|
مواقف لايمكن إهمال دلالاتها
حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 7200 - 2022 / 3 / 24 - 15:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هاهي تركيا (العضو بالناتو) تعلن رسمياً علي لسان وزير خارجيتها أنها لن تنضم إلي العقوبات علي روسيا ، والسعودية تبدأ محادثات مع الصين حول قبول الدفع في منتجاتها النفطية باليوان الصيني ، وهو أمر (لوصدقت السعودية وتحقق) لكان ضربة قوية للهيمنة الدولارية علي الإقتصاد العالمي ، ناهيك عن الروايات التي ترددها بعض المنصات الإخبارية العالمية عن رفض محمد بن سلمان ولي عهد المملكة السعودية وحاكمها الفعلي بالإضافة لحكام الإمارات لإجراء محادثات تليفونية مع الرئيس الأمريكي بايدن مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية .. ، ومع العلم بإن باكستان التي كانت منخرطة تماماً في استراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي (وهي التي تأسست كدولة ضمن استراتيجيات الهيمنة الإستعمارية بعد الحرب العالمية الثانية لتجزئة وتفتيت شبه القارة الهندية) .. لم تعد هي كذلك منذ العقد الثاني من هذا القرن .. بل أنها اختارت أن تندمج اندماجاً بنيوياً في مشروع الطريق والحزام الصيني واصبحت نقطة الانطلاق الرئيسية في مساره البري مما جعل مصالحها واستراتيجياتها ترتبط أشد الإرتباط مع الجار الصيني العملاق .. وهذا يفسر الرؤية الباكستانية الجديدة لمحيطها الجيوسياسي وماينبني عليها في سياساتها تجاه محيطها الإقليمي فالعالم .. ومن ثم كانت الإستقلالية الباكستانية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها الأوربيين والتمرد علي حالة الموظف الخادم المطيع للهيمنة الأمريكية التي تجلت ذروتها في حقبتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ، وربما كان حادث اختراق طائرات حلف الناتو للأراضي الباكستانية بحجة مطاردة عناصر طالبان في 2011 ووقوع عشرات القتلي في صفوف الجيش الباكستاني هي القشة التي قسمت ظهر البعير في علاقات باكستان بالناتو لكن الحوافز التي خلقتها عملية التأسيس البنيوي لمشروع الطريق والحزام والدعم الصيني لباكستان في صراعها مع الهند كانت السبب الجوهري الذي أسس لاتجاهات السياسات الباكستانية تجاه العالم الخارجي وقد تجلي ذلك في شن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان هجوماً حاداً و قاسياً علي تحالف الناتو على مبعوثي الاتحاد الأوروبي حين تلقت باكستان رسالة دعا فيها سفراء الاتحاد الأوروبي في إسلام أباد السلطات الباكستانية إلى إدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. إذ انفجر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في وجوه سفراء الاتحاد الأوربي الذين كانو يجلسون في مقاعد الحضور الأمامية لتجمع سياسي كبير في إقليم "البنجاب" في أوائل مارس 2022 قائلاً : (هل نحن عبيدكم.. نفعل أي شيء تقولونه؟) واكمل رئيس الوزراء الباكستاني في حديثه قائلاً : (عندما انتهكت الهند القوانين الدولية في كشمير المحتلة هل قطع أحد منكم العلاقات مع الهند أو أوقف التجارة؟) إلي أن أعلن موقف باكستان الصريح من الحرب الروسية الأوكرانية والذي تلخص في أن بلاده لن تدعم أي دولة في حالة حرب إلا أنها ستدعم جهود استعادة السلام ، ومايستتبعه ذلك من عدم انضمام باكستان لجهود المقاطعة الدولية التي تقودها امريكا وحلفائها ضد روسيا .. قال عمران ( باكستان تربطها علاقات ودية مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوروبا ، لذلك فنحن محايدون ولسنا في أي معسكر ، سنحاول التعاون مع هذه الدول لإنهاء الحرب في أوكرانيا) الأخطر واللافت للنظر بما يفجره ذلك من دلالات موحية .. أنه في هذا الخطاب شن عمران خان هجوماً عنيفاً علي الناتو قائلاً : (ما الذي كسبناه من دعمنا لحلف شمال الأطلسي الناتو في أفغانستان بخلاف فقدان 80 ألفًا من الأرواح وخسارة 150 مليار دولار؟ هل اعترف الناتو بتضحياتنا؟ هل كتب سفراء الاتحاد الأوروبي يومًا رسالة يشيدون فيها بجهودنا في أفغانستان؟ بل في المقابل تم إلقاء اللوم على باكستان في فشل الناتو في أفغانستان) الهيبة الأمريكية لم تعد علي حالها والخدم التقليديون للاستراتيجيات الكونية الأمريكية يتململون ويتبرمون ويشيحون بوجوههم بعيداً عن سيدهم الأمريكي ، بل ويتجرأون علي عصيان أوامره .. يالها من متغيرات لايمكن تجاهلها أو إهمال دلالاتها ..
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قطر تحصل علي جائزة الأكثر وفاءً لسيدها
-
وبعيداً عن التأييد أو التنديد ..
-
هكذا تدفع الشعوب تكلفة خطايا حكامها
-
عمنا أحمد مصطفي أحد أبطال تاريخنا الوطني العظام ..
-
اعتراف قديم وطلب غفران متجدد ..
-
إبراهيم عيسي وقاهرته وناسه
-
خبر لم يكن ينبغي أن يمر مرورا عابرا ..
-
عندما تكون (الدولة) فاعلاً ، ومفعولاً به ..
-
تناقض قابل للحل ، وأخر جذري لايقبل الحل
-
استقالة قرداحي
-
لحظة عابرة ، بقيت مرارتها فى القلب …
-
أنا لست رقماً تأمينياً ولاعلامة علي الشاشة ..
-
معارك السوفت وير ..
-
مؤتمر (وعد الآخرة) كإهانة لنبل وشرف القضية الفلسطينية
-
تعليق علي ماحدث في أربيل العراق
-
إنهم يسحقون الأجراء
-
عبد الغني لبدة الذي أعرفه ..
-
مالاينبغي أن يكون غائباً
-
افغانستان السؤال (2)
-
افغانستان السؤال (1)
المزيد.....
-
أمير قطر يتصل بمحمد بن زايد بمناسبة التعيينات الجديدة في الإ
...
-
أردوغان: لن نسمح للغرب بجرّنا إلى الحرب ضد روسيا
-
شاهد بالفيديو.. غرق عبارة تحمل مواد سامة في الولايات المتحدة
...
-
الولايات المتحدة.. مطاردة أمنية لسارق سيارة شرطة في كاليفورن
...
-
سياسي أوكراني: أوكرانيا تمر بأوضاع خطيرة تنذر بحرب أهلية
-
متحدث الخارجية الأمريكية يتهرب من توضيح سبب رفض واشنطن أي تح
...
-
بالفيديو.. إزاحة الستار عن كرة لحم عملاقة مصنوعة من ماموث
-
أوليانوف: روسيا تدعم جهود غروسي الهادفة إلى حماية سلامة محطة
...
-
بيرو تسلّم روسيا مصرفيّا متهما باختلاسات وسرقة
-
رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق يتلقى تهديدات بالقتل وطردا مجهول
...
المزيد.....
-
النضال ضد الشعبوية في أوروبا (*) (النص كاملا) ترجمة مرتضى ال
...
/ مرتضى العبيدي
-
العقبة – شرم الشيخ إدعاءات المهزوم
/ معتصم حمادة
-
العدد 64 من «كراسات ملف»: «اتفاقات أبراهام» ومعضلة اندماج إس
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
ديكتاتورية البروليتاريا بين الطموح النبيل والواقع المرير
/ أسعد منذر
-
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، استقلالية الانطلاقة ومركزي
...
/ أسامة خليفة
-
الفساد، والفئة البرجوازية الكبيرة وعلاقتها براس المال الاجتم
...
/ مؤيد احمد
-
غبش الصورة .. تمثلات الجميل في السؤال الفلسفي
/ محمد الميالي
-
موسى فرج وسحرة السلطة
/ د. صالح الطائي
-
بعد عشر سنوات: دروس من الثورة المصرية
/ ديجان كوكيك
-
تهافت الأصوليات الإمبراطورية
/ حسن خليل غريب
المزيد.....
|