أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - جلباب الانزياح والزخم الدلالي في (بينَ أصابعي وسرابِك) للشاعرة فيان البغدادي















المزيد.....

جلباب الانزياح والزخم الدلالي في (بينَ أصابعي وسرابِك) للشاعرة فيان البغدادي


طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


(بينَ أصابعي وسرابِك)..الشعرية، ابتداءً من العتبات القرائية الاولى لمجموعتها عتبة العنوان والمفارقة في فلسفة بنائها ليست فقط على المفارقة في العنوان انما ايضا المفارقة في فلسفة رؤية فيان الشعرية المنتجة لها مجموعة شعرية فيان البغدادي، عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ، بغداد، في طبعتها الاولى ، 2021 .
(بينَ أصابعي وسرابِك)
حضور العنوان بوصفه بنية نصية لها اشتغالها الدلالي في النص وبناءه الدرامي وانزياحه الانفعالي المكثف ودوره في انتاج المعنى لدى الشاعرة التي تعي العالم جمالياً، والتي عبرت عنه بلغة خاصة تختلف كثيرا عن اللغة في النثر العادي وهذا هو الموطن الشعري.
عنونة مباغتة وبمفارقة لفظية ، استغراق شعري في ثنائية جدلية ما بين الملموس والمحسوس ،اصابعي/ سرابك، " الشعراء أمراء الكلام يصرفونه أنى شاءوا، ويجوز لهم ما لايجوز لغيرهم من أطلاق المعنى وتقيده.."1
تتسم نصوصها الشعرية بجملة من السمات الجمالية وتقنية حيث اللغة المكثفة والمختزلة ، والمشهدية البصرية نرى ذلك جليا في مناصاتها الاخرى في (عتبة الاهداء ) كعنوان استهلالي جاء بأسلوب ودلالات فيها اشارة على أن الشاعرة مهدت لنا مفتاح الدخول لمجموعتها موحية وملمحه لنا وبأسلوب السرد النثري عبر التبئير بتكثيف سرد الاهداء أو ما يسمى حسب النظريات السردية ( الرؤية السردية) لكن السرد جاء كإهداء تعريفي ابتدائي :
لعينيك اللتين تضجّانِ في مداي ..
لعينيّ اللتين تتَّكئان على زجاج الانتظار مثل ساعة متوقفة ..
نلمس من خلال الاهداء المفعم بالعاطفة تلك المفارقة والثنائية بي العينين التي تضجان بالحضور والانتظار الحقيقي الملموس بين الاخر الذي يبدو منشغلا وغير مبالي :
يصلُكَ صوتيَ ولا تسمعُهُ2
وأنت تقودُهُ بحذرٍ إلى قلبِك
غيرُ مكتملٍ عقدُ ودادِكَ
عليكَ بالتريّثِ ص10
وفي نصها:3
العينُ التي تسمّرتْ على خشبةِ الإنتظارِ
كانتْ كتلك التي صُلب عليها المسيح
في جمعةِ الآلآم ؟ ! ص32
احسنت الشاعرة في اختيار واعي للكلمات للعنونة التي تؤدي وظيفة تأثيرية وبلاغية وجمالية بما يحمله من دهشه يثير في نفس المتلقي و يحرك استنهاض ورغبة الفضول ويرسم انطباعاً أوليا عن النص.
اختارت الشاعر عنونة لنصوصها بلغة شعرية تعبيرية مؤثرة تستقطب المتلقي وتدفعه الفضول لقراءتها، متناغم مع نصوصها وبدلالات انزياحية موحية لصورة تجسد الالم والارهاصات النفسية الناجمة :
(قُبل يابسة ، كحلة الغياب، جذور منزلقة، أصابع موغلة في الضباب
ذاكرة الفؤوس، توشّحُ بالعُرْي، مغارة قميص، غزوة الأمنيات، أمرأه من قصب، وجع طري، حنجرة مستعارة، علي وعناقيد الصوت، أنثى مشطوبة الأصابع، جّرة العطش، سحابة شعر)
انفتح النص على هموم الذات الشاعرة ومعاناته من خلال صور شعرية فيها الشفافية والتكثيف يستفز المألوف الشعري بنسق جمالي وفق معاير قصيدة النثر و سماتها في شكلها ومضمونها في اتحاد المتناقضات فيها من السردية وتقنياتها الجمالية:
أرتدي حكايا الشمسِ
أحلمُ بضوءٍ ينيرُ ظُلمتي
ما أكثرَ غيابَ الأحبةِ !
وما أضيقَ قلبي
على إحتواء الأصدقاء !
اتخذت الشاعرة من حياتها ،تفاصيلها ، خيباتها، وآمالها، الفقد، الغياب، مادة للكتابة تحمل خطابات نفسية واجتماعية الا انها ذات مناخ شعري واحد يكاد يهيمن على تجربة قصائدها.
قدرتها على تحويل اللفظة من معناها الوضعي الى معناها الشعري وبلغة انزياحيه خروج عن المألوف والسائد من اللغة ، الذي يزيد من المسافة الجمالية:
أرتدي حكايا الشمسِ / أسكنُ خريفَ عينيه / موجةٍ ترشقُ وجهَ الحلمِ العذب / تحتَ شِفاهِكَ المُتهورة/ يا صلاةَ الحبِّ في محرابِ دموعي / عُروقِ الأمنيات/ مذبحِ الأمنيات / تراوده ذاكرة الفؤوس/ حزن جنوبي طينه المواويل/ يجرُّ مواويلَ الدهشة الى معصمي/
نقلت الشاعرة من خلال ذاتها المتشظية التي هي انعكاساً حقيقياً للعالم الخارجي المتشظي أيضاً ، ذات الشاعرة محبطة ، منكسرة ، قلقة، او ذات متسائلة : ص58
أرمّمُ شقوقَ الصبر
لم أتمكن من إهانةِ رغبتي
كنتُ أسيرُ فقط لأروّضَ الخيبات
وهذا ما يتسم به الضمير الشعري داخل النص وهذا ما يغلب عل الذات الشاعر الحداثي هذا الانسان المتناقض المتوتر ، القلق اللا متوازن الممزق بين واقع يحيياه وممكن يتطلع اليه :
وحدي
كلّما خطوتُ
وحدي أينما كنتُ ..
كيف لي أن افقأَ عينَ الألمِ
ولا أمتلكُ يداً ؟
تمتلك كم باذخ من الانزياحات باعتبارها المورد الاساسي في تغذية النص الشعري وبذلك يرفع النص من خموله الى نص فيه من الحيوية والموسيقى الروحية يبرهن على قدرة الشاعرة ومخيالها الجمالي :
أسكنُ خريفَ عينيه
ارى ربيعاً خجولاً يناديني
كأشرعةٍ لاهثةٍ نحوَ مرافئ الشوق
تعال...
ضعْ رحالَكَ بأحضان كفّي
نشاركُ النوارسَ روعةَ الوصول.
ترتقي بنصوصها صوب الايقاع الداخلي الخفي للغة وعدم ايغالها باللغة المباشرة والسرد القصصي كما في نصها (امرأة من قصب)
‏‎أنا امرأة
‏‎تعرفُ وهجَ الصليب
‏‎تُدرك سرَّ حضورِه
‏‎وتُرتّلُ كلّما قرعت الأجراس ..
‏‎أنا
‏‎امرأةٌ من قَصَبٍ
‏‎كنتُ ناياً
‏‎وشهقة
‏‎أنثى في الجنوب ..
‏‎أمارسُ الصومَ الكبير تقرباً
‏‎من الضوء ..
لذلك نجدها تنتج هذا الزخم الدلالي الكامن في الذاتي المحتجة ، ونزعاتها الجمعية من خلال خطابها الشعري التي تستطيع ان تخلق لها متنفسا داخل جلبابها الانزياحي والدلالي الشعري .
إن لغة الشعر التي تحلّق بها الشاعرة ( فيان ) ومن خلال انزياحاتها اللغوي ، ودلالاتها داخل فضاءاتها الرحبة ، وروحها المتوثبة لخلق قصيدة نثر حداثوية عبر موارد الانزياح والدلالة اللغوية من خلال مخيالها التصوري الخصب نرى ذلك جلياً في نصوصها الوجيزة (قرابين) ص87
1
قطرةُ شعرٍ منكَ كمزنةِ عشقٍ
تُحيي غاباتِ اللهفةِ
في نعومةِ صدري.
2
أيها القاحلُ جداً
ما تلونتْ عيناكَ الا باخضراري
فأنا نبيّةُ مواسمِ القطفِ وإرتعاشِ الربيع .
3-
إنتهكْ ما بيَ من حدودٍ
سأفتحُ لكَ شواطئاً
لم يطأْها قبلك شاعرٌ أو ساحر
كنْ مدّيَ الدائمَ
فالنوارسُ تعشقُ البللا.
4-
لا تعبثْ بقصائدي العارية حتى لو كاشفتك مفاتنَها
ما تخبّؤُهُ فيها لنْ تنجوَ
منهُ أبدا .
5-
عليكَ أنْ تكونَ حذراً
حين تتشبثُ بي وأدورُ حولكَ
كدوامةِ بحرٍ لأنّكَ ستدمنُ الغرق.
6-
تحتاجُ حلماً أكبرَ مما تتصور
لقلبِكَ الأعمى !
أو حلمٌ بضفائرَ ذهبيةٍ مثلي تماماً .
7-
واقفةٌ
مثلُ عمودِ إنارةٍ بإنتظارك
8-
يتغذى بعضُهم على بعضٍ
براغيثُ الشعراء .. ‎
وتبقى دماءُ القصائدِ نقية .
9-
ما قيمةُ أنْ تشتعلَ أمام سذاجةِ الجليد!
10-
الثقةُ العمياءُ سترى خيبةً موجعة‎ .
11-
تكاثرْ بيّ
وكنْ مجراتِ شعرٍ
فالمجراتُ لا يدركها
إلا المحدّقون في السماء .
12-
رائحة ُالخبزِ من تنورِ أمي
تفوحُ كحلمٍ يتيم .
13-
فيكَ من الصدق ما يشطبُ على قلقي
وأنا امتدادُ أفقيُ اللحّظة.
نصوص فيها من الموسيقى الداخلية المتأتية من الكثافة والتوهج والايقاع الداخلي الذي يحدثه مسافة التوتر التي اعتمدتها الشاعرة في تكوينها اللغوي لجملها الشعرية
المصادر
1- القرطاجي، حازم: منهاج البلغاء وسراج الادباء، تح، محمد الحبيب ابن الخوجة، دار المغرب الاسلامي، بيروت ،ط3،ص144 .
2- البغدادي، فيان: بين أصابعي وسرابك،ط1، منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب ،بغداد، 2021 .
3- نفس المصدر، المجموعة الشعرية .



#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليات البعد النفسي في (الرقص بلا رياح) للروائية العراقية ول ...
- مطر خلف القضبان.. أوجاع الذات النسوية للروائية ميرنا الشويري
- جدلية المكان والانسان في رواية (القداحة الحمراء) للأديب حميد ...
- النزعة الفلسفية والصوفية في رواية نهر الرمان تجربة موت للروا ...
- خطى السارد في (ستاريكس) للروائي علي لفته سعيد
- -السرد وبناء الرؤى في أصيغوا الانتباه ما حولنا يهمس للروائي ...
- نسق التضمين والتداخل الحكائي في (تيه الورد) للقاصة زينب الاس ...
- استنطاق الذات والآخر في (كان القمر طفلا) للشاعرة دارين زكريا
- اللحن والايقاع واثره في تحقيق جمالية النص الشعري (في غزل فوق ...
- الفضاء الروائي في رواية (فضاء ضيق ) للروائي علي لفته سعيد
- بناء الشخصية والمكان في رواية (المُخَيِّس) للروائي غانم عمرا ...
- المضامين التهكمية الساخرة في(لايعني) للشاعر حميد الحريزي مقا ...
- التشكيل اللغوي ودوره في بناء جمالية الصورة في (طلاسم العطش ) ...
- الاسلوب السريالي في الخطاب القصصي عبر الرؤى الحلمية المشفرة ...
- استراتيجية العنونة في (للريح .. تركنا قمصاننا) للشاعر عبد ال ...
- مناحي التميّز وطرائق اشتغال السرد في رواية (اوراق لخريف أحمر ...
- الاتجاه الاسلوبي والتكثيف الدلالي في (ليتها لا تنطفئ) للشاعر ...
- مشهدية الصورة المكثفة في قصة (عطف) للكاتب عبد الله الميالي
- تقانات الميتا سرد في - عناقيد الجمر- للقاص غانم عمران المعمو ...
- جماليات توظيف الميثولوجيا في (أبولو وشظايا الرقص) للشاعر أحم ...


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - جلباب الانزياح والزخم الدلالي في (بينَ أصابعي وسرابِك) للشاعرة فيان البغدادي