أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - المرض أقوى من الموت!














المزيد.....

المرض أقوى من الموت!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 7181 - 2022 / 3 / 5 - 02:05
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يظل الموتُ في كثير من الأحيان أكثر شفقة ورحمة على بعض الناس من المرض!
تشعر بتقريع الضمير إذا تمنّيتَ لمريضٍ أنْ يغادر الدنيا في أسرع وقتٍ؛ لكن ضميرَك اليقظَ يؤنبك أكثر إذا لم تتمنّ له الموتَ العاجل.
بعضُ أنواعِ الأمراض عذابٌ، وبعضُها تعذيبٌ، وبعضٌ بعضِها تؤلمك من بعيد أكثر مما تفعل مع المريض نفسِه.
إذا فتح المرضُ أبوابَه لفقدان الذاكرة كالزهايمر أو الديمنس فقد شبك العقدة مثنى و.. ثلاث.
قضيتُ اليوم أتألم لاثنين من أقرب الناس لي عندما قصَّ عليَ ثالثٌ، عزيزٌ أيضا على قلبي، كان بصحبة رابع لا تقل مكانته في نفسي عن الثلاثة، وجميعهم في الثغر، حيث لم يخفف الأزرق الكبير من أوجاع المرض، رغم أن البحر الأبيض المتوسط تملك مياهُه الزرقاء قدرةَ مئة فارس طبيب يُعالجون الجسدَ، ويقفون حائرين أمام الروح و.. الذاكرة.
كلُّ واحدٍ مِنــّـا يحتاج إلى أنْ يتألم من أجل غيره توطئة لمستقبل مجهول قد يُبدّل الأدوارَ، فيجعلك تجلس في فراش هربتَ منه في خيالــِـك، فجسدّه الواقعُ الجديد.
عبقريةُ المرض أنه لا يكترث لحصون تقوم بحماية المُهاجـَـمين؛ فهو يأتي متسللا، ويختار ضحاياه كأن هناك ثأرًا بينه وبينهم، وإذا اشتدتْ قسوتُه جعل ضحيتَه تتمنّىَ الشفاءَ في الموتِ، فيـُـخرج لسانــَـه ساخرًا كأنه مَنْ يُحدد توقيتَ الموعدِ مع الحبيب المكروه؛ أيّ حفّار القبور.
استمعت اليوم لحكاياتٍ كانت كل واحدة تهزّ موضعَ الذاكرة فتتداعى ذكريات قديمة أضافتْ للخيال ألوانا قاتمة كأنها بحرٌ لُجّي يغشاه موجٌ في أحلك الظلامات فتبدو مظالم ظهرتْ فجأة من مخبئها.
مع حكايات اليوم التي أوجعتني جاءتْ مَشاهد لم أرها عن الموجوعين في السجون، والمعتقلات بأقبية تحت الأرض، ولذة شبق يستمتع بها السجّان؛ ليس لآلامهم فقط؛ إنما لنسيان أحبابهم إياهم أو.. خوفهم من الجهر بما يعانونه.
أكثر السجون تكتظ بمرضى يرون المستشفيات رفاهية لا يتحملون تمنياتهم فيها كأنها قصور حُكّام نافسوا اللهَ في العبودية، وتحدّوه في الألوهية.
التفكيرُ في مريضِك وأنت على مبعدة سنوات ضوئية لا يـَـشفيه ولا يـُـشقيه؛ إنما يُحمّلك ما لا طاقة لك به.
ما كرهتُ شيئا في حياتي مثل كراهيتي من يشكر اللهَ لأنه لا يتعذب مثل آخرين؛ وما أحببت أكثر من محبتي لمن يبصق في وجه كل صور الظلم من أمراض وسجون ومعتقلات واعتداءات.
حكايات اليوم جددتْ خلايا الغضب كلها في نفسي، وزاد احتقاري وازدرائي لكل صامتٍ على آلام غيره، وكان تخفيفها بيدِه أو بلسانِه أو.. بقلبــِـه.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 4 مارس 2022



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل أنْ تغادر الدنيا!
- لماذا لم تردّ على اتصالي؟
- لهذا لا أردّ إلا قليلا!
- السلفي فضيحة!
- هل تجوز التهنئة؟
- من أقوال طائر الشمال
- لماذا تعتبر المرأة المسلمة نفسها حيوانا؟
- لا فائدة في العلوم والثقافة والآداب والإنترنيت!
- العدالة لروح جوليو رجيني!
- لا تُصدّقوهم إذا قالوا: الله أكبر!
- من قال بأنَّ أمَه ماتت فقد كذبَ!
- الحُكم بالسجن على رجل شجاع!
- دراكيولا يبني مُجَمّعًا للسجون؛ ويُغنّي له!
- لماذا التيارات الدينية الإسلامية تكره اللهَ؟
- لماذا لا تُقنع مُضيفيك بالإسلام؟
- لماذا المؤمنُ يحتقر الملحدَ؟
- تكبير.. أحرق اللهُ رسامَ الكاريكاتير!
- ماذا أفعل في حيرة قلمي؟
- لقد اخترنا شيوخَ الجهلِ بديلاً عن الله!
- وداعا لآخر أديان الأرض!


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - المرض أقوى من الموت!