أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - شيء من التحليل النفسي- اللاشعور – اللاوعي- Unconscious















المزيد.....

شيء من التحليل النفسي- اللاشعور – اللاوعي- Unconscious


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 7179 - 2022 / 3 / 3 - 15:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول "جاك لاكان"
اللاشعور "اللاوعي" مركب كتركيب اللغة.
إنها القنبلة التي دوت في العالم وأثارت الدهشة والذهول والسخرية أيضًا كما يقول "بيير داكو" وسمي حينها أن ثمة دخول في سيريالية النفس، في عالم مشوه، لا يُدرك، ويطرح مؤسس التحليل النفسي العملاق "سيجموند فرويد" هذا الاكتشاف الرهيب، انه ملأ الخوف نفوس الناس ويقول العلامة الدكتور" حسين عبد القادر" لاشك أن من أهم ما يميز نظرية التحليل النفسي كونها نظرية في اللاشعور- اللاوعي، وقوله أيضا أن "سيجموند فرويد" فرق من الناحية الطوبوغرافيه بين القبشعور والذي يسهل استدعاؤه واللاشعور المتصل بعالم المكبوت. وتؤكد الكتابات أنذاك عن ما أكتشفه فرويد أخذ الناس يتفحصون أنفسهم وهم يسخرون ويضحكون من أنفسهم وعلى أنفسهم، كيف تجرأ "فرويد" أن يوجه إلى العالم مثل هذه الصفعات، ويضيف "داكو" ألم يجرؤ على أن يزعم بأن كنه الإنسان محيط مترامي الأطراف، زاخر بالمغارات اللاشعورية، وأن الجزء العاقل الشعوري شيء زهيد إذا ما قورن بهذا المحيط. عالم واسع ورحب لم يراه الإنسان أو يألفه في تلك الحقبة من حقب ظهور التحليل النفسي فأختلط الامر بين من يدرس الطب والإنسان والأدب والشعر والقصة والرواية والفنون بمختلف أشكالها، ونقلنا "سيجموند فرويد" إلى شيء أسماه الحقيقة المجهولة، ويقول أيضا في كتابه تفسير الأحلام فنحن إذ نتحدث على هذا النحو عن لاشعور يحاول الانتقال إلى ما قبل الشعور بحيث يتمكن بعد ذلك من النفاذ إلى الشعور.
إن عالم اللاشعور هو عالم عميق جدًا ويقول "فرويد" في كتابه ما فوق مبدأ اللذة التحليل النفسي يقوم على حقيقة وقفنا عليها أثناء البحث في العمليات اللاشعورية هي أن الشعور لا يمكن أن يكون أهم خاصة للعمليات النفسية، بل هو وظيفة لها، ويضيف في كتاب تفسير الاحلام صحيح أن الطبيب لا يستطيع أن يعلم شيئًا عن هذه العمليات اللاشعورية حتى تحدث أثرًا في الشعور، وأن الأثر الشعوري ليس إلا نتيجة نفسية بعيدة للعملية اللاشعورية" اللاواعية". ويضيف"فرويد" فاللاشعور "اللاوعي" هو المنطقة الأوسع التي تضم بين جوانبها منطقة الشعور الأضيق نطاقًا، فكل ما هو شعوري له مرحلة تمهيدية لاشعورية "لاواعية"، بينما قد يظل اللاشعوري "اللاواعي" على هذه المرحلة ولا يفقد مع ذلك حقه في أن نسلم له بكل قيمة العملية النفسية، فاللاشعور"اللاوعي" هو الواقع النفسي الحقيقي وهو في طبيعته الباطنة مجهول منا، نجهله قدر جهلنا بحقيقة العالم الخارجي، كما أنه لا يمثل لنا بوساطة معطيات الشعور إلا مثولا ناقصًا على نحو ما يمثل العالم الخارجي بوساطة وسائل أعضائنا الحسية"فرويد، تفسير الاحلام، ص 594". ويضيف "فرويد" أن اللاشعور وظيفة خاصة بناظمين مستقلين وأن الامر كذلك في الحياة السوية والمرضية على السواء.
وما يتميز به اللاشعور"اللاوعي" أن له (لغة) ، والحقيقة أن اللاشعور"اللاوعي" لغة والحلم نص يقرأ النص الظاهر، يحيلنا إلى النص الكامن عبر أفكار الحلم نفسها فهو بمثابة لغز لتركيبة صورية مترابطة فيما بينها بمعان وصور مختلفة من حيث أن التنسيق لا يأتي على سبيل الصدفة، وازاء ذلك يقول "مصطفى زيور" إنه لا وجود لحرف النفي (لا) في النشاط اللاشعوري"اللاواعي" كما أن هذا النشاط لازماني، وقوله بعبارة أخرى فإن الإنسان فيما يبدو لنا منه لا ينطبق على نفسه، فهو ما ليس هو، وهو ليس ماهو" إذا صحت استعارة هذه الصياغة الوجودية".
حينما نقول أن اللاشعور"اللاوعي" له لغة ومفردات وحروف تتجمع قد لا تعطي معنًا أو دلالة ولكن ما تعلمناه في التحليل النفسي أن كل ما يصدر عن الإنسان من سلوك له دلالة ومعنى وإن غاب عن التفسير، جاء المحلل النفسي الفرنسي "جاك لاكان" بطروحات غيرت مسارات التحليل النفسي التقليدي أو ما تعارف عليه المشتغلين به، حيث يرى أن اللاشعور مبني كاللغة، فميكانيزمات اللاشعور من الممكن أن تعبر عن نفسها في عملية لغوية وبلاغية" مثلها مثل اللغة" ويرى "لاكان" أيضا أن اللاشعور يعمل بوصفه لغة مبنية Language Structure ويضيف يظل اللاشعور لغة خفية غير معروفة ، وأن اللاشعور هي لغة الآخر، مستندًا في ذلك على حقيقة أن خطابنا اللغوي يأتي من الآخر، وخطاب الذات يبدأ من خطاب الآخر.
أين يقف كل منا نحن الأسوياء من عالم اللاشعور؟ أليست آليات "حيل - ميكانيزمات" الدفاع التي نستخدمها هي صلب اللاشعور وعمقه نلجأ إليها لنبعد أنفسنا عن متاهة الغور في المكبوتات أو ما يبعدنا عن الهاوية؟ رغم أن المقولة الفلسفية النفسية التي ترى ما يلي: لاسيما إن الإنسان فيما يبدو لنا منه لا ينطبق على نفسه، فهو ليس هو، وهو ليس ما هو لنؤكدها كما عرضها لنا "مصطفى زيور" ، وعلى هذا الأساس فإن" جان بالمبي" يرى في بعض ادبيات التحليل النفسي أن اللاشعور"اللاوعي" مبني مثل اللغة وهو الذي استمد هذه الفكرة من جاك لاكان، وهو ما عمقه "جاك لاكان" في رؤيته النظرية، وكما أكده التحليل النفسي من خلال ميكانيزمات الدفاع اللاشعورية "اللاواعية" خلال عمليات لسانية وصيغ بلاغية تكون البوادر الأولى للعرض العصابي، وهنا نعود لتساؤلنا أين يقف كل منا نحن الأسوياء من عالم اللاشعور؟ يرى "العلامة الدكتور حسين عبد القادر" إن اللاشعور مضمون لغوي وبنية" نمط يحق علينا أن نعرف رسم حروفه وقواعد نحوه كما ورد في محاضرات تمهيدية في التحليل النفسي لفرويد ويضيف " حسين عبد القادر" وهو جهد قام به "جاك لاكان" عندما قام بإعادة بناء التحليل النفسي من خلال منظور بنيوي فبين كيف يتكلم اللاشعور بما هو لغة وبنية فيؤدي فهمها الحق إلى فهم الإنسان.
ان ما يثير الانتباه أن جاك لاكان عَدَ اللاشعور" اللاوعي" بأنه تراكم الخصائص النسبية، فبقدر ما يتعلق الأمر بتقديم اللاشعور" اللاوعي" من خلال ماهو، يتعلق بتقديمه من خلال ما ليس هو. ولعل بلاغة اللاشعور"اللاوعي" التي قدمها لنا "لاكان" والتأويلات التي قام بها للميكانيزمات"الحيل الدفاعية" انطلاقًا من فكرة " الدال – مدلول" كانت ستظل مستحيلة لولا إسهام اللسانيات الحديثة الخصب جدًا، أما أن يظل اللاشعور"اللاوعي" لسانًا مُغلقًا مجهولا مع ذلك، وأما أن يكون حضور المحلل ضروريًا لفك رموزه، فذاك نتيجة لما يقوله لنا "لاكان" عندما يؤكد أن اللاشعور"اللاوعي" هو خطاب الآخر. ويقول العلامة"مصطفى صفوان" الهدف من أسلوب "جاك لاكان" أنه يجعل الذين يوجه إليهم الكلام يشعرون بواقع اللاشعور، من هنا استخدم في كلامه كل حيل اللاشعور، ويضيف "صفوان" ايضا غرض "لاكان" الكلام عن اللاشعور بلغة اللاشعور. ولديه أيضا أن اللاشعور "اللاوعي" مركب كتركيب اللغة. ويقول "ليدر و جروفز" ان اللاشعورعند "لاكان" بنيوي مثل اللغة، أعني أنه مؤسس من سلسلة حلقات من العناصر ذات الدلالة، ويبقى قولنا في الأخير أن الشرح يقتل الفكرة، ويقول كاتب آخر يمكنك أن تدرك أمر ما ولكن تخطا في تفسيره، أو لا تجيد شرحه. ونورد في هذه الموضعه عن الشاعر "فاليري برايسوف" حينما كتب قصيدة ولكنه لم يفهمها، فطلب من صديقه الناقد خوداسيفيتش شرح ما يقصده ومعنى شعره الذي كتبه هو!! وهذا يقودنا إلى لغة اللاشعور على نحو ما، ويسعفنا "جاك لاكان" في كتابه العميق "الذهانات" قوله: إن الهذيان لا يفقد بالضرورة علاقته بالخطاب العادي ص103.
* استاذ في علم النفس




المصادر :
- بالمبي، جان ميشال(2006) تشكلات اللاوعي (في) اللغة الخيالي والرمزي، جاك لاكان ، منشورات الاختلاف، الجزائر.
- داكو، بيير( 2007) الانتصارات المذهلة لعلم النفس الحديث، ترجمة وجيه أسعد، الدار المتحدة، دمشق.
- زيور، مصطفى( 1986) في النفس، دار النهضة العربية، بيروت.
- زيور، نيفين مصطفى ( 2006) في التحليل النفسي ، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة.
- صفوان وحب الله، مصطفى وعدنان( 2008) إشكاليات المجتمع العربي، الناشر المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء.
- عبد القادر، حسين وآخرون( 1993) موسوعة علم النفس والتحليل النفسي، دار سعاد الصباح، الكويت.
- فرويد، سيجموند ( ب.ت) تفسير الاحلام، ترجمة مصطفى صفوان، دار المعارف، القاهرة.
- فرويد، سيجموند ( ب.ت) مافوق مبدا اللذة، ترجمة عبد المنعم الحفني، مطبعة مدبولي، القاهرة.
- لاكان، جاك ( 2017) الذهانات، ترجمة عبد الهادي الفقير، دار التنوير للطباعة والنشر، تونس.
- ليدر وجروفز ، داريان وجودي( 2003) لاكان ، سلسلة المجلس الاعلى للثقافة، ترجمة امام عبد الفتاح امام، العدد (461)، القاهرة.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من التحليل النفسي -اللغة والكلام-
- كيف يرى الإنسان نفسه كما هو؟ جدل النفس
- التربية والتنشئة والحرب .. رؤية نفسية إجتماعية
- من سمات الشخصية -الإنفعالية والاندفاعية-
- الإنهاك النفسي وأمراض الحضارة
- المجتمع اليمني بين تاثير الحروب العقائدية والسياسية وآثارهما ...
- الخوف والتفكير فيه يقودان إلى الموت
- فلسفة التدين والسلوك اليومي؟؟!!
- رابطة الفضاء الفرويدي الدولي
- الاختلالات النفسية الناجمة عن مقترح تعديل المادة 57
- حينما ينخر التفكير حالتنا النفسية
- من مآسي الرغبات
- العلامة الاستاذ الدكتور حسين عبد القادر اسطورة معرفية
- التعايش مع الموت من أجل الحياة
- عالم يئن .. بين عالم ينهار وعالم يتكون
- الاعلام وتمزيق القيم
- شخصياتنا تحدد أسلوب تفكيرنا
- البناء النفسي والفكري للإنسان كيف يتكون؟
- التفكر والتحسب في الشخصية
- فن مواجهة أزمات الحياة .. فن العيش


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - شيء من التحليل النفسي- اللاشعور – اللاوعي- Unconscious