أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إنتهاك حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية














المزيد.....

إنتهاك حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7185 - 2022 / 3 / 9 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنتهاك حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية, مرتبط بالثقافة البدوية للمنشأ النظري للإسلام, و هي منطقة الحجاز, حاضنة الثقافة الذكورية و قساوة الرجولة و دونية المرأة ( وأد البنات). بتوسع الغزو الحجازي, إنتقلت معه الثقافة الذكورية, و إنتهاك حقوق المرأة بالتالي إختفت الحقوق التي كانت المرأة تتمتع بها وتوفرها لها ثقافات الشعوب المغزية. النموذج مجتمع شمال افريقيا الذي عرف النظام الأمومي ( قبل الغزو البربري لبدو الحجاز ), كان للمرأة الدور الرئيسي في عملية الانتاج والتسيير والقيادة, فالمرأة الامازيغية شاركت في الحياة العامة, في العمل و الحرث والزرع , و كانت حامي أملاك الأسرة و وارثة أملاك الزوج و كانت تتساوى في الارث مع أخيها و إليها يرجع النسب, كما كانت ملكة في قومها, وهي حتى عصرنا تأخذ صفة القائدة ( ثمغاث و تعني القائدة).
بدأ النظام الأسري في المجتمع الأمازيغي بالإنهيار تدريجيا مع الغزو العروبي , واحلال محله النظام البطريركي السائد في الحجاز, الذي فرض بالقوة, وجرد المرأة الامازيغية من حقوقها وحرية استقلاليتها. و إنقلب وضع المرأة تحت الحصار السوسيو- ثقافي المتخلف للمجتمع الوليد من السيادة و الإحترام الى وضعية مواجهة الإضطهاد المزدوج, الاجتماعي والثقافي, فهي مقاومة للثقافة الذكورية المستوردة والمهيمنة و المشرعنة بالنصوص الدينية, ومقاومة للمشروع الاستعماري الهادف لإزالة المقومات الهوياتية للمجتمع المحلي ولهذا ستكون المرأة الامازيغية بإعتبارها المحافظة على النسل والثقافة و اللغة, ستكون أكثر تعرضا للإضطهاد الإجتماعي والثقافي.
النص الإسلامي يشرع لثقافة تكريس تمجيد الذكورة وتقديسها وفي المقابل تكرس دونية المرأة , و إحتقارها, و اللاتساويها مع الرجل, و الشرع الإسلامي واضح في الفصل ما بين الرجل والمرأة, بتفضيل الرجال عن النساء, كقوله:"الرجال قوامون عن النساء" و " الرجال عليهم درجة", وبهذا يشرع الاسلام لإضطهاد و التعنيف الأسري للمرأة, وتحكم الرجل في مصير المرأة , فهي "أقل دين و عقل".
النص الاسلامي هو المرجع النظري لقمع المرأة وتحقيرها وتهميشها واقصاءها من كل مجالات الحياة وقيد حريتها, محمد أمر اتباعه بتقييد حرية المرأة في السجن, " النساء عي وعورة فاستروا عيهن بالسكوت وعورتهن بالبيوت ". كما أن النص الإسلامي حدد تقسيم العمل, و حدد مهام المرأة وصلاحيتها, بالاهتمام بالاشغال البيتية , من مطبخ وتربية الاطفال والاعتناء بزوجها وتلبية رغباته الحيوانية في الجماع وانجاب حماة القبيلة, وخول الاسلام للرجل النيابة والوصاية عن المرأة في قضايا مصيرية فهي ناقصة عقل لا تميز بين الامور الصحيحة و غير الصحيحة. فالتمييز بين الرجل والمرأة في المجتميعات " الاسلامية" تستمد قوتها من الاوضاع الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية المتخلفة, و هكذا شرع التمييز في الحقوق بين الرجال والنساء في القوانين الاحوال الشخصية من خلال مكانة المرأة في النسق ثقافي الإسلامي المتخلف.
و لهذا كانت قوانين الاحوال الشخصية المبنية على الاحكام الشريعة الاسلامية أوتوماتكيا معادية لحرية المرأة وحقوقها, بإعتبارهذه القوانين هي تعبير عن النص الإسلامي الملزم للتراتبية والتبعية بين الجنسين, فالرجل اعلى درجة من المرأة والزامية المرأة بالتبعية للرجل و الخضوع لأوامره كيف ما كانت, تنفيذا للنص التشريعي, قال محمد:" لو كنت أمر احد أن يسجد لغير الله , لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها, والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ". قوانين الاحوال الشخصية كرست التمييز بين الجنسين واللامساواة بينهما و أباحت تعدد الزوجات " مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمائكم " وكذا السماح لإغتصاب القصيرات تحت غطاء عقد النكاح, وإخضاع المرأة لوصاية الرجل, الراعي لشؤون الاسرة , و له حق في الطلاق متى شاء و تحريم المرأة عن ذلك , وللرجل الحق في حضانة الأطفال و حرمت المرأة من ذلك. وبالتالي فقوانين الأحوال الشخصية في المجتمعات "الإسلامية" تكرس دونية المرأة و إنتهاك حقوقها و لا تنصفها.
النص الإسلامي بإنتمائه الى البنية الفوقية, فهو إيديولوجية النظام الحاكم في المجتمعات "الإسلامية", ويمتلك قوة التأثير في هذه المجتمعات, وبفعل قدرته على التأثير على عقول عامة الشعب, تستعمله السلطة السياسة في تحييد النساء في الصراع ضد الإضطهاد و الظلم السلطوي.
تحرير المرأة لا يتم الا بتغيير الفكر الإسلامي الرجعي والإطاحة بالسلطة السياسية.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتنة العرب و ثورة إمازيغن بقرطبة
- إقحام إمازيغن في النصوص الإسلامية
- إمازيغن بين الرخاء المريني و الإستغلال و النهب الكولونيالي آ ...
- هل هو وعي عرقي جديد (عروبي-صهيوني) يتبلور في الآفق؟
- سياسة التطهير العرقي للطوبونيميا
- أهمية وثائق حرب ريف
- ذكرى هولوكوست الأليمة
- 19 يناير, ذكرى مذبحة نريف
- احياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة
- هل -الله- يعاقب أهل ريف لتمردهم عن النظام الكولونيالي؟
- الهجمة العروبية لمسخ هوية الريف
- التضامن المطلق مع المعتقلة السياسية الأمازيغية كاميرا نايت س ...
- وجهة نظر في أسباب العرقية حتى في الرياضة
- أيت ناضور من الكفاح ضد الكولونيالية الى الدعارة الثقافوية و ...
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (3)
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (2)
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (1)
- الى أعضاء ما يسمى ب-جبهة العمل السياسي الأمازيغي-
- إيديولوجية قرع طبول الحرب
- سؤال ماكرون الملغوم:-هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إنتهاك حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية