علي باقر خيرالله
الحوار المتمدن-العدد: 7195 - 2022 / 3 / 19 - 19:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هي أعظم الخيرات كما يقول الفارابي ، حسناً ، دعونا نفترض انها كذلك ، ولكن هل الخيرات هي "محدودة الكم" ؟ او بمعنى اخر هل هنالك كمية محددة من الخيرات موجودة في هذا العالم نتصارع عليها كي نكتسب اكبر قدر ممكن منها ؟
ان اتفقنا على مفهوم السعادة هذا يتبقى لدينا المشكلة الاهم والاكبر وهي استحالة اتفاقنا على مفهوم الخيرات ، لأننا كبشر يعيش كل منا في بيئة خاصة حتى لو أتفقنا كلنا ان اشباع لذاتنا هي احدى اوجه الخيرات ، رغم استحالة ذلك أيضاً ، فالمخصي مثلاً تختلف لذته الجنسية و طريقة اشباعها حتماً ، و الجائع ينظر لفضلات طعام الشبعى كخيرات نادرة التحقق .
وانطلاقاً من عدم اتفاقنا ، ماذا لو اتفقنا؟
ماذا لو وجدنا سبلاً للرضا النفسي نشترك في تحقيقها بعيداً عن صراع المال و الجسد و الهيمنة ؟
لو أن التاريخ كان عبارة عن صراع متكرر بين الطبقات كما قال ماركس ، هل سيكون توقفنا عن الصراع هو بداية النهاية لمحدودية موارد السعادة الانسانية ؟
ام ان استمرار الصراع والاندماج التام للطبقات سيخلق ارضية مشتركة نتشارك فيها موارد اللذة و مفاتيح السعادة؟
كل هذه التساؤلات تبقى اجابتها مرهونة بالتجربة التاريخية في الماضي او في قادم السنين ، او ربما القرون .
ولكن التساؤل الذي يخترق حاجز التجارب التاريخية الماضية او المستقبلية هو انه هل بإمكان الانسان كفرد تحقيق نسبة معقولة من السعادة بمعزل عن طبقته الاقتصادية ، بيئته الاجتماعية ، و وضعه الجسدي ؟
من وجهة نظري ، فان الاجابة تميل الى جهة النعم ، فالسعادة هي في عقولنا نحن ولم تكن شيئاً ثابتاً يوماً ما .
اذا فرحلة الانسان يجب ان تكون مرهونة ببحثة عما يسعده دون حاجة لأي شيء آخر ، او على اقل تقدير باقل الموارد الممكنة لتحقيق ذلك .
فلنفترض انك على قمة جبل ، عارياً ، لا ماء ولا طعام ، تنتظر طوافة الانقاذ لمدة 24 ساعة لوحدك ؟
هل ستعيش هذا اليوم تعيساً ؟ ام انك قادر على تحقيق سعادة ولو بنسبة معينة لنفسك؟
هذا ما يجب ان نعمل عليه ، ان تكون السعادة داخل رؤوسنا لا في ايادي الاخرين او فروجهم ، لا في خزانات البنوك و لافي مطابخ المطاعم الفاخرة .
يجب ان نملك افكاراً وذكريات حينما نسترجعها ستوفر لنا مقداراً لا بأس به من خيرات السعادة .
#علي_باقر_خيرالله (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟