أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امغار محمد - التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة السابعة















المزيد.....

التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة السابعة


امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي
الحلقة السابعة
المطلب الثاني: الخطاب السياسي حول اللغة:
إن مقاربة الخطاب السياسي حول اللغة والثقافة في مغرب هنا والآن، تتطلب معالجة إشكاليتين أساسيتين، ارتبطتا بالمسألة اللغوية، وكانت إحدى المواضيع المفتوحة داخل الحقل السياسي المغربي. ويتعلق الأمر بعلاقة اللغة الأمازيغية بمفهوم الحركة. كما هو معروف في علم الإجتماع السياسي. وكذلك العلاقة بين اللغة العربية، واللغة الفرنسية من خلال آليات ومكانيزمات التعريب.

الفقرة الأولى: الأمازيغية ومفهوم الحركة:•
لقد ترتب عن ترسيخ النموذج الفرنسي للدولة في ربوع المغرب، إقبار للخصوصيات المحلية والجهوية من خلال إرساء علاقات قائمة علىعناصر موضوعية، في الوقت الذي كانت فيه الدولة المغربية قائمة على عناصر ذاتية. إن مايوحد الأمة المغربية ليس هو الجنس أو لغة مشتركة يؤمن بها الجميع بل رغبة مكونات المجتمع التاريخية في العيش المشترك( ).
وقد ترتب عن المفهوم الفرنسي للدولة ترسيخ مفاهيم الدولة المركزية القائمة على مفاهيم الوحدة في كل شئ، وقد سلكت الدولة المستقلة نفس المنوال الشئ الذي ترتب عنه عدم الأخد بعين الإعتبار الخصوصيات السوسيولوجية المرتبطة بالتاريخ المغربي••، ومع بوادر ظهور إرهاصات الإنتقال الديمقراطي ظهرت في شمال إفريقيا بصفة عامة، والمغرب والجزائر بصفة خاصة، حركة مدينية، منبثقة من المجتمع المدني، تظم أطر من أبناء الطبقة الوسطى،هم خرجي الجامعات وطلبة داخل المدارس، والجامعات. وموظفي التعليم ومحامون في الغالبية العظمى منهم من إنتاج المدرسة المغربية، على النمط الإستقلالي أي معربي التكوين، شكلوا فئة الأمازيغيين أو مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية. وهم ينطلقون من أن الثقافة واللغة الأمازيغيتين مسهما الضيم وحاق بهما التهميش. ويدعون إلى الكف عن النظر قبل المشرق والمغرب، ويعتبرون أن لدى شمال إفريقيا، خصوصية مميزة عن المشرق العربي، ويوظفون في ذلك رموزا تاريخية، إما قبل الإسلام، أو بعده كالملك مسينسا ويوغرطة اللذين كان لهما تصور عن خصوصية شمال إفريقيا، الأول برفعه شعار إفريقيا للأفارقة،والثاني في حربه ضد روما. أو يوسف بن تاشفين الملك الزاهد في مقابل المعتمد بن عباد أمير اشبيلية المنهتك الخليع. ( )
وقد ترتب عن تشكل الحركة الثقافية الأمازيغية نقاش ثقافي وسياسي، حول البعد الأمازيغي للمغرب مولدا وعيا حداثيا بالشأن الثقافي واللغوي الأمازيغي عوض النظرة القدحية، التي وسم بها الظهير البربري، المسألة الثقافية الأمازيغية، والتي جاءت نتيجة الفهم الخاطئ للمسألة الثقافية من قبل مكونات الحركة الوطنية المغربية.وقد شكلت اللغة الأمازيغية العمود الفقري في النقاش المتعلق بالهوية الأمازيغية على إعتبار أنها المميز للأمازيغي عن غيره( )، وبالرجوع إلى أدبيات الحركة نجد أن الهدف الأساسي لديها يتمثل في ترقية اللغة والثقافة الأمازيغيتين في المجال العام والخاص المغربيين، من خلال تغيير مكانة الأمازيغ في مجال الدولة والإدارة والتعليم( ). ويعتبر ميثاق أكادير•• دستور الحركة والإطار المرجعي لها والذي حدد مطالب الحركة وأهدافها. هذه المطالب التي ترمي إلى إقامة سياسة لغوية وثقافية ديمقراطية على أساس:
1) الإقرار الدستوري بكون اللغة الأمازيغية لغة وطنية إلى جانب اللغة العربية.
2) إخراج معهد للدراسات والأبحاث الأمازيغية إلى حيز الوجود بهدف تطبيق الإجراءات التالة:
1) وضع خط معياري موحد لكتابة الأمازيغية.
2) تحقيق معيارية وتقعيد اللغة الأمازيغية.
3) إعداد أدوات بيداغوجية لتدريس اللغة الأمازيغية.
4) إدماج تعليم اللغة والثقافة الأمازيغيتين في البرامج التعليمية الرسمية.
5) إدماج الثقافة الأمازيغية في مختلف مجالات الثقافة والتعليم وإنشاء شعب للغة والثقافة الأمازيغيتين بالجامعات المغربية.
6) إعطاء الثقافة الأمازيغية إمكانية الإستفاذة من برامج البحث العلمي والأكاديمي.
7) إعطاء الثقافة الأمازيغية حقها من وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية على غرار العربية والفرنسية.
8) تشجيع الإنتاج والإبداع في مختلف مجالات المعرفة باللسان الأمازيغي.
9) إعداد ونشر إستعمال أدوات التعبير والتلقين باللغة الأمازيغية.
وقد إستطاعت الحركة الثقافية الأمازيغية والتي إستفاذت من التحولات الإقليمية والدولية أن تصبح في طليعة الحركات المدنية الإحتجاجية، وتحولت معه مكونات الحركة من المطلب الثقافي إلى المطلب الإشكالي الرامي إلى تسييس الشئ الثقافي من خلال تأسيس مجلس وطني للتنسيق بين الجمعيات الأمازيغية، وتقديم المطالب الثقافية للحكومة والبرلمان، وتأسيس لجنة للبيان الأمازيغي• في أفق المطالبة بتأسيس حزب سياسي أمازيغي.

الفقرة الثانية: التعريب بين اللغة الوطنية وتكريس نخبوية التعليم:

التعريب ظاهرة سوسيو ثقافية، عرفتها أغلب الدول العربية بشكل أو بآخر، وهي ظاهرة غير معزولة عن المحيط العام، بل لها إرتباط بالمسار التاريخي للدولة المستقلة في شمال إفريقيا( ). وطرح قضية التعريب في المغرب إبان الإستقلال، كانت له أسباب موضوعية، تتجلى في خلق قنوات، الإتصال والتواصل بين الدولة الوطنية المركزية وبين رعاياها، وذلك بخلق قناة لإيصال الخطاب السياسي للدولة، بالإضافة إلى ربط مابين الوحدة اللغوية والوحدة الوطنية.
لذلك شكلت اللغة العربية أداة لإضفاء الشرعية من خلال الربط بين اللغة والهوية القومية( ).وإختيار اللغة العربية كلغة رسمية فرض نفسه إنطلاقا من موقع العربية وعلاقتها بالإسلام كدين للدولة. والذي شكل المدخل الطبيعي لمقاومة الإستعمار الفرنسي، لذلك فإن تبني اللغة العربية كلغة وطنية ورسمية كان الهدف منه خلق نوع من التمايز، مابين الدولة المستعمرة، والدولة المغربية المستقلة.
وإذا كان إختيار اللغة العربية كلغة رسمية قد تبعه إتباع سياسة التعريب، فإن هذا الأخير قد أدى إلى تخفيض مستوى اللغة الفرنسية وقلص من عدد المتحكمين فيها.( ) الشئ الذي أدى إلى خدمة إستمرارية النخبة المغلقة في المغرب. ذلك أن التحكم في اللغة الأجنبية وخاصة الفرنسية يعتبر المدخل الطبيعي للسلطة.
و تعتبر السياسة اللغوية الرامية إلى تعريب التعليم من أعقد السياسا ت المرتبطة بالمسألة اللغوية في المغرب المستقل. حيث أن قرارات التعريب وتكريس اللغة العربية كلغة وطنية ورسمية، شابها الإستعمال السياسوي النفعي.
إن سياسة التعريب كانت أداة لضرب فلسفة تعميم التعليم ومجانيته• ويتجلى ذلك من خلال قراءة في المسار التاريخي لسياسة التعريب في المغرب المستقل. حيث بدأ التعريب مع بداية السبعينات ثم إنتهى مع أواخر الثمانينات متوقفا عند السنة النهائية للتعليم الثانوي، ذون أن يتم تعريب التعليم العالي، إلا ماكان منه معربا سابقا••.
ويلاحظ على سياسة التعريب المتبعة من طرف الحكومات المتعاقبة مايلي:
أن التعريب إقتصر على المرحلة الإبتدائية والثانوية، في حين أن تعليم العلوم بالجامعات مازال يلقن باللغة الفرنسية.
التعريب إقتصر على التعليم العمومي المجاني الذي تموله الدولة في حين بقيت مؤسسات التعليم الخاص ومدارس البعثاث الأجنبية الراقية تدرس باللغات الأجنبية•••.
أن تعريب التعليم لم يواكبه تعريب مؤسسات الدولة والمعاملات التجارية والإقتصادية والإعلام وغيرها من قنوات التحكم في جهاز الدولة.
أن المناصب المهمة في جهاز الدولة تتطلب لشغلها، تكوينا باللغة الأجنبية وخاصة الفرنسية.
وكذلك الشأن بالنسبة للمؤسسات والمقاولات الإقتصادية الضخمة التي لاتوظف لمهام التسيير والإدارة إلا خرجي المدارس والمعاهد الأجنبية أو المكونة باللغة الفرنسية.
وهذا ما يؤكد أن اللغة الفرنسية التي قيل بأن التعريب جاء لمحاربتها وتلقي التكوين بها. مازال ينظر إليها على مستوى القناعات والذهنيات كإمتياز، وحظوة. لذلك كانت الوظيفة الحقيقية للتعريب في ظل مغرب الإستقلال، مرتبطة بتحييد الجماهير الشعبية، من جهة والحد من إنتشار الأفكار المعارضة للدولة من جهة أخرى.
وإن كانت الوظيفة الأولى قد أعطت ثمارها بحيث حافظت على الرأسمال الرمزي للنخبة الوارثة لجهاز الدولة الفرنسي الأصل. ويتجلى ذلك من خلال الحفاظ على التقسيم الإجتماعي للعمل، والسياسي للوظائف مابين مهام التسيير والإدارة والإشراف والمراقبة وممارسة السلطة التي تقوم بها الطبقات الثرية، التي حصلت بفضل ثروتها ومكانتها الإجتماعية، على تعليم جيد ونافع، أهلها لتولي تلك المهام، ومهام أقل مرتبة، من حيث قيمتها المادية والرمزية، وهي مهام التنفيذ والإنجاز التي تضطلع بها الجماهير الشعبية.
غير أن سياسة التعريب وإن كانت قد حدت من إنتشار الأفكار المعارضة لشرعية الدولة في المغرب المستقل، وشرعنت نظرية الوحدة الوطنية، فإنها في المقابل ولدت توجهات معارضة للدولة، إعتمادا على الرغبة في تقسيم الرأسمال الرمزي المرتبط باللغة العربية• أوالدعوة إلى رفض الوحدة الملغية للحقيقة التاريخية المرتبطة بتنوع البعد الهويتي للمغرب••، من خلال المطالبة بتكريس اللغة الأمازيغية كلغة وطنية في مختلف مجالات الدولة، والمجتمع. و هذا ما أدى إلى التراجع عن سياسة التعريب في ظل مغرب الإنتقال الديمقراطي نظرا للتحولات التي عرفها المغرب والمنطقة المغاربية بصفة عامة،ذلك أن إرتفاع المد الإسلاموي وظهور الحركة الأمازيغية المدينية•دفع بالدولة الوطنية إلى إعادة النظر في السياسة التعليمية، من خلال إدماج مواد جديدة وإعادة النظر في البرامج التعليمية المرتبطة بسياسة حقوق الإنسان وتحديث تدريس اللغة العربية نفسها، مع الإنفتاح على اللغات الأجنبية وخاصة الفرنسية( ) من أجل تكريس مفاهيم التعددية عوض الأحادية الفكرية التي كانت طاغية على البرامج التعليمية.
وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل عن إشكالية مأسسة التعددية اللغوية وإدماجها في أجهزة وقنوات الدولة الوطنية.



#امغار_محمد (هاشتاغ)       Amrhar_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسعار والضرائب والمواطن في الدولة التحديثية
- الاستاذ محمد الصبري رجل صمته كلام
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية ...
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية ...
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية ...
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية ...
- الاغلبية والمعارضة اولا او الممارسة السليمة للديمقراطية
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي. رسالة جامعي ...
- هل يجوز اشراك اعضاء السلطة القضائية في اعداد مشروع قانون الم ...
- المحاماة وحسن الاختيار
- الإطار الفلسفي والقانوني لاستقلال المحاماة وتنظيم الدعم المب ...
- المحاماة والتواصل الرقمي
- الاستاذ ابراهيم السملالي او النقيب القومي
- تنقل المحامون من هيئة الى هيئة وسوء الفهم الكبير
- التنزيل الامثل لقانون حالة الطوارئ الصحية المحاماة الصحافة و ...
- المناضل السياسي القاعدي داخل التنظيمات الحزبية انسان سادج
- المخزن كاداة لاحتواء تناقضات المجتمع المغربي
- مشروع قانون 20_22
- المدخل لعلم السياسة
- انتخاب مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب بين النص القانوني و ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امغار محمد - التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة السابعة