أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر














المزيد.....

الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر


هاني الروسان
استاذ جامعي مختص بالجيوبوليتيك والاعلم في جامعة منوبة ودبلوماسي

(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7200 - 2022 / 3 / 24 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم كل هذا الضجيج الاعلامي حول فشل روسيا والقول باستحالة تحقيق اهدافها وتضييق الخناق عليها وعزلها وانهاكها لدفعها نحو الاعتراف بهذا الفشل بل وبخلق امكانية للانقلاب على بوتين واستبدال القيادة الروسية الحالية بقيادة اخرى اكثر اتساقا واستراتيجية الولايات المتحدة لتأبيد انفرادها بقيادة النظام الدولي للمائة عام القادمة فان ذلك لا يخفي ما يمكن ملاحظته حول ان هذا الصمود الاوكراني الكبير ليس على المستوى العسكري فقط بل والاهم على مستوى بنية الدفاع المدني والدبلوماسي يؤكد على الاستعداد الاوكراني المسبق لمثل هذه الحرب ولحرب اكبر واوسع نطاقا.
والالحاح الروسي على ان الولايات المتحدة كانت تعد اوكرانيا لادوار اشد خطورة على الامن الاستراتيجي الروسي لا يجانب الصواب ان لم يكن حقيقة قاطعة يعكسها ذهاب زيلينسكي نحو الاقصى في المواجهة على امل تحرك امريكي ما يعيد رسم المشهد بما يحقق له مكانة محددة.
كذلك وعلى الجانب الاخر فان اصرار موسكو على ان ما قامت به هو نوع من العمل الاستباقي الذي فجر القنبلة الامريكية الموقوتة في اوكرانيا قبل استكمال انتاجها، يُقبل الاخذ به لفتح حوار احتمالي النتائج لما قد تذهب صوبه الخلاصات النهائية لهذه المواجهة والتي لن تكون بكل الاحوال كما ارادتها ادارة بايدن التي على ما يبدو انها بدأت تتلمس مقدماتها.
وهذا بالذات هو ما يفسر هذا النزق الامريكي المتصاعد والعشوائية الدبلوماسية الى جانب العربدة العقابية والاصرار على هزيمة روسيا باي ثمن او على الاقل تدفيعها الثمن الاعلى جراء ما قامت به من افشال لاستراتيجية هيمنة امريكية شاملة.
صحيح ان الولايات المتحدة تبدو وكأنها في الموقف الاقوى وانها قد نجحت في: اما تحشيد العالم خلفها او تحييد بعضه وان روسيا اليوم شبه معزولة، ولكن استمرار الصمود الروسي واتقان ممارسة استراتيحية الصبر في مواجهة هذا القصف العشوائي بسلسلة العقوبات الاقتصادية وعدم الانزلاق والسقوط بردود الفعل من شأنه فتح ثغرات هامة في جدار التحالف الدولي الذي تفرضه الولايات المتحدة على العالم بمختلف الوسائل.
فمما لا شك فيه ان اوروبا تعي بما لا يدع مجالا للظن مدى تهافت الحتمية الامريكية بالمواجهة بين روسيا والقارة الاوروبية وان مقاربة انجيلا ميركل باحتواء النفوذ الروسي من خلال بناء شراكات اقتصادية يمكن ان تكون بديلا عن مثل هذه الحتمية.
ولان الولايات المتحدة تدرك الخطر الاستراتيجي لمقاربة ميركل هذه التي ستقلص على المدى البعيد وتدريجيا النفوذ الامريكي الحالي وتدفع به الى ما وراء المحيطات، كما تدرك جيدا فداحة هذا الخطر عندما يقترن بالثقل الصيني فانها عملت وستعمل بكل الوسائل على اسقاط هذه المقاربة، ويغريها ذلك اكثر عندما تكون اوروبا هي وقود هذه الحرب على الرغم من معرفة هذه الاخيرة بذلك.
والارجح ان قمة قصر فرساي في باريس وان بدت انها تأتي في السياق الاوكراني وتطوراته الا انها في الحقيقة تعكس هذا الوعي بالاهداف الامريكية من ناحية وتأتي من ناحية اخرى احياء للفكر الاستقلالي الاوروبي الذي بدأ في المانيا وفرنسيا خجولا واستمر كذلك رغم توجه الولايات المتحدة نحو تشكيل تحالف أمني استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادي اوكوس
يضم كلا من الولايات المتّحدة وبريطانيا وأستراليا.
صحيح ان ما صدر عن هذه القمة جاء في الاطار المتوقع من حيث غلبة اللون الاوكراني عليه غير انه في الجوهر اخذ سياقا استقلاليا لتجنيب اوروبا مستقبلا ان تكون عصى امريكية في مواجهة اي من روسيا او الصين، وهذا ما يعزز الاعتقاد بان الصمود والاصرار الروسيين في المضي قدما في هذه المعركة واطالة امدها سيعجل بفتح هذه الثغرة في جدار التحالف الدولي خاصة وان واشنطن التي تذهب اليوم الى كاراكاس تستجدي نيكولاس مادورو عدوها اللدود للانظمام اليها يعكس مدى خوفها من الارتدادات السلبية لهذه الحرب الاقتصادية عليها وعلى حلفائها ان طالت اكثر لان ذلك قد يمهد لوضع اسس لنظام دولي تعددي يفقدها الهيمنة عليه التي استمرت لنحو ربع قرن.
فالولايات المتحدة، تخوض اليوم معركة مصيرية أمام بداية أفول نجمها كأقوى إمبراطورية في القرن الماضي والربع الأول من القرن الواحد والعشرين الذي بدأ مع سلسلة الانسحابات التي انطلقت مع ولاية دونالد ترامب، في مواجهة صعود سريع للصين، الذي تجاوز ناتجها الداخلي الإجمالي المعادل للقدرة الشرائية نظيره الأمريكي. بالاضافة الى مواجهة نجاحات استراتيجية انتشال الدولة الروسية واعادة وضعها في مدارها الدولي التي بدأها بوتين منذ اكثر من 20 عاما.
تدرك موسكو جيدا ان الاستراتيحية الامريكية لوقف تدهور المكانة من ناحية ولابقاء انفرادها بقيادة النظام الدولي من ناحية اخرى يتطلب منها الاستغلال الاقصى لقوتها الضاربة وخاصة الاقتصادية وحتى العسكرية في تفتيت انوية القوة المستقبلية في روسيا والصين واوروبا للتوقيع على شهادة ميلاد لنظام دولي لا تنافسي.
كذلك هذا ما تدركه اوروبا وخاصة في فرنسا والمانيا اللتان تتصدرا اعلاء الصوت الاستقلالي الذي عكسته نتائج فرساي وتتحفظان في نفس الوقت على المضي في تصعيد الاجراءات العقابية ضد موسكو والذي من شأنه ان يصبح اكثر وضوحا فيما لو طالت الحرب اكثروصمدت روسيا وحققت مزيدا من المكاسب على الارض.
ولذا فان كان ما يعاب على بوتين انه توقع ان تكون الحرب خاطفة لتحقيق كل اهدافه فان نفس العيب يجلل اليوم بايدن الذي اعتقد ان حربه الاقتصادية ستكون ايضا خاطفة لدفع روسيا للتسليم بالامر الواقع واعلان امريكا قوة بلا منافسين ولكن على ما يبدو فان الفخ الاوكراني لم يخرج عن نطاق اخطاء حسابات الحقل والبيدر.

هاني الروسان/ استاذ الاعلازم والاتصال



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستعداد الفلسطيني لاحتمالات تحريك عملية السلام
- دولة للحمقى والمجانين
- العرب يفكون ارتباطهم بفلسطين
- هل هو تمهيد فلسطيني للخروج من المقاربة الاخلاقية؟
- هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل
- التطبيع الاماراتي: تحالف ضرورات البقاء
- لكي لا تواصل اسرائيل تجاهل الممكن والبحث عن المستحيل
- بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم
- التطبيع الاماراتي مع اسرائيل مقدمة للاطاحة بالحق الفلسطيني
- للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن
- أيُعدّ ظهور العتيبة على صفحات يديعوت احرونوت دحلان لدور قادم ...
- لافشال قرار الضم الاسرائيلي
- أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم ...
- مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه
- ملاحظات على هامش ادارة ازمة كورون.......هل تتغير آليات تفكير ...
- التطبيع مساحة الخلاف التي يحبذها البعض
- تدهور المكانة التفاعلية للنظام العربي طريق اسرائيل للاطاحة ب ...
- هل ستكون سوريا ضحية ايران الجديدة ؟؟
- تدويل الازمة السورية واحتمالات الحرب
- في الذكرى الاولى للثورة المصرية الصراع على تصحيح العلاقة بين ...


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر