أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات المحسن - الصمت














المزيد.....

الصمت


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7195 - 2022 / 3 / 19 - 13:44
المحور: الادب والفن
    


كنت في الرابعة والعشرين من عمري حين أدخلتني الحرب موقدها . حينها لم تعد عندي رغبة لمراجعة دفاتري أو إعادة قراءة ما دونته من قصائد خلال فترة الدراسة، ولا حتى في زمن البطالة التي نخرت روحي. ومثلما خسرت كل ذلك، تركت ورائي أحلامًا كثيرةً وضجة حياة ببريقها الخلاب وكبواتها الموجعات.
الراتب الأول لجندي كان يعني ليَّ الكثير. في جميع الاحتمالات، ومهما قادني تفكيري نحو أشياء رغبت في طفولتي الاستحواذ عليها ، أو تولدت عندي فكرة لمقتها، فذلك الذي أمسكته يدي اليوم، كان راتبا استلمته كأجر عن مهنة حكومية. وظيفة حكومية، يا لها من أصفاد ثقيلة ومبعث لمزاج عكر.الوظيفة، دائما ما عافتها روحي وكرهت ممارستها، وافزع حين ينبهني أحد عليها، فأنا أكره القيود، ولا أود أن يكون هناك مكان تافه يضمني برتابته، لأصبح مثل مناضد تثار خلفها الثرثرة.
ادخرت الراتب لأسلمه لأمي في اليوم الأول من إجازتي. شع من عينيها بريق فرح، وحبست أنفاسها وهي تدس الأوراق الملونة تحت شيلتها الكالحة، دون أن تعدها، فقد أكتفت بسماع الرقم حين خرج من فمي. لم يسبق لشيلتها أن أخفت مثل هذه الأوراق المبهرة، ولا حاجة لها للتفكير بما يعنيه ذلك المبلغ، مثلما كان يعني لي كأجر مدفوع عن منح جسدي كاملا لمحرقة لم أجد لها مبررًا في ذهني، ولكني دون تفكير طويل أو نقاش اخترت تلك المهنة ، كونها المنفذ الوحيد المتبقي أمامي ، ومعها اخترت الصمت.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يكفل للمرأة العراقية حقوقها
- العراق يستحق الافضل
- أربعة بوسترات لعيد الحب
- طلاء الأظافر
- حوار
- شيء من سيرة حسوني الغريب
- الناجي الوحيد
- انتخابات الهيونطة
- مازلت أتوطن كابوسي
- دعوة لكابوس
- جرذ حفر الباطن
- قيل لي
- إخفاء المعلومة حول الطرف الثالث خدعة سياسية
- أبناء الله والدولة
- انتخابات كاتم الصوت
- مهزلة يسمونها انتخابات ج2
- مهزلة يسمونها انتخابات
- تلك الأيام من الرعب
- أشباح من عزلة كورونا
- دونية ووضاعة بعض الطقوس الدينية


المزيد.....




- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات المحسن - الصمت