أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - فتنة العرب و ثورة إمازيغن بقرطبة















المزيد.....

فتنة العرب و ثورة إمازيغن بقرطبة


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التأريخ لفتن العرب في العهد الإسلامي, تبدأ بإجتماع (سقيفة بني ساعدة). في الوقت الذي كان الناس مشغولين بتجهيز جثمان الرسول للدفن, كانت فتنة كبار العرب مشتعلة على أحقية الخلافة. وتلتها فتنة عثمان. و لم تتوقف فتن العرب من أجل الحكم و النهب و التخريب, طيلة الإنخراط العربي في أحداث التاريخ.
فتنة العرب في قرطبة:
لما أطاح ابن أبي عامر ( وزير هشام بن الحكم), بكل من زاحمه على تدببير شؤون الدولة, في ظل الخلافة الإسمية للطفل هشام بن الحكم (المؤيد بالله), و بإستبداده بالحكم بدأ عهد الدولة العامرية بالأندلس. قرب ابن عامر إمازيغن أهل العدوة, و قربهم و أعلاهم منزلة و عظم شأنهم و إتخذ منهم جيشا, وعرف عرفاء صنهاجة و مغراوة و بني يفرن و بني برزال و مكناسة و غيرهم, و قربهم و أبعد العرب.
إستغل محمد بن هشام بن عبد الجبار, كان العامريون قد قتلوا أبيه, خروج عبد الرحمن بن أبي عامر في حملة عسكرية, فهاجم قصر قرطبة وآستولى على الحكم و ( لقب بالمهدي), سنة 399. من هنا بدأت فتنة العرب بقرطبة, يقول ابن عذاري المراكشي:" ما أعظم طلب محمد بن هشام بن عبد الجبار بدم والده وأخذ أهل بيته و شيع المروانيين في السر بالوثوب بأبي عامر و إنكار ولايته و التوصل بذلك الى خلع هشام و نقض دولته و لذلك كانت هذه الشيع تبث في الناس مساوئ عبد الرحمن و تشنع أحداثه... وهو كان باب الفتنة و سبب الشقاق و النفاق" و يضيف:" و اضطربت عليه بنو أمية, و كان قد إتخذ جندا من العامة و أطراف الناس و قربهم و آثرهم على العبيد العامرية و على الطوائف البربرية ... فأحال المهدي على من كان في قرطبة من البربر عامة قرطبة فإستحالوا عليهم قتلا و أسرا و إغارة حتى إسترقوا منهم طائفة, ففر من قدر على الفرار منهم ... و إجتمعوا مع سليمان بن الحكم, و كان بشقندة, فصار سليمان يومئذ إماما للبربر"( بيان المغرب في أخبار الأندلس والمغربي / ص. 333). و عن أرنولد هوتينجر في كتابه ( الموريون.ص.125) يقول:"وقدم المهدي مكافأة على كل رأس أمازيغي". وعن ابن خلدون: " آمر محمد بن هشام أن لا يركبوا و لا يتسلحوا, و إنتهبت العامة يومئذ دورهم". ( تاريخ ابن خلدون/ ص 995). منعوا من حمل السلاح و ركوب الخيل, ليكونوا عرضة للقتل والتنكيل و السبي و النهب, ورغم ما أصابهم من مصيبة, إلا أنهم إستجمعوا قواهم و حاصروا قرطبة. يقول ابن خلدون:" خشي الناس من إقتحام البربر عليهم فأغروا أهل القصر و حاجبه المدبر بالمهدي, وأن الفتنة إنما جاءت من قبله, وتولى كبر ذلك واضح العامري, فقتلوا محمد بن هشام, وإجتمعت الكافة على تجديد البيعة لشمام المؤيد" (ص. 996), إلا أنه لم تنفع حيلة أهل الفتنة بقتلهم للمهدي, و لم تنجيهم من ثورة إمازيغن, فهؤلاء إقتحموا قرطبة و ردوا الإعتبار لشهدائهم و لضحايا فتنة عرب قرطبة.
كانت ثورة أمازيغ قرطبة موجهة ليس ضد كل العرب فهم ( بايعوا سليمان ابن الحكم وهو عربي و لقبوه بالمستعين بالله, وهو أخو الخليفة هشام المؤيد), بل كانت ثورة ضد المهدي و شيعه من المروانية و متعصبي عرب قرطبة, و من المعلوم أن كل الثورات تحدث فيها تجاوزات وإنتهاكات, وخصوصا في حالة أمازيغ قرطبة, و ما أصابهم من قتل و سبي و ذل على يد المهدي وعامة قرطبة, وكانت مصيبتهم ما زالت لم تنسى, و لهذا إمتزجعة ثورة إمازيغن بالرد الفعل الإنفعالي العنفي ضد مجرمي فتنة العرب و كما كانت الأعراف السائدة أنذاك ( العين بالعين و السن بالسن والبادي أظلم), ورغم ذلك تبقى ثورة إمازيغن, ثورة ضد الظلم و الإضطهاد و ليست فتنة, كما وصفها المستعربون المتعصبون للعرب, لأن الفتنة الحقيقية هي ما فعله المهدي و عصابة المروانية و شارك فيها عامة قرطبة من العرب. و فتنة قرطبة لم تكون فتنة العرب الأولى و لا الأخيرة, بل إرتبط وجودهم بالمستعمرة هيسبانيا بالفتن, وأعتقد أشدها, كما ذكر ابن خلون ب" الفتنة بين المضرية و اليمانية, و إقتتلوا فهلك منهم نحو ثلاثة آلاف ... و قاموا على ذلك سبع سنين". و لم تتوقف يومئذا فتن العرب نسبيا حتى أجاز الى" الأندلس" الجيش إمازيغن بقيادة يوسف ابن تاشفين, أما توقفها الكامل في هذه المستعمرة, فلم يحصل إلا مع تحررها من الإستعمار "الإسلامي".
بالجنود إمازيغن أحتلت هيسبانيا و بهم تم محاربة آهالي هيسبانيا, في حرب غير عادلة, إستعمارية, و شاركوا بخططهم و سواعدهم في تشييد المدن و بنياتها التحتية, و بسيوفهم رفعت راية (الإسلام) و بهم تم استتباب الآمن في البلاد المستعمرة, لكن كانت الغنيمة من نصيب العرب, فإقتسمت هيسبانيا بين المضرية واليمنية. ورغم كل ما قام به إمازيغن لصالح العرب, فلم تنصفهم كتابات المستعربين و لصقت بهم كل السلبيات, وقد ذكر كاتب "مفاخر البربر" ما كان يروجه العرب عن إمازيغن, بأنهم " أخس الأمم و أجهلها وأعراها من الفضائل وأبعدها عن المكارم". سبب الموقف السلبي من إمازيغن, هو رد فعل مرضي, يحدث عند عدمية إستجابة الضحية (إمازيغن) لإرادة المسيطر (العربي), و ردة إمازيغن بموقفهم المطالب بحقوقهم العادلة, ينظر اليه في هذه الحالة, أن إمازيغن بلا فضائل و لا مكارم و هم أهل الفتن و الخيانة و هلم جرا. أما في حالة الخنوع و الطاعة, فيكون الموقف إيجابي من إمازيغن, كما قال البكري: بلغنا عن عائشة رضى الله عنها انها أبصرت صبيا له ذؤابتان ذا جمال وهيئة فقالت: من أي قبيل هذا الصبى الشقي؟ قالوا من البربر, قالت عائشة: " البربر يقرون الضيف ويضربون بالسيف ويلجمون الملوك لجام الخيل". و للأسف ضيافة اللئيم و الضرب بالسيف من الآخرين, ما زال إمازيغن يدفعون ثمنها غاليا, بفقدان سيادتهم على أرضهم. من عادة العرب أنهم لا يرضون على شعب إلا إن تعرب أو صار من خادمهم الأوفياء, يدافع عن مصالح العرب والعروبة.
إستقراءا لتاريخ علاقة العرب بإمازيغن نكتشف تذبذبها بين الإيجابي و السلبي, حسب تذبذب موقع إمازيغن بين الطاعة و الخنوع و بين التمرد و المقاومة. العقل العربي و المستعرب الى حد اليوم, لم يخرج من بنية التعصب القومي و الجمود العقائدي, فمواقفه من الآخر تتمحور في إعادة القديم بصيغ جديدة.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقحام إمازيغن في النصوص الإسلامية
- إمازيغن بين الرخاء المريني و الإستغلال و النهب الكولونيالي آ ...
- هل هو وعي عرقي جديد (عروبي-صهيوني) يتبلور في الآفق؟
- سياسة التطهير العرقي للطوبونيميا
- أهمية وثائق حرب ريف
- ذكرى هولوكوست الأليمة
- 19 يناير, ذكرى مذبحة نريف
- احياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة
- هل -الله- يعاقب أهل ريف لتمردهم عن النظام الكولونيالي؟
- الهجمة العروبية لمسخ هوية الريف
- التضامن المطلق مع المعتقلة السياسية الأمازيغية كاميرا نايت س ...
- وجهة نظر في أسباب العرقية حتى في الرياضة
- أيت ناضور من الكفاح ضد الكولونيالية الى الدعارة الثقافوية و ...
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (3)
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (2)
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (1)
- الى أعضاء ما يسمى ب-جبهة العمل السياسي الأمازيغي-
- إيديولوجية قرع طبول الحرب
- سؤال ماكرون الملغوم:-هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار ...
- ضرورة طرد الارهاب الاسلامي من أوروبا


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - فتنة العرب و ثورة إمازيغن بقرطبة