عضلات ايران البالستية

اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اذا ارادت ايران ان تقاوم امريكا
او سواها من ( شياطين ) الكون : فهذا شئ يخصها كدولة ذات سيادة ، وذات قرار حر كما تدعي ،
اما الدوس على كرامة العراق وسيادته فشئ آخر ...

المقاومة الحقيقية لايران تبدأ : يوم تبدأ ايران برفض كل تدخل في شؤونها الداخلية ، وان لا تنتظر من امريكا ترخيصاً حول المسموح به ، أو توجيهاً حول عدم المسموح به فيما يخص العمل ببرنامجها النووي ...

افعال المقاومة لا تتم على حساب دولة جارة ، او على حساب قومية او طائفة دينية داخل الخريطة الجيوسياسية للدولة التي ترفع راية المقاومة ، كما أخبرتنا احداث المقاومة السلمية في الهند وجنوب افريقياً وكوبا ، والمقاومة المسلحة في فيتنام ...

الا ( المقاومة ) الايرانية فان ايران ولاية الفقيه تريد لها ان تتم على حساب استقرار وتنمية ورفاه شعوب الشرق الاوسط ...

لا استقرار في لبنان بوجود حزب الله وبوجود العوائل السياسية المسيحية والسنية التي نسج حزب الله وجوده على شاكلتها : والتحول تدريجياً بمساعدة ايران الى قوة مانعة للانفتاح العقلي ، وضاربة لقوى الحداثة ، وقامعة للمظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالكرامة والخبز والحريات ، وهو الشئ نفسه الذي حدث في سوريا واليمن والعراق : حيث تحولت الاحزاب والميليشيات الموالية لايران الى قوىً منعت التطور باتجاه بناء دولة مواطنة حديثة ، واستخدمت بشاعة القتل في الظلام لتصفية القوى الناشطة سياسياً وحقوقياً ...

منذ اكثر من أربعين عاماً وايران : ولاية الفقيه ، تعلن عن مقاومتها لأمريكا ولاسرائيل دون ان تشتبك معها بعراك بحري او ارضي او جوي لخمس دقائق او حتى لدقيقة واحدة ، واذا ما حدث خطأ في اتجاه طلقة البندقية او طلقة المدفع او قنبلة الطائرة ، فسيتم الإسراع الى تدارك تداعيات ذلك الخطأ اللامقصود وغير المخطط له ...

لو كانت ايران صادقة في فعل المقاومة : لرفضت العودة الى التفاوض حول برنامجها النووي ، ولإستمرت في تطويره بعيداً عن رقابة امريكا وعن الوكالة الدولية للطاقة ، وان تبدأ باتخاذ قرارات مستقلة فيما يتعلق بتنمية اقتصادها وتكنولوجيتها العسكرية ، ولا تفاوض على ذلك ( الشيطان الاكبر ) أو اي شيطان اصغر ...

اما ان تستعرض عضلاتها البالستية في اقليم كردستان لإخافة حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد : فليست من المقاومة في شئ ، هذا يسمى في قاموس السياسة الدولية : اعتداء على سيادة بلد اسمه العراق وعلى كرامة مواطنيه ...

يمكن لايران ان تجعل افعالها : أفعال مقاومة حقيقية حين تختار لمقاومتها أفعالاً لا تضر بسمعة دولة ذات سيادة كالعراق : اذ يمكن لايران ان تجعل صواريخها تذهب للسفن الحربية التجسسية الاسرائيلية في طول وعرض البحار ، ويمكن لها ان تضرب القواعد العسكرية في محميات الخليج : ولكن ايران تخشى بالتأكيد غضب الإدارة الامريكية فتوجه عضلاتها البالستية الى العراق : الذي يفتقد اليوم الى الارادة المستقلة - بسبب من عمالة سياسييه - والى القرار الحر ، فدولة العراق مطوقة اليوم بحشد من عشرات الميليشيات التي تتلخص استراتيجيتها بتضييق الخناق على جيش الدولة او جيش الوطن ، ومنع القادة السياسيين من توجيهه توجيهاً وطنياً بالرد السريع على صواريخ ايران على عاصمة اقليم كردستان ...

لحظة الضعف والتخاذل التي يمر بها العراق اليوم هي النتيجة الطبيعية لتخاذل ساسته الذين ارتضوا ان يتنازلوا عن ضمائرهم الوطنية ، وان يرهنوا مستقبل احفادهم بيد ايران ...

#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل