أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأغاني الشعبية والأسطورة في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى














المزيد.....

الأغاني الشعبية والأسطورة في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7192 - 2022 / 3 / 16 - 17:41
المحور: الادب والفن
    


الأغاني الشعبية والأسطورة في رواية
"حنتش بنتش"
محمود عيسى موسى
ما يميز رواية "حنتش بنتش" تناولها لمجموعة كبيرة من الأغاني الشعبية، إن كانت للكبار أم للصغار، من هذه الأغاني: رن ..رن يا جرس حول واركب ع الفرس" ص116، فهذه الأغنية غنيناها ونحن صغار، كما غنينا: "سيف دين سب الدين، لحق أمه بالسكين، على بلاد فلسطين، فلسطين بلادنا واليهود كلابنا" ص137، أضافة إلى أغنية: "دربكة يا دربكة
راح جوزك ع مكة
جابلك طقم احرير
علكتيه بالأوضة
والأوضة ما الها مفتاح
والمفتاح عند الحداد
والحداد بده بيضة
والبضية تحت الجاجة
والجاجة بدها علفة
والعلفة بالطاحونة
والطاحونة امسكرة
فيها مية امعكرة
هون مقص وهون مقص
وهون عرايس بتنقص" ص187،
وأغنية: "بابور يا بابور
أجا خالي من استنبول
حكى لي حكي تركي
خلي عويناتي تبكي" ص195، وغيرها من الأغاني، كل هذا يجعل الرواية وثيقة تراثية للأغاني الشعبية، خاصة تلك التي غناها الصغار، ولم تقتصر الرواية على تناول ما سبق، بل نجدها تحفظ لنا بعض أغاني التراث المتعلق بالكبار مثل أغنية "توفيق النمري": "تحتك يا زيزفونة ما عينت المزيونة
كم مرة تغفى وتام وأقعدها ترد السلام" ص131، وإذا أضفنا إلى ما سبق وجود العديد من الكلمات الشعبية: "سرسب، طمل، الرصد، طرش، بتجعمص، بسترجي" كل هذا يجعل الرواية تأخذ بعد تراثيا، يضاف إلى البعد الفني لها.
الأسطورة
السوري/الفينيقي توحد مع الطبيعة، مع المكان بحيث كان سلوكه وثقافته وتفكيره مرتبط بالطبيعة، من هنا وجدنا آلهة الخصب "البعل/عشتار" وآلهة الموت "يم"، وآلهة مذكرة "البعل/حداد" وأخرى مؤنثة "عشتار/عناة" ولكلا منهما مهام وأدوار، فأهمية البعل/عشتار تكمن في إحداث الخصب على الأرض، وأكثر النسل للبشر، وعندما كانت يتأخذ المطر/ (احتباس البعل في العالم السفلي) كان الناس يلجؤون إلى أحدى النساء لتقوم بدور عشتار، للتضرع إلى (إيل) ليطلق سارح البعل المحبوس في العالم السفلي، فكان هذا الطقس السوري/الفينيقي يمارس منذ بداية الحضارة السورية ولغاية وقت قريب في بلادنا: "انحبس المطر، جفت حلوق الخلق، ذوت عروق الحبق واصفرت أوراقه وعزت الرائحة، ضج الخلق، لم يوفروا حيلة ولا وسيلة إلا وتوسلوا بها واحتالوا على أنفسهم ولم ينزل المطر.
اسم الحجة لايقة
يا حجة ما الناش غيرك، بدك تشلحي فستانك
أشلح فستاني عزا.. عزيين.. عزكنه.. يا عيب العيب، دورواع غيري.
الزرع يا حجة.. الضرع يا حجة
انتصبت الحجة لايقة بين أهل البلد كسنديانة خرساء وأخرست خجلها وشلحت فستانها قدام الله وخلق الله. لمع بياض جسدها كما يلمع الحليب أول ما يقطر من الضرع وكانت الدنيا طاهرة.
قلبت فستانها ووضعته فوق مركاس الحطب، خشخشت حزم الحطب في المركاس، تلت الحجة لايقة ما تحفظ من آيات قرآنية.. تلت وتلت..
اشتدت الضرع.. نزلت أول قطرة .. لمع الحليب.. لمع جسدها الطاهر .. انهمرت الدنيا مطرا.. وما زال الفستان مقلوبا على المركاس.
ما زال المطر ينهمر حتى تقوم الحجة لايقة وتقلب الفستان عن المركاس.
ينزل المطر وتجر الوديان وتغني الغنوات ويطلع الزرع ويدر الضرع." ص120، إذا عدنا إلى ملحمة السورية القديمة التي كتبت قبل الألف الأولى للميلاد، سنجد مشهد مماثل لهذا المقطع، وحتى أننا نجده في اللوحات التي رسمها السوري القديم لعشتار، والتي يظهر جمالها وتفاصيل الخصب في جسدها.
اللافت في المشهد السابق أن السارد ركز على عناصر الجمال (والقدسية) في جسد "الحجة لايقة" وتجاهل النواحي الغريزة/الجنسية،: "لمع بياض جسدها كما يلمع الحليب، لمع جسدها الطاهر" كما أنه ربط الخصب بالفرح: "ينزل المطر وتجر الوديان وتغني الغنوات ويطلع الزرع ويدر الضرع" وهذه إشارة إلى أن السوري/الفينيقي لا يسعى لملء بطنه واشباع فرجه، بقدر اهتمامه بالفرح والتعبير عنه من خلال القيام بطقوس الفرح/الخصب، فكان الغناء والرقص أحد مظاهر الاحتفال بعودة الخصب/عودة البعل إلى الحياة.
وإذا ما ربطنا هذه الأسطورة بما جاء من غناء شعبي، أمكننا الوصول إلى الجامع بين القديم/الأسطوري/الملحمي وبين الحاضر التراثي، فنحن امتداد لأجدادنا الذي سبقونا، لهذا وجدنا هذا الطقس الأسطوري حاضرا/ممارسا إلى وقت قريب.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرد واللهجة المحكية في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الحزن والفرح في -قبر الماء- يونس عطاري
- المرأة في ديوان -نساء يرتبن فوضى النهار- نمر سعدي
- تنوع القص في مجموعة -الجرس- ناردين أبو نبعة
- قراءة في كتاب تأملات في الصوفية الجمالية للكاتب جواد العقاد
- ديوان تمسك بجناح فراشة حمدان طاهر
- الأفعال في قصيدة -صورة بالية- عمر أبو الهيجا
- الصورة الممتدة في ديوان - قيامة الأسوار- عبد الله عيسى
- الكتابة والطبيعة والمرأة في ديوان -حين أولد في المرة القادمة ...
- تقديم الأم عند -حمدان طاهر-
- ديوان -أنثى البنفسج- ندى محمد أبو شاويش
- ديوان -زفرات في الحب والحرب- 3- للشاعر هيثم جابر
- المرأة في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار
- المكان في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار
- البراءة والمجتمع في رواية -جمعة لقفاري- مؤنس الرزاز
- الشكل والمضمون في رواية متاهة الأعراب في ناطحات السراب مؤنس ...
- الحلول في المكان/حوارة عند وجيه مسعود
- أمي مريم الفلسطينية رائد محمد السعدي
- ديوان هدنة لمراقصة الملكة سلطان القيسي
- الحلول والوحدة في رواية - الصامت- شفيق التلولي


المزيد.....




- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأغاني الشعبية والأسطورة في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى