أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امغار محمد - التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة الرابعة















المزيد.....

التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة الرابعة


امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفصل الأول: المسألة الثقافية وواقع التعددية اللغوية في مغرب الإنتقال الديمقراطي.

إن قياس مدى ترسخ مفاهيم الديمقراطية داخل أي مجتمع يتطلب الإنطلاق من القواعد المتعلقة بضبط الواقع وفهم الأنساق الإجتماعية، والثقافية، والسياسية المتداخلة فيه، وإذا كانت التعددية كمفهوم محوري للفكر الديمقراطي فإن مقاربة أي ظاهرة إنسانية تتطلب الإنطلاق من رصد خصائصها وتجلياتها. وكما نعلم فالمسألة الثقافية ليست وليدة اللحظة الراهنة في المغرب المعاصر بل هي من التساؤلات الكبرى، للمغرب العميق( )، فماهي إذن اللغات السائدة داخل مغرب هنا والآن؟ وماهي خصائصها؟ وماهو المجال الذي تتحكم فيه كل لغة؟ وماهي الآثار الثقافية والسياسية لهذه التعددية؟ وماهي العلاقة الموجودة بينها وبين النظام المعياري؟ وماهي قيمة كل منها داخل سوق القيم الرمزية الوطنية؟
ذلك ماسوف نحاول الإجابة عنه في هذا الفصل من خلال التطرق إلى المجال السوسيو لساني المغربي في مبحث أول. وعلاقة اللغة بالخطاب السياسي المغربي في مبحث ثاني. ثم إشكالية مأسسة واقع التعددية اللغوية في مبحث ثالث.

المبحث الأول: المجال السوسيولسني المغربي
إن الحديث عن اللغة هو حديث عن التواصل بين بني الإنسان، حيث أنه في هذا الإطار لايمكن الحديث عن التواصل بدون لغة، ذلك أن كل لغة كيفما كانت مكانتها هي تواصل وكل تواصل كيفما كان نوعه هولغة. وهذا ما أكدته اللسانيات الوظيفية، والتي جعلت الوظيفة الأساسية للغة هي التواصل، ورغم أن تشومسكي يرفض هذا الطرح الوظيفي، حيث يجعل اللغة وسيلة للإبداع والخلق( ) إلا أنه مع ذلك لايمكن إهمال أهمية التواصل والإبداع في اللغة.
والإبداعية هنا يقصد بها إستعداد الذات المتكلمة، للإنتاج اللغوي وفهم عدد لاحصر له من الجمل التي لم يسبق للمتكلم أن نطق بها أو سمع بها من قبل.
وهكذا فالذات المتكلمة للغة من اللغات السائدة في المغرب، عربية أمازيغية، فرنسية يمكنها أن تفهم الجمل وإختلافها عن غيرها، مع أن هناك حظوظا قليلة لأن تكون قد سمعت بها، ودون أن تكون ملمة بإصطلاحات علماء اللغة وقواعدها.( )
واللغة كأداة للتواصل لاتتم حسب اللغوي فريديناند دوسوسور في كتابه، محاضرات في اللسانيات العامة إلا عن طريق دورة الكلام، وهي عبارة عن تحاور بين شخصين فأكثر، حيث أن الحد الأدنى للتواصل يتطلب وجود شخصين على الأقل( ) والتواصل بواسطة اللغة يقتضي لكي يتم، توافر عدة عوامل منها:
- إنسان مرسل، أومتكلم.
- إنسان متلفظ له أومستمع.
- لغة إتصال بين المرسل والمستمع والتي تكون مشتركة يتكلمها المرسل والمستمع معا .
واللغة هي وليدة لتطور تاريخي تدخل فيه مؤثرات عديدة ومتباينة وهي بالتالي لايمكن تفسيرها كظاهرة إجتماعية إلابالعودة إلى تاريخها، لذلك فإن معظم اللغات السائدة في المغرب، والعالم بصفة عامة والتي يتكلمها الناس اليوم لم يبدأ بكتابتها إلامن زمن قريب ( ) بل الكثير منهابدأت كتابته في عصرنا الحالي• . واللغات القديمة التي نملك منها شواهد قديمة نسبيا لم تعد مستعملة كما هو الحال بالنسبة إلى اللغتين البابلية والمصرية القديمة، والليبية، أو الأمازيغية القديمة. ( )
ومن بين التساؤلات التي يطرحها الأطلس اللساني المغربي العلاقة بين اللغة واللهجة، ذلك أن التعددية اللغوية المركبة غالبا ماتطرح إشكالية التباين في اللهجات سواء، من حيث المنطقة الجغرافية أو المجموعة اللسانية، أو الطبقة الإجتماعية، أو محل العمل والتخصص، أو بين الأفراد إناثا وذكورا، وهذا يطرح التساؤل حول مدى ترابط هذه اللهجات، وعن مدى التواصل بين المجموعات اللسانية التي تتحدث بلهجات مختلفة للغة معيارية واحدة..
وهكذا فالناطقون باللهجات الأمازيغية••الثلاثة، تشلحيت، تريفيت، تمزيغت،غالبا مايجدون صعوبة في التفاهم نظرا للتباين الموجود ما بين اللهجات الثلاثة.
وهذا راجع إلى غياب التواصل بين القبائل المنتمية إلى الجهات الجغرافية الثلاثة وحلول العربية محل الأمازيغية كلغة رسمية وأداة للتواصل بين الجماعات اللسانية الجغرافية( ).إن الأطلس اللساني إذن في المغرب الحالي يشهد على أنه بلد على درجة كبيرة من التعقيد اللغوي، رغم أنه يبدي في الظاهر ثنائية لغوية بسيطة تتمثل فقط في اللغة العربية والأمازيغية، وفي هذا الإطار يمكن إستخلاص ثلاث مستويات متميزة من التواصل اللغوي( )
مستوى إستخدام اللغة للتواصل اليومي والتطبيق.
- اللهجات العربية: الدارجة، والحسانية.
- اللهجات الأمازيغية: تريفيت، تامزيغت، تشلحيت.
مستوى إستخدام اللغة لأغراض دينية، حكومية، تعليمية.
- اللغة العربية لغة القرآن الكريم.
- اللغة العربية الكلاسيكية أي الفصحى.
- العربية المخزنية
- العربية العصرية الموحدة.
- العربية المستخدمة في وسائل الإعلام.
مستوى إستخدام اللغة لأغراض إقتصادية والإنفتاح على العالم الخارجي والتبادل والبحث والتواصل بين مكونات النخبة.
- الفرنسية.
- الإسبانية.
- الإنجليزية.
وهذا الأطلس اللساني تظهر تأثيراته واضحة على الطفل المغربي، ذلك أنه عندما يدخل المدرسة لأول مرة، وهو في السابعة أو الثامنة من عمره، يكون قد تعلم بصفة تلقائية لغته الأم وهي إما عربية عامة دارجة أو حسانية، وإما إحدى اللهجات الأمازيغية الثلاث، فهي مختلفة بقليل أو كثير عن اللغة التي سيتلقى بها دروسه، لذلك فإن تعامله مع لغته الأولى يتصف بالتلقائية عكس لغة المدرسة مما ينعكس سلبا على مستوى التحصيل العلمي في المدرسة المغربية على النمط الإستقلالي. ( ) وهذا ما يعكس التراتبية الإجتماعية للأطلس اللساني المغربي.
وتبعا لذلك فإن وظيفة اللغات المختلفة داخل النسق المغربي تتلخص في مايلي: فأما العربية الدارجة، و اللهجات الأمازيغية ، فلاتستعملان إلا محليا•• داخل الحواضر والقرى، وتتميز الأولى بهيمنة واضحة على السوق الشفوية المغربية بحوالي 80% ( ) وتحقق لذلك تواصلا بين المجموعات اللغوية المختلفة، مضطلعة بالوظيفية الناقلة بين العرب والأمازيغ، وبين العرب أنفسهم.
أما العربية الفصيحة والفرنسية فلا تستعملها إلا أقلية قليلة من المثقفين.هذا في الوقت الذي تخلت فيه الإسبانية عن مواقعها لصالح الأخيرتين.
أما الإنجليزية فماتزال تبحث لها عن موقع قدم داخل سوق الأعمال، خاصة بعد أن دخل المغرب عهد العولمة والسوق الإقتصادية الحرة.
لذلك فإن معاينة الحقل اللغوي أو السوسيوثقافي بصفة عامة في المغرب، من شأنه أن يبرز للباحث بأن هناك نخبة تعيش في الرفاهية، وأغلبية إما تعيش بموارد متواضعة وغير مضمونة، وإما في تهميش يكاد يكون مطلقا. وهذا ما أدى إلى خلق هوة إجتماعية رهيبة بين المكونين للتركيبة الإجتماعية المغربية، أدت إلى القطيعة بين الفئتين مع فروقها الثقافية واللغوية.
وبما أن للممارسة السياسية تأهيلات إقتصادية وثقافية فلاغرابة أن تظل التنظيمات السياسية المغربية نخبوية . لأن البلد كله ينبني على هوة بين نخبة قليلة العدد وقاعدة أكبر.( )
يتضح من كل هذا أن النسق اللغوي المغربي أكثر تعقيدا، وهذا التعقيد مستمد من الطبيعة الهجينة للمجتمع، والإستعمال السياسوي للمسألة الثقافية، المرتبط بالتراكمات التاريخية. هذه السياسة التي أثرت بشكل كبير في المسار السياسي والثقافي المغربي، والذي أفرز نوع من الإنغلاق للنظام أي إنغلاق النخبة في دائرة بعيدة عن الجماهير. وهذا يتضح من خلال تبني نمطين للتنشئة الإجتماعية والسياسية كل نمط له نسقه اللغوي الخاص به، وهذا ما سوف يتضح من خلال التمييز مابين اللغات الشعبية واللغات العالمة، أي العلاقة بين الثقافة الشعبية، وثقافة النخبة.



#امغار_محمد (هاشتاغ)       Amrhar_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية ...
- الاغلبية والمعارضة اولا او الممارسة السليمة للديمقراطية
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي. رسالة جامعي ...
- هل يجوز اشراك اعضاء السلطة القضائية في اعداد مشروع قانون الم ...
- المحاماة وحسن الاختيار
- الإطار الفلسفي والقانوني لاستقلال المحاماة وتنظيم الدعم المب ...
- المحاماة والتواصل الرقمي
- الاستاذ ابراهيم السملالي او النقيب القومي
- تنقل المحامون من هيئة الى هيئة وسوء الفهم الكبير
- التنزيل الامثل لقانون حالة الطوارئ الصحية المحاماة الصحافة و ...
- المناضل السياسي القاعدي داخل التنظيمات الحزبية انسان سادج
- المخزن كاداة لاحتواء تناقضات المجتمع المغربي
- مشروع قانون 20_22
- المدخل لعلم السياسة
- انتخاب مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب بين النص القانوني و ...
- ازمة الديمقراطية في مهنة المحاماة
- افكار من اجل التدبير العقلاني لمهنة الدفاع
- اعلام مهنة المحاماة
- البيئة بين القانون الدولي والقانون الوطني
- الحق في الحصول على المعلومة


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امغار محمد - التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة الرابعة