أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - اللحن والايقاع واثره في تحقيق جمالية النص الشعري (في غزل فوق رماد )للشاعر سليم الحسيني















المزيد.....

اللحن والايقاع واثره في تحقيق جمالية النص الشعري (في غزل فوق رماد )للشاعر سليم الحسيني


طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 7109 - 2021 / 12 / 17 - 17:39
المحور: الادب والفن
    


انسجام وتناغم يسري في الكون يبعث فينا شعورا نميز من خلاله القبح والجمال والتوازن والاضطراب ، نستطيع بفضله التمييز بين متناقضات عدة ، فكل ظاهرة كونية لها ايقاعها الخاص والمؤثر ، فالماء يتصاعد بخاراً الى السماء ويتراقص السحاب على انغام الرياح لتتناثر زخّات المطر على الارض كحبات اللؤلؤ، هذا الاحساس الجمالي بمختلف الايقاعات الكونية يشعرنا بالاستمتاع.
مجموعة شعرية غزل فوق رماد للشاعر سليم الحسيني في طبعته الاولى الصادرة عن دار الصواف للطباعة والنشر، 2021 . في اضمامتها اثنان وثلاثون عنوان وبعنونة مختلفة المواضيع ، اختار عنونة لقصائده متناغمة مع نصوصه يكتب بتلقائية وبلا تكلف يرسل كلماته فتلامس القلوب، منها ما جاء بلفظ المفرد (زوايا، بيضاء ، حديثها، صباحات ، وهم، الورد، طيف) ومنها ما جاء مركبا( غربة الروح، هوى الروح، دون كوفيد، هناك (دجلاك)، الرسم على الماء، اشتقت على امي، كأس من الهم ، انت الهدى، محاولة في رسم القمر، سر الطفوف، أعاند الريح، الجسر القديم، طوق الياسمين..
يحرك فينا ذلك الاحساس والخصوصية الكامنة في الايقاع والتي تُصيّر الكلام شعراً، كون الايقاع عنصراً مهما ومحركاً للعملية الشعرية وفاعلا من خلال أثاره الصوتية والدلالية في التصوير الشعري وقدرته على اثارة المتلقي ، لاسيما ان الشاعر له عدة أناشيد قدمتها مديرية النشاط المدرسي ، انشودة عراق السلام ، انشودة العنقاء ، انشودة بلاد الرافدين ، انشودة سيد الطف ، انشودة سلام من الله .
(فالإيقاع هو من ايقاع اللحن والغناء ) فكما وردت في الثقافة العربية لدلالة على مكون من مكونات الموسيقى فكما ان الموسيقى تسعى الى الانسجام وبعض الراحة والمتعة ، فان الحقيقة الشعرية تعمل على ادخال المتعة في النفوس ويبعث في المتلقي تعبير لحني يوحده ايقاع الكلمات معبرا عن مشاعر الذات المبدعة ويقابل هذا المفهوم مفهوم الوزن في الشعر .
(غزل فوق رماد )عنوان مائز ولافت وهو العتبة الاولى للنصوص وهو أقرب للومضة الشعرية والتي تعرف على انها "لحظة أو مشهدٌ أو موقفٌ أو إحساس شعريّ خاطف يمّر في المخيلة أو الذّهن يصوغُهُ الشاعرُ بألفاظٍ قليلةٍ. وهو عنوان ايحائي جاء كتأويل تأبيري بلغة الانزياح الدلالي، ببلاغة ومجاز شعري ذات دلالة حضورية واقعية مؤثرة وهو خروج عن المألوف والمعتاد والتنحي عن السائد والمتعارف عليه ساعيا لجذب واثارة المتلقي وشد انتباهه وايقاظ مخيلته وتحفيزه وبلغة شعرية جديدة.
نزوع الشاعر في بعض قصائده الى لغة الوميض الشعري فله ومضات جميلة بلغة شعرية كما في نصه (هوى الروح) : ص11
بالقرب من هواها
وعلى بعد قبلتين
هناك أملٌ يترائ في القلب
**
لا أشتهي اليأس..
فهو غذاء المحبطين
**
يتجمع في خاطري كثير من الاماني
فهي أجنحتي التي احلّقُ بها نحوها
**
أشيائي مبعثرةٌ لكنّها ذات معنى
تكفي أن تكونَ جسر العبور
الى الضفة الأخرى
**
لا شيء يمنعني من الذهاب بعيداً
لا جراح تمنعني لا جراح
فأنا ما زلت طليق الجناحِ
**
معطيات شعرية تتكشف عنه من قيم الحب والألم فالخطاب الشعري هنا صوره لذاته الشاعرة، يعبر الشاعر عن احاسيسه ومشاعره الفياضة المتدفقة ذات إيحاءات ودلالات مشكلا صورة ذات قيمة جمالية
زوايا ص5
زواياك مميتة وانت
تبحث عن مخدع
كي تواري سوءتك
لن تراك إلا العامة
فأنت بعيد
عن مسميات الوجع
܀
ماذا تريد من الليل
وأنت تمارس معناك
في غروب العمر
فلا تنتظر إلا خيبة المعنى
ونكران الصورة
في موسيقاك المبعثرة
(فالشعر هو التعبير بالإيقاع عن عمق اسرار النفس وفق التجربة الي يخوضها الشاعر المرتبطة بالحدث الذي يلتحم مع هذه التجربة)1
استطاع الشاعر تحويل اللفظة من معناها الوضعي الى معناها الشعري بعد ان يربطها بتجربته الشعرية التي يخوضها، فان اسرعها الى نفوسنا ما فيه من موسيقى يستمتع بها الصغار والكبار.
غربة الروح
ليس عنـدي النوايا مستحيل
فأنـا قـد جـئـت والـعـزم الرحيـل
غـربـة في الـروح تـزهـو لا سـواهـا
تأخـذ الـروح لأكنـاف الأصـيل
هـكـذا أكتـب عـنـي كغريـب
ليس لـي مـن غايـة الا الدليل
أزرع الحـب ولا عنـه أحـيـد
حيث مـا طـاب هـو الحلم الجميل

هــــذا أمـضـي خيـالا عــابراً
لا مقيمـاً حيثمـا لاح سـبيل
فالإيقاع شيء غير ملموس نستشعر وجوده برهافة احساسنا هو حركة داخلية تتنامى فاعليتها بفضل الاوزان .

أعاند الريح
أعانـد الـريـح مهمـا قـالـت الصحفُ
فـالحـزن مـرتـسـم والـعـيـش مـرتجـفُ
والآه أغنيـة صـارت لنـا نغمـاً
والمـوت مـوسـوعة ضاقت بهـا النجـفُ
باء البدايـة قـد ضـاعـت لهـا زمناً
إذ لا دروب لهـا تمشـي ولا هـدفُ
كـل الأمـانـي غـدت أصـداف أمنيـةٍ
ضاعت كآمالنا و حبنا الصدفُ..
غازلـت مـن حـلـم قـد صـار نـافـلـةً
أرجـو الخـلاص بـه مـمـا بـه أقـفُ
أما بالنسبة الى قضية الوطن في مجموعته الشعرية هي القضية الكبرى ، في نصوصه يتسلل الى مشاعرك ليثير الحمية والحماسة كما في نصه ( قم يا عراق) ص49:
قم يا عراقُ وكن لها الأشراقا
والى المكارمِ.. للعلى سباقا
فمكارم الاخلاقِ مازالت لكم
مازالت ان الباعث الأخلاقا
قم اطلاق الاحلامَ في احلامها
اطلق يديك وحطم الأوثاقا
يا عاشق الايام في امجادها
امجادها صارت لكم عشاقا
يقف الشاعر في حوارية سردية تعبر عن حال الوطن التي تفوح منه رائحة الموت والخوف والفساد يتجلى ذلك في النص(صور من بلادي):ص 46
صوت ناي
غراب يحوم
كسوف جزئي
هنالك مجهول؟؟
تسير بنا نحو
الهاوية
هاجس مخيف حزن عميق...
قطعة سوداء
مكتوب عليها
هو الباقي
لا مفر من موت
يلاحقنا...



#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضاء الروائي في رواية (فضاء ضيق ) للروائي علي لفته سعيد
- بناء الشخصية والمكان في رواية (المُخَيِّس) للروائي غانم عمرا ...
- المضامين التهكمية الساخرة في(لايعني) للشاعر حميد الحريزي مقا ...
- التشكيل اللغوي ودوره في بناء جمالية الصورة في (طلاسم العطش ) ...
- الاسلوب السريالي في الخطاب القصصي عبر الرؤى الحلمية المشفرة ...
- استراتيجية العنونة في (للريح .. تركنا قمصاننا) للشاعر عبد ال ...
- مناحي التميّز وطرائق اشتغال السرد في رواية (اوراق لخريف أحمر ...
- الاتجاه الاسلوبي والتكثيف الدلالي في (ليتها لا تنطفئ) للشاعر ...
- مشهدية الصورة المكثفة في قصة (عطف) للكاتب عبد الله الميالي
- تقانات الميتا سرد في - عناقيد الجمر- للقاص غانم عمران المعمو ...
- جماليات توظيف الميثولوجيا في (أبولو وشظايا الرقص) للشاعر أحم ...
- - البنیة الزّ مكانیة في روایة (خرابة ميشو) ...
- تجليات الرمز الصوفي في (مكابدات الحافي)
- النزعة الغرائبية بين الواقع والمتخيل في رواية تابو للروائي ح ...
- النزعة الصوفية السوريالية في (فينمولوجيا) للشاعر العراقي احم ...
- الوعي الكائن والوعي الممكن في (هذا العام نريده مختلفاً...) ل ...
- الزمكانية .. آليات المفارقة السردية في رواية ( ريم وعيون الآ ...
- سيمياء النص وكيمياء المادة في (قصائد خافرة ) للشاعر شكر حاجم ...
- الثنائية الضدية في غزالة الصبا للشاعر كاظم الحجاج (مقال منقح ...
- الثنائية الضدية في غزالة الصبا للشاعر كاظم الحجاج


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - اللحن والايقاع واثره في تحقيق جمالية النص الشعري (في غزل فوق رماد )للشاعر سليم الحسيني