أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امغار محمد - التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة السادسة















المزيد.....

التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة السادسة


امغار محمد
محام باحت في العلوم السياسية

(Amrhar Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 7165 - 2022 / 2 / 17 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي
الحلقة السادسة
المبحث الثاني: اللغة، والخطاب السياسي أية علاقة؟
إن مقاربة العلاقة القائمة ما بين القضية اللغوية في تعدديتها بالمغرب والمسألة السياسية تتطلب، الإنطلاق من طبيعة وخصائص اللغة المستعملة من طرف النظام السياسي بإعتبارها أداة لتمرير وتبرير السلوكيات والمواقف السياسية، من جهة، وأداة للتنشئة السياسية وإعادة إنتاج الدهنيات والمواقف من جهة أخرى.
كما أن معالجة المسألة الثقافية في المغرب المستقل أدت إلى طرح الكثير من التساؤلات بخصوص قضية اللغة، أهمها موقع الأمازيغية داخل المجال الحضري المغربي والذي أدى إلى نشوء حركة مدينية تناضل من أجل إعادة الإعتبار لهذه اللغة.
كما أن ترسيم العربية أدى إلى طرح مسألة التعريب كظاهرة تحاول أن تخلق نوع من التماهي مابين الدولة والمجتمع بجعل العربية تحل محل اللغات الأخرى السائدة في الواقع.
وذلك ماسوف نتناوله في نقطتين: الأولى تتعلق بخصائص لغة النظام السياسي. والثانية تتعلق بالخطاب السياسي حول اللغة.

المطلب الأول: خصائص لغة النظام السياسي المغربي:
تتميز لغة النظام السياسي المغربي، بكونها لغة النظام البتريمونيالي الجديد القائمة على أساس اللاحوارية.والمقصود بغياب الحوارية في لغة النظام ميل أصحابه إلى حرمان الطرف الآخر من الكلام أو تجاهل رأيه، وهذا ما يوضح أن غياب الحوار موجود في صلب لغة الخطاب ذاتها. بمعنى أنه ليس ناجما عن القوة أو السلطة وحدهاالتي يتميز بها النظام، بل أيضا عن اللغة المستعملة ذاتها والتي تشجع البلاغة على حساب الحواربهدف إستبطان شرعية النظام( ).
واللغة التي تخدم المقال اللاحواري للنظام البتريمونيالي الجديد بشكل جيد، لكونها تستبطن المقدس الغير القابل للنقاش هي اللغة العربية الفصحى.
هذه الأخيرة تعبر بصدق عن طبيعة المقال في النظام البتريمونيالي المغربي الجديد، ذلك أن بها يتم التعبير عن المعرفة، أي المعتقدات والمفاهيم والمعلومات الموضوعية، والمعرفة الذاتية وأنماط الإدراك الذاتي، والعلاقة الذاتية للنظام، وبها أيضا تصاغ المعرفة على شكل مقال وبها يتم تبرير التصرفات والمواقف وتمرر بها خطابات الشرعية
وتمثل اللغة العربية الفصحى في هذا الإطار دورا أكثر حيوية في التنشئة الإجتماعية، عبر القنوات الرسمية للنظام البتريمونيالي، وذلك بتحديدها للإتجاها ت والمواقف الذهنية .
ويواجه الفرد، عادة اللغة الفصحى للمرة الأولى في النصوص الدينية والثراثية، التي يطلب منه أحيانا كثيرة أن يحفظها عن ظهر قلب، وهذا ما يترتب عنه أن الطفل يعيش منذ البدأ تجربة الفصل بين التعلم والفهم• وتحبط محاولاته التلقائية الأولى للإستيضاح، ويصبح الإستظهار من غير فهم والتخلي عن طرح الأسئلة الوسيلة الأولى لثمتل الأفكار والقيم.( ) وهذا ما يفسر طبيعة لغة الخطاب السياسي داخل النسق اللغوي المغربي، والقائمة على أساس إستبطان مجموعة من القواعد المعيارية الغير القابلة للمناقشة والحوار. ••
وتنقسم لغة الخطاب السياسي في ظل النظام البتريمونيالي المغربي الحديث بشكل طبيعي إلى نوعين من المقال. مقال تعبر عنه اللغة الأصولية البطركية التقليدية للنصوص الثراثية، وآخر تعبر عنه لغة المصلحين العلمانيين من خلال أدبيات الأحزاب السياسية، ولغة الصحف اليومية. ومع أن هذين المقالين ونمطيهما اللغويين قد يختلفان في الشكل والمحتوى، فهما أساسا غير متنافرين، ذلك أن كليهما في ما يتفقان عليه، ومايختلفان فيه يرتكزان على نموذج أساسي واحد( ) هو غياب الحوار.
وقوة هذا النوع من الخطاب يركز على أن طبيعة اللغة التي يعبر بها تنبثق عن أصل ونص جازمين. ذلك أن المقال يرتكز على النص لتأكيد حقيقته وصحته. وهكذا فإن دور اللغة في المقال التقليدي البتريمونيالي لاتقوم على أساس تحقيق الإتصال وتوضيح المعاني، بقدر ما تركز على تثبيت السيطرة وفرض الطاعة.
ويهدف نظام المعرفة الذي ترتكز عليه لغة المقال التقليدي إلى تأمين سيطرة النظرة الدينية، وإلى تجريد المواقف المختلفة، أو المعارضة من أية شرعية، وهو يفعل ذلك بالتشديد على نمط من العرض يرى أنه لاوجود إلا لنوع واحد من المعرفة هي معرفته( ). ولغة المقال البتريمونيالي ترفض أي تجديد أو تحديث والذي تعتبره ضلالة وهذا ما يفسرمثلا رفض الترجمات للكلام المقدس، أي القرآن إلى اللغات الشعبية خاصة الأمازيغية. نظرا لما قد يترتب عنه من الفهم المباشر للمعاني القرأنية كما حصل في مايتعلق بالكتاب المقدس في بدء العصر الأروبي الحديث•.
الطبيعة اللاحوارية للغة النظام تكرس كذلك من خلال التعامل الدوني مع اللغة الشعبية بصفة عامة بإعتبارها لغة الغير العارف والذي ليس له القدرة والكفاءة لمناقشة آراء العارف.
ومادام أن اللغة العربية الفصحى واللغة الفرنسية هي اللغة العالمة ولغة العارف الذي يجب أن يكون في مرتبة أعلى من غير العارف أي أن يكون الأول حاكما والثاني محكوم بطريقة ما، لأن الأول يجيد لغة السلطة، والثاني يجيد لغة الشعب وهو بالتالي أمي مادام أنه لايجيد اللغة = السلطة.
فالشعب إما ناطق بالدارجة، وإما ناطق بإحدى اللهجات الأمازيغية، أو الحسانية، ومادام أن اللغة العالمة هي لغة الأوقاف والشؤون الدينية أي لغة السلطة المعنوية، والفرنسية لغة المكاتب والإقتصاد المتمثل في الشركات المالية الكبرى( ). فقدر الشعب تبعا لذلك أن ينتظر في الأسواق القروية الأسبوعية ودكاكين البيع بالتقسيط والأنشطة الإقتصادية والتعليمية العمومية الدونية أوامر الحكام المكتوبة باللغة العالمة الغير القابلة للمناقشة والحوار.
إنها أوامر وقوانين تتضمن ماينبغي القيام به لصالح دولة النخبة والنظام البتريمونيالي.
وتبعا لذلك فلغة الخطاب السياسي المغربي هي لغة النخبة الحاكمة ، بإعتبار هذه الأخيرة هي اللسان الخطابي لرسالة الدولة( ) نظرا لإتفاق مصالح النخبة والدولة، القائم على نظام المكافآت•.
لذلك فإن السلطة البتريمونيالية لن تجرؤ على تبني إصلاح حقيقي للغة الخطاب السياسي وإحداث خطاب قائم علىآليات الحوار بين مكونات المجتمع المدني التقليدي والحديث.
فالسلطة السياسية تعتمد الإزدواجية السياسية، فهي تحافظ على لسان محنط لتكسب قدرا من الشرعية، وتفتح المجال لنشر لسان أجنبي لتحقق قدرا من "التحديث" ، وتترك الحرية للهجات لتضمن قدرا من الإستقرار الداخلي.( )
و تحديث لغة الخطاب السياسي داخل المجتمع المغربي أمر خطير لاتقدم عليه إلا سلطة واثقة من شرعيتها، مطمئنة على مستقبلها،( ) غير أن التحول الذي عرفته لغة الخطاب السياسي العالمي، والذي أصبح قائما على مفاهيم حقوق الإنسان، ترتب عنه التأثيرعلى مكونات المجتمع المدني الجنيني المغربي، الشئ الذي أدى إلى ظهور حركات تنادي بدمقرطة اللغة، من خلال الإعتراف بالتعدد اللغوي، والإعتراف بضرورة توزيع الثروة الرمزية المرتبطة بالموروث الثقافي.



#امغار_محمد (هاشتاغ)       Amrhar_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية ...
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية ...
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية ...
- الاغلبية والمعارضة اولا او الممارسة السليمة للديمقراطية
- التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي. رسالة جامعي ...
- هل يجوز اشراك اعضاء السلطة القضائية في اعداد مشروع قانون الم ...
- المحاماة وحسن الاختيار
- الإطار الفلسفي والقانوني لاستقلال المحاماة وتنظيم الدعم المب ...
- المحاماة والتواصل الرقمي
- الاستاذ ابراهيم السملالي او النقيب القومي
- تنقل المحامون من هيئة الى هيئة وسوء الفهم الكبير
- التنزيل الامثل لقانون حالة الطوارئ الصحية المحاماة الصحافة و ...
- المناضل السياسي القاعدي داخل التنظيمات الحزبية انسان سادج
- المخزن كاداة لاحتواء تناقضات المجتمع المغربي
- مشروع قانون 20_22
- المدخل لعلم السياسة
- انتخاب مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب بين النص القانوني و ...
- ازمة الديمقراطية في مهنة المحاماة
- افكار من اجل التدبير العقلاني لمهنة الدفاع
- اعلام مهنة المحاماة


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امغار محمد - التعددية اللغوية في المغرب بين الثقافي والسياسي رسالة جامعية في العلوم السياسية الحلقة السادسة