قرار المحكمة الاتحادية وذيل الشيطان !

عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

1- ردة الفعل العنيفة والهستيرية للعائلة الحاكمة في كردستان وجيوشها الاعلامية ، سواء تمثلت بسياسيين او اعلاميين او قنوات فضائية او مواقع وجيوش الكترونية ، اتجاه قرار المحكمة الاتحادية العليا بشأن لا دستورية قانون النفط والغاز الكردستاني وكل ما ترتب عليه من تصرفات ، بل واتجاه هيئة المحكمة نفسها ، والذي يبدأ من الغمز واللمز بشأن “ سياسية “ القرارولا قانونيته (!) الى السؤال الخالد " لماذا في هذا التوقيت بالذات " مرورا بالتفجع على انتهاك اواصر الوحدة الاتحادية ومحاولة " تجويع شعبنا الكردي " ، ... ردة الفعل الهستيرية هذه تُبيّن ان المحكمة العليا قد " داست " على ذيل الشيطان ، وان قرارها تعرض لقدس الاقداس الحقيقي ... اي المصالح المالية المباشرة والنهب المنظم وغير المنظم للثروات الوطنية العراقية لصالح العوائل المسيطرة وحواشيها ...

2- المشكلة ، بالنسبة لهؤلاء ، لا تتمثل في القرار فقط ، والذي يعد اول تحدي قانوني حقيقي لسلطة ونفوذ العوائل المتسلطة على كردستان والتي تتجاوز سلطاتها الفعلية حدود الاقليم الى التدخل في ، بل وتقرير الكثير من شؤون العراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية . ولا تحديه لسلطة لم تتعود ان يعترض على نفوذها او تصرفاتها احدٌ او ان يقول لها شخص او قوة ، في عراق ما بعد 2003 ، " على عينك حاجب " ، بل في ان القرار لم يثر حفيظة الشعب الكردي ولا ردة فعل رافضة او سلبية من معظم الشباب الكردي ، وانما ، على العكس حظي بتعاطفهم ومطالبة قطاعات ليست هينة منهم بوضعه موضع التطبيق الفعلي !

3- لقد ادرك شباب الكرد ، منذ فترة ليست بالقصيرة ، ان حكم العوائل غير قادر على تلبية مصالحهم الحقيقية وانه لم يعد قادر على تطمين احتياجاتهم المستقبلية ، وتمثل هذا ليس في الحراكات السياسية المناهضة ، هنا وهناك ، بل وفي خوض غمار الهجرات غير الشرعية والتعرض للموت في البحار بحثا عن حياة مطمئنة وهربا من جحيم الفقر والبطالة والظلم !

4- اذن فهذا هو الموقف الاصعب ، والواقع الاكثر ارباكا : لم يعد بامكان هذه العوائل وسلطاتها ومجنديها الاعلاميين تحشيد الشباب والشعب الكردي تحت الشعارات القديمة وباستثارة المخاوف القديمة ، لخدمة مصالح اتضح لهم ، اكثر من اي وقت مضى ، انها مصالح ومنافع وجبروت وثروات اسطورية لصالح هذه العوائل فقط والتي هي ابعد ما يكون عن الاهتمام الجدي بمصالح وحياة الكرد !

5- الغريب هنا ، والملفت للنظر ، بل والمقزز الى ابعد الحدود ، ليس موقف هذه العوائل واتباعها والهستيريا التي تعتريهم اتجاه تهديد مصالحهم المستقرة والمتعاظمة منذ زمن طويل ولو بقرار قضائي تبقى مسألة وضعه موضع التنفيذ الجاد عرضة للتوازنات والتقلبات والمساومات والضغوط السياسية ، المحلية والاقليمية والعالمية ، فهذه ردة فعل طبيعية ومفهومة ، ولكن في موقف وتهافت وتفاهة الحثالة التي يمكن ان نسميها " عرب اربيل " من سياسيين واعلاميين وفسابكة وتجار مواقف والذي تدرج من الصراخ والعويل والتباكي على " تجويع الشعب الكردي" ، وهم انفسهم او الكثيرون منهم من كان يغني ويهتف بكل حماس لذبح هذا الشعب ومصادرة حقوقه وانفلته ايام الطاغوت وبعضهم له ولعائلته تاريخ معروف كمرتزقة وجحوش عرب في المجموعات التي كانت تسمى " الفرسان " .... الى غمزقرار المحكمة والتشكيك بصدقيته عبر التساؤل ، وعيونهم في الارض " لماذا في هذا الوقت بالذات ؟" !! ان هؤلاء ، في الواقع ليسوا " عرب اربيل " الاّ بصورة مؤقته وعابرة ، ولهذه الفترة فقط، حيث ان " خرجيتهم " تاتي من السيد الاربيلي ، وهم يمكن ان يكونوا " ، غدا او في اي يوم آخر : عرب الاردن او تركيا او حتى ايران التي يعلنون عدائهم لها حاليا ، انهم " عرب " او جماعة او حشد من يدفع ومن يلقي اليهم بالفتات والسحت ، ولهذا فهم مرتزقة بلا قيمة وان علا ضجيجهم لكي يبدون كملكيين اكثر من الملك !

6- انه لشيء مفرح ، وجدير بالدعم والالتفاف ، ان ينهض قضائنا ، اخيرا ، بما يتعين ان ينهض به من اعباء ومسؤوليات ، رغم كل ما نعرفه ويعرفه الجميع عما يعيشه ويعمل وسطه من واقع مليء بالضغوط والتحديات . ان الموقف من قرار المحكمة الاتحادية العليا بشأن لا قانونية قانون النفط والغاز في كردستان وما ترتب عليه من نتائج وتصرفات هو ، في الوقت الراهن ، الفيصل والمؤشر الاكثر وضوحا ودلالة على وطنية واخلاص كل قوة سياسية او جهة اعلامية وهو كذلك ، بالطبع، بالنسبة للشخصيات والافراد من نلشطين سياسيين او اعلاميين او غيرهم ....

#عارف_معروف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات