علي باقر خيرالله
الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 08:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من بعد تحليل آراء الجماهير وأصولها لابد لنا من دراسة عوامل تكوين آراء الجماهير وحصرها بأعم صورة ممكنة , ومن التحليل السابق يمكننا حصر العوامل المؤثرة على آراء الجماهير وأفكارها الى:-
1-العوامل المباشرة :- وهي عوامل تكون مع تماس دائم مع وجود الجمهور , فأول عامل مباشر هو العامل التاريخي وأقصد هنا الرأي الذي يملك تاريخ طويل في الرأي العام كألاراء الدينية والتي تتعلق بالارض والوطن , فالماضي والتاريخ لطالما كانا لدى أغلب جماهير العالم هو المجد المطلق الذي تسعى الجماهير لأستعادتة وأعادة تحقيقة مهما كان ذلك التاريخ يمثل عاراً كبيراً أذا ماحاكمناة محاكمة عقلانية , لكن الجمهور مع الزمن تكومت في عقليتة تلك القصص التاريخية التي تروي بطولات أسلافة وعظمة ماحققوة من أنتصارات وأنجازات ولأن الانسان دائماً مايسعى لتمجيد ماضية عندما يكون غير راضي عن حاضرة ومستقبلة , فهو يميل ألى نسب تلك الانجازات لنفسة كونة وريث من حققوها ! .
تكونت تلك العوامل التاريخية أما من خطابات لزعماء الاسلاف ,أصحاب المجد التاريخي, أو أفكار ترسخت مع مرور الاجيال لإاصبحت حقيقة , مما دعى الى السعي وراء أعادة تلك الحقيقة وأثباتها عملياً , ومع العوامل التاريخية أيضاً هنالك ألمؤسسات السياسية (أحزاب,حركات ....) فهي أيضاً تعتبر عامل مباشر في تكوين آراء وأفكار الجماهير فهي مؤسسات تتعايش مع كل بيت وفي كل وقت وتدخل نفسها بكل الاحداث فتكون مواقفا محرضاً , وأخيراً العامل الاقوى تأثيراً هو خليط الصورة, الشعار,الكلمة والوهم , فالصورة تعطي للجمهور ذالك المحفز والدليل للمضي قدماً , وأقصد بالصورة الاحداث المرئية التي يشاهدها الجمهور ويتيقن منها , أما الشعار فهو يكون الهدف دائماً , فالقوميون لديهم شعار وكذلك الامميون , أما الكلمة والوهم فهي خطب وتوجيهات قادة الجماهير فهي دائماً تكون منطلقاً لبعض مواقف الجماهير.
ميزة العوامل المباشرة أنها تُكَوِن آراء وقرارات حاسمة ونهائية.
2-عوامل غير مباشرة :- هذة العوامل على الأغلب تكون عوامل ذات فترة زمنية محددة التأثير, وربما تؤثر على جيل واحد ولاتؤثرة بالذي بعدة , فهذة العوامل ترتبط بالاحداث الحاظرة فقط ولاتهتم او تؤثر بالمستقبل , هذة العوامل لاترتبط على الاغلب بوجود الجمهور وعدمة وأنما ترتبط بكيفية وجودة ويمكن أن نشبة العوامل الغير مباشرة بمعدن الالمنيوم فهو يكتسب الحرارة بسرعة ويفقدها بنفس السرعة , كذلك هذة العوامل فهي تؤثر على الجمهور بفترة زمنية بسيطة عكس العوامل المباشرة وكذلك على العكس أيضا يكون تأثيرها "لحظي" و"محدد" بزمنية الفائدة للجمهور ولا نلاحظ في تأثيرها الامد البعيد والطويل في الاجيال المتلاحقة , أذاً فالعوامل غير المباشرة ترتبط وتؤثر بجيل واحد أو جيلين على الاكثر ونادراً مايحدث ذلك , أما أنواع هذة العوامل فهي محدودة في الماضي(قبل ظهور الانترنيت والفضائيات ومواد الاعلام المستقلة) فقد كانت هذة العوامل محصورة بآراء بعض المشاهير التي تحددها سياسات السلطات الحاكمة والمتنفذين , ردود الافعال عند الجمهور ونقد المعارضين لها والجمهور المؤيد لها , أما حديثاً (بعد عام 1990تحديداً) فتنوعت تلك الاشكال وأصبحت أكثر فاعلية من سابقتها , فظهور وسائل الاعلام الموجهه وبالاخص المرئية منها كان العامل الاهم في تطور آراء الجماهير .
الصفة التي تميز العوامل غير المباشرة كون أنها لاتستطيع أن تجعل الجمهور يتخذ آراء حاسمة فتكون تلك الاراء مجرد أيمان نظري والسبب في ذلك أن العوامل غير المباشرة لا تملك القدسية الكافية لدى الجمهور كما يملك الدين والقومية القدسية التي تؤهله للتأثير المباشر , والسبب الثاني أن العوامل غير المباشرة لا تعطِ التعويضات او الفوائد الكافية لتجعل الجمهور قادر على تحويل تلك الاراء الى ممارسة , ألا بعض ما ندر مما رأيناة من مظاهرات قادتها وسائل أعلام لكن تلك المظاهرات لم تنل مرادها من المطالب , فالدين يعوض جمهوره بالجنة , والحاكم يعوضهم بالمال , أما العامل الغير مباشر (الاعلام والمعارضة) فهي لاتملك هذة الفوائد فتبقى تلك النظريات أيمان محصور بين الفم والاذن والعين وماتراة .
خيال الجمهور
في الواقع أن حجم خيال الجمهور مهما حاولنا تلخيصة فأننا نعجز كلياً لأن خيال الجمهور لا حد له ! , وهذا ينسجم مع غريزة الانسان في الطمع الدائم وحب النفوذ –ولو كان في مرحلة اللاوعي الجماعي- , الجمهور لايعرف المستحيل في مخيلته وأنما عكس ذلك , فكلما زادت الافكار المطروحة علية أستحالة وأعجاز زدات دهشتة وزاد حبه وتعلقه بها , ولأنة لايعرف المستحيل فهو يعو بنا ألى نقطة عجزة وهي عدم القدرة على رؤية الامور بمنطقية فيما يكون مشلول تماماً تجاة النقد والتنظير(التجديد) .
وتتجلى سعة خيال الجمهور عند "الجمهور المتدين –المتعصب" , ولأن أغلب الاديان تؤكد لنفسها أنها هي السبيل الوحيد للسعادة الازلية في الدنيا وفي الاخرة , عندها يتقبل الجمهور مالايتقبلة أي فرد منطقياً , ولايتقبلة فقط بل يسعى ألية أيضاً ,فأغلب معتنقي هذة الاديان هم جمهور مؤمن(ولو كان هذا الايمان ظاهرياً او رياءاً فأن الظاهرية هي مانراة من أفعال الجمهور) لايقبل النقاش المنطقي لأي رأي يبدية الآخر حول طقوسة الدينية التي حولها من نظرية الى ممارسة .
ومن المدهش حقاً أن الفشل والتجربة في أحيان كثيرة لا تثنِ الجمهور عن خيالاتة البعيدة وقدرتة على ترديد عبارات التبرير .
"هذا تلخيص يوضح طريقة تخيل الجمهور لما حولة , وبرأينا الخاص لاداعِ للتوغل في الامثله والاحداث والدلالات على ذلك لأن موضوع هذا البحث يرتبط بخيال الجمهور بصورة عامة"
#علي_باقر_خيرالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟