالم يسير نحو انهيار فى التعاطف الانسانى .و هو امر بات من المواضيع الذى يكتب عنها كثيرا فى الاونه الاخيرة.
هذا يذكرنى احيانا ببعض من التقيهم بين حين و اخر و الذين لا يوجد لديهم اى فكره عن تاثيرات العولة على الصراع فى فلسطين و يقولوا كلاما كنا نقوله فى مرحلة الثمانينات و لكنه لم يعد صالحا اليوم .
لقد تغيرت الاوقات و من المهم فهم هذه التغيرات لاجل التعامل معها .

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل