أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - الشعر بين التجربة والتوظيف














المزيد.....

الشعر بين التجربة والتوظيف


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7204 - 2022 / 3 / 28 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


المنهج المتبع في هذه الحالة هو المنهج الاستقصائي للواقع الثقافي والذي يعتبر الشعر جزء من التعبير الثقافي عن الواقع وبالتالي يعتبر الشاعر مثقف أو شخص يبحث عن دور اجتماعي ولكن أدوات تعبيره متمثلة في اللغة ،ولعل ذلك الدور المبتغي هو ما يدفع الشعراء من خلال تجارب التجديد أن تبحث عن تجربة الأشكال التعبيرية من خلال قصيدة ذات شطرين الي قصيدة عمودية الي قصيدة شعر حر الي قصيدة نثر ثم الي اي شكل جديد سيخرج في المستقبل وهو أمر مرهون بشكل اللغة المتداولة وبالتالي فإن موضوعنا مرتبط بأطار اللغة التي تشكل البيئة الاجتماعية التي يتنفس خلالها الشعر ،فالشاعر في النهاية انسان طبيعي يأكل ويؤكل يعيش ويتعايش وفي النهاية فأن الهموم تكون مادة إنسانية قادرة علي الجسد من خلال البناء اللغوي المتوافر تعليميا واجتماعيا ،وبالتالي فإن ذلك الموضوع الذي نحن بصدده يطرح قضية الازدواج اللغوي الذي يعانيه الواقع المصري الثقافي وليس الازدواج فقط بل التشتت اللغوي الذي نحياه بحكم التنوع الثقافي الذي امتد الي الواقع الاجتماعي فصارت الشريحة التي حازت تعليما متكاملا في المدارس الإنجليزية بأنواعها واسماءها التجارية شريحة لا تهتم فعليا بالشعر العربي حتي وان كتب بلغة مهترئة.
ولعل التغيير في الشكل الشعري وكذلك تدرج اللغة من الفصحي الي العامية المبسطة كما كتبها فؤاد حداد وبعد ذلك ظهرت العامية في الكتابة كما تنطق وهو أمر له ماله وعليه ما عليه فهو من ناحية يعكس التعدد التصرف في للغة العربية كما هي منتشرة عبر الاقاليم الثقافية في مصر وكذلك الوجه الآخر في حدوث تعميق في الازدواج حتي يصل الي التشتت اللغوي مما يؤثر،سلبا علي شكل التجربة الإبداعية، ونعود الي فؤاد حدادذلك المثقف الشاعر الذي استوعب تطورات عصره حيث شهد مصر مابعد الحرب العالمية الأولي والثانية وتطورات الحياة في مصر مابعد ١٩٥٢ حتي وفاته ،وبالتالي يصلح فؤاد حداد كنموذج تطبيقي كشعر مقروء وتجربة اكتملت بحكم الزمن لتطبيق فرضيات ذلك الموضوع الذي نحن بصدده ، فقد بدأ كتابة الشعر بالعربية الفصحي علي الرغم من افتتانه ببيرم التونسي كمنتج طبيعي للحركة الوطنية الذي نما في تونس وجاء به مثقف كبيرم ولكنه وجد في مصر بيئة خصبة لأفكاره ،وهكذا فؤاد حداد شامي يجيد الفرنسية ويقرأ اشعارها ثم يدرس العربية بنمطها العروضي ثم اندمج في الحركة الوطنية فأخرج لنا شعرا عاميا بقوة الفصيح ، ليقرر لنا أن الشعر كي يتم توظيفه بشكل تجريبي لابد أن يتمتع الشاعر الذي يقود تجربة جديدة بأستيعاب التجارب القديمة وهنا يكون إدراكه للواقع بحيث يكون فاهما لأليات الابداع وبالتالي يكون قادرا علي التدرج حتي يحتفظ بقدرته علي التواصل مع المتلقي ،وذلك بحكم كونهما مصهوران بنار التجربة الاجتماعي ،والا لماذا اصطنع فؤاد حداد فن القوامة (المسحراتي ) ليكون شكلا شعريا بإيقاع موسيقي مختلف مستغلا ذائقية الأدب الشعبي التي تواترت في الحركة الشعبية الممزوجة بالمقاومة للمحتل الانجليزي ومن هنا جاء التجديد علي مستوي استدعاء القديم وهنا الادعاء بالريادة ليس له مجال هنا ولكن الواقع الثقافي الناضج والمشروع الفكري هو ما يخلق قبولا للأشكال التجريبية ويخلق تيارا شعريا يتم استغلاله تعبيريا من قبل الآخرين.
وحاليا ظهرت عدة اتجاهات لتقليد بعض الاتجاهات الغريبة في الشعر مثل قصيدة الهايكو وهي قصيدة النور الياباني حيث تتماهي روح الشاعر مع الطبيعة ونحن هنا بصدد تجربة تفتقر لأقرب قواعد التجريب بل تدخل قصيدة الهايكو كسهم قادم من بلاد غريبة ليست لها مجالات استقبال طبيعية وبالتالي غزت فنون الواو الرباعيات والموال امتدادات طبيعية للتواجد لمثقفي الجنوب في الساحة القاهرية مما انتج اصالة في الطرح و تجريب له اصول اجتماعية بعيدا عن ذلك النبت الغريب القائم علي الاندهاش المرضي باليابان وذلك يعني حالة فقدان الوزن ناتج غياب توازن هوياتي ، ولعل ذلك الوله قد جاء علي هامش الثقافة التي حاول الجناح الخليجي نشرها عبر الوفرة المالية صحيح أنه جاء بأيدي مصرية ولكن ليس من باب الريادة ولكن من باب تجويد يرضي صاحب المال من واقع ثقافته الآسيوية خاصة مع عقدة التنافس عبر الثقافة وذلك لضعف إمكانيات الجيوغرافيه بحكم المساحات والتوافق الموروث منذ عام ١٨١٢ وهو تقسيم المشيخات الذي اقره الاحتلال الانجليزي .وبالتالي وجد شعر الهايكو دوره هناك بحكم المشترك الآسيوي، أما عندنا في مصر والمغرب العربي والسودان فقد وجد الشعر الصوفي وامامه الأكبر محمد الشهاوي شفاه الله وعافاه. وبالتالي فإن نجاح أي تجربة شعرية لا يتأتي إلا من خلال توظيفها الحقيقي علي ارض الواقع وذلك بكون تلك التجربة ذات جذور تاريخية وثقافية علي ارض الواقع ،علي أن يكون ذلك ممزوجة بنكهة المشروع الاجتماعي ،وعلي أن يكون الشباب هم زاد هذه التجربة .
التلقي فرضية رئيسية في طرح مسئول عن طبيعة التجريب وتحديد الوظيفة المناط بها وفق طبيعة المتلقي وبالتالي طبيعة البناء الطبقي للمجتمع حيث يحدد المسيطر
بهاء الصالحي



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يونس القاضي
- الشعر المصري الحديث : دراسة حالة
- أدب المرأة في مصر : دراسة حالة
- الرواية والواقع : دراسة حالة
- الصالونات الثقافية - مراكز تفكير
- وهم الحرية
- كارم عزيز وعرق الجدران
- لبنان العلماني يعود


المزيد.....




- مسلسل قيامة عثمان 158 فيديو لاروزا باللغة العربية ومترجمة عل ...
- مدينة الورود بالجزائر تحيي تقاليدها القديمة بتنظيم معرض الزه ...
- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - الشعر بين التجربة والتوظيف