أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالامير العبادي - سقوط المثقف في بالوعة الدخلاء














المزيد.....

سقوط المثقف في بالوعة الدخلاء


عبدالامير العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 7177 - 2022 / 3 / 1 - 22:38
المحور: الادب والفن
    


عندما يسقطُ (المثقفُ) في بالوعةِ الدخلاءِ
اعتقدُ مسبقاً ان المثقفَ الحقيقيُّ لا يسقطُ ابداً ولا تسقطهُ العثراتُ، المثقفُ الذي تشذبهُ ذاتُ الوعيِ الحقيقي الناتجِ عبرَ تراكمٍ موسوعيٍّ من المعرفةِ والتي حينها تصحُّ عليه كلمةُ المثقفِ
اذن ربما احتارُ أن اختارَ من هو المثقفُ ،مثلما احتارَ قبلي المفكرون والكتابُ في البحثِ عن آليةِ انطباقِ اي قاعدةٍ تناسبُ هذا الاطلاقَ.
وفي خضمِّ هذا البحثِ ربما تتعددُ الأسئلةِ وتتشعبُ الصفاتُ غيرَ أنَّ البحثَ هو واحدٌ عن ماهيةِ الصفةِ التي يرادُ لها أنْ تسبرَ واقعنا.
وما اريدُ ان ادونهُ في مقالتي هذه ينحصرُ في واقعنا العراقيِّ الضيقِ
لاني لا اجدُ وجهاً للمقارنةِ بينَ واقعنا وبينَ وعلى اقلِّ تقديرٍ ما يجري في الدولِ العربيةِ او المجاورةِ
اذاكان الانسانُ نتاجَ بيئتهِ فالمثقفُ هو ضمنَ هذا المحورِ ، ولكن ثمةَ تفاوتٍ (مفروضٍ) في الوعيِ والادراكِ يحاسبُ عليه(دعيُّ الثقافةِ) ودعيُّ الادراكِ والتفكيرِ،مع وجودِ اجماعٍ يؤكدُ أن الركيزةَ الاساسيةَ التي يتعلقُ عليها المثقفُ هو انضمامه الجمعيُّ لخانةِ الثقافةِ والمثقفينَ ضمنَ التشكيلاتِ الاداريةِ لقالبِ انصهارِ المثقفِ فيه وانتمائهِ
وعبرَ الزمنِ الذي نعيشهُ نلاحظُ ثمةَ بونٍ شاسعٍ بينَ المراحلِ الزمنيةِ
التي مرَّ بها الواقعُ الثقافيُّ و الصراعُ السياسيُّ لحقبٍ متفاوتةٍ انجبتْ مستوياتٍ ومواقفَ عبرتْ عن صدقِ الانتماءِ للثقافةِ اولاً وللمواقفِ الفكريةِ والانسانيةِ ثانياً معَ الاخذِ بنظرِ الاعتبارِ التذبذبَ المرحليَّ ومع ذلكَ اقولُ ان المثقفَ والثقافةَ كانا في منأىً كبيرٍ عن الانهيارِ الذي يعيشهُ المثقفُ والثقافةُ
واذا كان للمثقفِ رمزٌ قياديُّ يمثلهُ ويدعمهُ ويرتقي به لا على مستوى العراقِ بل الدولِ العربيةِاو العالمِ حيثُ توجدُ مؤسساتٌ
تنهضُ بهذا الدورِ الداعمِ والتنظيميِّ وتوفرُ الغطاءَ الذي يحافظُ على ديمومةِ انشطةِ الثقافةِ والوعيِ .
والعراقُ واحدٌ من الدولِ التي حرصتْ على هذا التأسيسِ من خلالِ انبثاقِ الاتحادِ العامِ لادباءِ العراقِ ، والذي توجَ في بواكيرِ تأسيسهِ بقياداتٍ تأريخيةٍ لها مواقفُ تأريخيةٌ كانتْ بحقٍّ تمثلُ المستوى العاليَ للوعيِ الآخاذِ ،ومع ذلك تباينتْ الشخوصُ والمواقفُ حسبَ طبيعةِ السلطةِ والحكمِ
واذا استثنينا مرحلةَ ما قبل 1968 فاننا نقولُ ان ما بعدها اسستْ لمواقفَ اتسمتْ بالتذبذبِ احياناً وللاسفِ فانَّ العديدَ من المثقفين انغمسوا في تلك المرحلةِ سيما الشعراءُ الذين اصطفوا
مع السلطةِ الدكتاتوريةِ التي قمعتْ الحرياتِ وقادتُ الوطنَ الى ويلاتِ الحروبِ ،ومع ذلكَ كان العديدُ من الادباءِ والفنانين يقفونَ على منصاتِ المدحِ السمجِ من اجلِ حفنةٍ لا تعادلُ ذرةً من الحفاظِ على شرفِ الموقفِ تجاه قضايا الحريةِ والانسانِ ، وهذه المرحلةُ قد دونتْ مع الشخوصِ والنتاجاتِ ولايمكن نسيانها ابداً
لانها كانت تمثلُ مواقفَ للخزي والجبنِ والانهيارِ والنفعيةِ والتفرجِ على أسوأ نظامٍ وخلقٍ لسلوكٍ لا يتناسبُ مع ما تحملهُ كلمةُ المثقفِ والثقافةِ من معنى انسانيٍّ.
ومعَ توفر لغةِ التسامحِ في المجتمعِ العراقيِ فقد وضعَ المجتمعُ تلك المرحلةَ في رفوفِ العفوِ لعل البعضَ يتعظُ ويطلبُ العفوَ والمغفرةَ من المجتمعِ ،ولكن من يقعُ في بؤرةِ السقوطِ والانهيارِ يبدو انهُ قد تدربَ على الانتهازيةِ والوصوليةِ وصار يتقمصُ من جديد المواقفَ الفكريةَ والسياسيةَ ،فتارةً تراهُ يدعي اليساريةَ او القوميةَ او الدينيةَ فتراهُ يتنقلُ بينَ اروقةِ الثقافةِ ففي النهارِ تراهُ يسارياً وفي المساءِ اسلامياً او قومياً وهذا ليسَ غريباً الان للبعضِ حيثُ نزعوا عن جلابيبهم عفةَ الموقفِ والكلمةِ الصادقةِ،وعلاوةً على ذلك ترى ان البعضَ اخذَ يشكلُ مع مجاميعَ نتنهٍ منتدياتٍ ومنظماتٍ تدعي الثقافةَ ودعمَ المثقفِ، وهذه كلها تصبُّ في تدميرِ الواقعِ الثقافيِّ وتدميرهِ وكأن هناكَ ثمةَ مؤامرةٍ تحاكُ هنا وهناكَ مدفوعةِ الثمنِ وفوقَ ذلك نرى انَّ هذه المنظماتِ لها تغطيةٌ ماليةٌ عاليةٌ تعجزُ عنها احياناً مؤسساتٌ حكوميةٌ او حتى وزارةُ الثقافةِ .
ومما يؤسفُ لذلك هو اصطفافُ البعضِ من قياداتِ اتحاداتِ الادباءِ الوقوفِ مع تلك التجمعاتِ والمنظماتِ والتزلفِ لها وهذا لا يخرجُ بتقديري عن المواقفِ النفعيةِ التي لا يستطيعُ البعضُ الخروجَ منها لانها قد عشعشتْ في افكارهم وتحتَ تربيةِ الحكمِ الفاشي
وهنا اقولُ ولزاماً ارى ان يلعبَ الاتحادُ العامُ لادباءِ العراقِ دوراً هاماً في النأيِ بالنفسِ والابتعادِ عن فسحِ المجالِ والمشاركةِ في برامجِ تلكَ (البسطاتِ والجنابرِ )من تشويه الثقافةِ العراقيةِ وتهميشها لاهدافٍ تلتقي مع اهدافِ السياسةِ التخريبيةِ للمجتمعِ وكما جرى تخريبُ التربيةِ والتعليمِ والواقعِ والصحيِّ والخدميِّ تحتَ قيادةِ رجالِ الفسادِ والتبعيةِ .



#عبدالامير_العبادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صومعة ابن مسرة القرطبي
- نص لن يكتب
- العنف الثقافي وخانة تقسيط مراحله
- خطاب النار
- اين انت ايها المثقف!
- الواح من ثلج
- الميراث
- شعوب تزرع الشوك وتشتري الورد للاخرين
- المربدبين الامس واليوم
- عن الثورة وترف السلطة
- بكاء
- عن الليل
- موت
- الاحزاب والتيارات الشيوعية العراقية
- من وحي الفيض
- حين تغرد بعض اطراف اليسار
- اسئلة
- العيون والدمع
- رأي في تظاهرات العراق
- الحزب الشيوعي العراقي و(العملية السياسية)


المزيد.....




- مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب ...
- أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالامير العبادي - سقوط المثقف في بالوعة الدخلاء