أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - شربل داغر يقابل شارلي شابلن المريوطية ويفرض عليه طفولته وحبات العنب














المزيد.....

شربل داغر يقابل شارلي شابلن المريوطية ويفرض عليه طفولته وحبات العنب


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 16:55
المحور: الادب والفن
    


تنساب شعرية "شربل داغر"، مثل حبات العنب في أطفال الحارة وتزغلل عيون المارة وهي مرصوصة عند بائع العنب بجانب الفواكه الاستوائية الأخري، محمد حارس الأمن المجتهد يشعر البرودة ويشتد عليه الحزن فيشتري اللوليتا ويجلس في كشكه مبتسما ومفرشحا شفتيه من الابتسامات ويقول يا له من حلوي باردة في طقس بارد وابتسامة طويلة جداااا يستلذ محمد في هذا الصقيع ويراه سائق سيارة القمامة ومساعديه ويطلقون الضحكات في الانحاء ويعطيه السائق نقود اخري لشراء المزيد من اللوليتا بكل أنواعها حتي بائع اللوليتا أعطاه واحدة مجانية بدون مقابل، الشاعر شربل داغريشارك هذا الصقيع بقصائد في ديوانه " ياحياة، أتوق إليك، فتجيبني أتوق إليك"، الصادرة عن دار المتوسط عام 2019.
اللذة وشقاوة الطفل وبحثه الدائم عن القراءة والشعر تغزو عيون القارئ، الشاعر داغر نفسه يفتح خطابه للقصيدة في صباحات قارسة البرودة، داغر هذا الصباح قرر الذهاب الي مقهي ريش في وسط المدينة ليكتب قصيدة جديدة ويقابل صديقه الجديد وطلب من النادل ثلاثة اكواب من القهوة، احداها وضعها في فم القصيدة حتي تستيقظ من سباطها العميق، فيقول داغر أمام صديقه صاحب الخمسين عاما " لذاذات التذ بها/ لا تقر بها القصيدة/ لا تدونها/ مادام أنني أديرها مثل طائرة ورقية/ بعيدة، وفي متناول يدي/ ما دام أنها تخللني/ مثل غيمة تعد بمائها المحتبس).
كانت سيدة الليل المحترمة "مديحة"، في الثالثة فجراً تسرع خطواتها وتحدق كثيراً لتفادي السيارات كلها، الهواء بارداً ورقيقاً وخفيفاً مثل قصائد شربل الذي أوقفها عن سرعتها وركبت سيارته لتسمتع قصيدته الشاعرية ( قبلة شمس لطيفة/ للذي يهوي أن يملاسها بعينيه ملامسة شفة بفشة/ بين طاولة وأخري/ بين بحر وجبل/ بين مسقط ومطرح) تنهدت مديحة وأصغت جيداًولكنها رحلت لتوها ووعدته بأنها ستنتظره في مقهي ريش في العصر لمتابعة قصائد الديوان.
لدي الشاعر شربل داغر، الكتابة وصك القصائد هي لذة لامتناهية مثل الجماع مع العشيقة فالدقة والخفة الذوبان تزين حروفه الشاعرية ، وأبيات قصائد لا تفرق بين الصور الشعرية وآهات معشوقته في أيام مختلفة، أستطاع داغر أن يفكك الخطاب الشعري وصوره إلي ايروتيكيات متعددة، فيقول ( ما كنت أعرف أن القصيدة تحب الحبيبة، إذ تحبني، وأنها تحبي حين تحبني القصيدة)، ويضيف ( دعني أيها الشعر، لتحملني منها إليك/ أذوقك حينما أشربها، وأعبث بشعرها حيتما ترتعش أصوات الحروف استقصاء لها في خفائها).
أيها الحارس الأمين أجلس في كشكك لا تفتح بابك المترهل القديم في هذا الصقيع أقول هذا النداء لنفسي، فأنا متشوق للتو لمشاهدة زوار كبارية صهللة وألوان سيارات الزبائن الفارهة، وتحركات أميرات التسول اصحاب النقاب الاسود اللذين يتلهفون علي السيارات وهي تحمل بدايات مدهشة لسهرة جماع جميلة ممتدة، أقول لنفسي أين شربل داعر يجلس لمتابعة كل هذه الأسرار البديعة، عليه أن يترك قصائده الآن لمتابعة هذه الحياة الصاخبة حيث سيدات الليل تثير الحياة لملئ جيوب المتسولات.
"تعرف يا محمد أنا من صغري بحصل علي جوائز في التمثيل وكثيرين قالوا أني شبه الفنان القدير "شارلي شابلن"، ففي الابتدائية والأعدادية حتي الثانوية، كنت بمثل في مسرحيات وأعمال فنية" كان الظلام يغطي خصلات شعر "محمد صلاح الفنان الحالم"، كانت بوابة الفندق هي محط اهتمامه طوال الليل كما احلامه الفنية، نسيم البرد يتسلل لمحمد ليغط في النوم ليجد شربل داغر يمنحه حلم القصيدة ليضاف لحلمه الفني، " القصيدة تجمعنا/ تحترق الفراشة/ ولا تحترق الاستعارة/ علي أي حال القصيدة ابقي من هذه الفراشةو..... مني) .
هذا الشاعر عائلته كانت أن تخاف من احاديثه الداخلية وهو صغير، قد يكبر ويصبح مجنونا مضرا للمجتمع ولنا قالتها أحد افراد عائلته، فكان يكتب الشعر وهو طفل وظل كما هو حتي ابيض شعره، وتعب عقله من عوالمه المختلفة وعوالم الأخرين، وعندما هرم شربل في العمر قال "انا الآن اواصل مشوار عمري في "الخدمة العمومية للثقافة"، ولدي مقابل مادي منه لكي اعيش، فأنا لا اشبع من القصيدة الشعرية، وكل اشعاري هي مدونات لخطاب القصيدة، وكل مكوناتي للحبيية وشباكها وتوسلاتي لها هي انارة جديدة في عوالم القصيدة". في الديوان هناك تمثلات كثيرة لتفكيك خطاب القصيدة، بشكل خاص لدي شربل، وايضا حول الخطاب الشعري بشكل عام، فهو يدخلها عوالمه السرية والمعلنة، ويحاول التخاطب معها وهي ظهر في معظم الديوان. اصغ شربل لقصائد الأخرين للدخول في البحث والنقد، التف حول القصائد كنداهات الليل.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديناصوري يحاور عاملون الليل الظالم ويمنحهم رسائله المشفرة ...
- ماركس وفوكو في جدليات الذات المتفردة ودورها في الصراع
- رمزية السلطة والخوف.. -في غرفة العنكبوت-
- الوعي والاستعمالية بين فوكو وكانط وماركس ومدرسة فرانكفورت
- مقهي ماركس : شاعرية حكي أنثي الخفة الباحثة عن عزلة البهجة ال ...
- عوالم نفسية وثقافية تخيلية تحلق في روح الكاتبة اريج جمال
- في كنائس لا تسقط في الحرب بحث دائم عن أطياف الموت والحياة بأ ...
- علامات سردية وجمالية في فيلم الاب الروحي
- ايديولوجيا الخطاب الثقافي والسينمائي والادبي المعاصر
- ابعاد متعددة في خطاب جماليات السينما
- أبعاد تشكيلية للصورة السينمائية فى أفلام طلبه رضوان
- قراءة سيمولوجية أولية في فيلم - الآزرق هو أدفئ الألوان: حياة ...
- ملامح ودلالات للتذوق الفني في السينما
- دلالات لجدلية الروح الهيجلية في السينما
- قراءات لاكانية في سينما المخرج الفرنسي روبير بريسون
- توماس كون في السينما
- أبعاد العلامات في افلام البولندي اندرية زلاوسكي
- ست تأويلات في فيلم المحاكمة لأورسن ويلز
- العمل الفني والتكشف الجمالي الصوفي اللامحدود لدي فيلسوف علم ...
- مداخل هامشية لرولان بارت الفرنسي حول بينيوية الادب


المزيد.....




- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...
- مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي ...
- وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
- بسررعة.. شاومينج ينشر إجابة امتحان اللغة العربية الشهادة الا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - شربل داغر يقابل شارلي شابلن المريوطية ويفرض عليه طفولته وحبات العنب