وجهة نظر: سرعة التداول

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري
(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

الحوار المتمدن-العدد: 7179 - 2022 / 3 / 3 - 00:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

قد تكون وجهة نظر الشخص الذي جرب كل الحالات أكثر مصداقية من أخرى لدى شخص لم يخبر غير حالة واحدة فقط..فأنا من الجيل الذي جرب صعوبة الحصول على المعلومة حيث كان الراديو والتليفزيون أسرع الوسائط في أيام طفولتنا وفي جزء من شبابنا..وعندما كبرنا وجربنا سرعة الحصول على المعلومة بكبسة زر على الكمبيوتر أو الإنترنت ، أدركنا الفارق الكبير..لدرجة جعلتنا نحسد أبناءنا الذين ولدوا في هذا العصر..فهم لم يمروا بتجربة إرسال سؤال إلى إذاعة أو قناة تليفزيونية وانتظار أسبوع على الأقل حتى يسمع المرسل إجابته..ولم يمروا بالفرحة الشديدة التي كان الواحد منا يشعر بها عند ظهور اسمه أو صورته في مجلته المفضلة (ماجد - سمير - الشباب - الخ)..فطفل اليوم يستطيع التفاعل المباشر والآني مع أهم الشحصيات في العالم (ومنهم رؤساء البلاد) على مواقع التواصل الإجتماعي مثل تويتر..ولو أنك طرحت هذا الإحتمال منذ عشرين عاما فقط ، لأتهموك بالجنون!!
لقد غيرت سرعة التدوال من تركيبة وبنية وطبيعة البشر هذه الأيام..حيث سرع الإيقاع بشكل فيه توتر لدرجة جعلت بطء الإنترنت في بعض الأحيان حدثا معيقا ومعطلا..وبات الإنتظار لليوم التالي شيء لا يطاق لأنه لم يعد موجودا في قاموس الشباب..ومع هذا الزخم في المعلومات وسهولة الوصول إليها أصيب الكثير منا بحالة أسميتها "دوشة فكرية"..يتعرض فيه الفرد لمعلومات كثيرة متباينة تناقض بعضها مما جعل القلق سمة حياة..وأضحى الإنتظار عملة نادرة..
تحياتي

#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل