أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - وادي الارواح /رواية -الفصل الحادي عشر















المزيد.....

وادي الارواح /رواية -الفصل الحادي عشر


ذياب فهد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 21:09
المحور: الادب والفن
    


كنت في الصين لعشرات الالاف من الزيارات ،وذلك حين كنت أبعث بالفراشات الى وادي الارواح ، ولكني لم التفت أو حتى أفكر بالناس الذين يسكنوك هذه الأرض فقد كانت الارواح التي أحمل فراشاتها لا تترك لي أية فرصة ،كانت الحروب التي تحصل على مدار العام الواحد بالعشرات وقد كان المتقاتلون قساة ضد بعضهم البعض ولا يتسمون بأية مشاعر للعطف أو الرأفة ، كان الشباب يقتلون والشيوخ يتركون للجوع أما النساء فقد كانت تسبى للعمل كمحضيات أو خادمات أو عاملات في المزارع، وفي الحرب اليابانية الصينية في عام 1937 كنت قد أرسلت الى وادي الارواح اكثر من احدعشر مليون فراشة صينية واربعة ملايين فراشة يابانية ،كانت أيام مرعبة ، حتي إني سألت (صديق الانبياء )لماذا لا يعمد القدير الى تحديد الخصوبة عند الجنس البشري بحيث تكون الولادة كل 10 سنوات للتحكم بزيادة السكان بدلا من دفعهم الى الاقتتال لعدم فساد الارض ،أجابني بأنه لاعلم له ولا يمكن أن يعطي إجابة في حكمة (القدير )
كان وفدنا مؤلفا من أربعة اشخاص هم أعضاء وسكرتيرة لتدوين الوقائع ،فالمدير العام لا يرغب في مشاهدة التسجيلات التلفزيونية ولا الاستماع الى (الثرثرة ) في الاجتماعات ، ترأس الوفد معاون المدير العام الذي يتميز بالتزام الصمت على نحو ملفت للنظر ، ويفتقد وجهه لأية انطباعات يمكن أن تستشف منها ما يدور بخلده ، وعند الإجابة عن استفسار ما ،يعطي جوابا واضحا ولكن ببضع كلمات ،في الطائرة كان يقرأ بكتاب مغلف بورق ملون ،حين غادر الى التواليت ،قال لنا الرجل الذي ما يزال يعبث بمفاتيحة وبصوت هامس (الجريمة والعقاب )،كان معاون المدير العام من أصول باكستانية ، وقد انهى دراسته للدكتوراه في الرياضيات العليا
عند مغادرتنا الطائرة في مطار شنغهاي وقبل أن ندخل صالة المطار أقترب مني وهمس (لقد بدأت مهمتك )عليك ان أن تلازم مرافقنا الصيني واحرص على أن تتخاطب معه بالانكليزية ،كان مرافقنا عند دخولنا الصالة ،شابا دائم الابتسامة ولكن في عينية كمية من المكر تعلمها من الوصايا التي سمعها من رؤسائه ، لايكتفي بالحديث معي عن الطقس في شنغهاي وعن برنامج زيارتنا بل كانت عيناه تدوران بكل الاتجاه ،
بعد إن استلم الجوازات وتأكد من التأشيرة ، تفحصنا جميعا بنظرة بدت محترفة ، خمّنت انه كان ، أو ما يزال يعمل في إحدى دوائر المخابرات الصينية ، في غرفة كبار الضيوف كان في استقبالنا المدير التنفيذي لشركة (هاير ) وكنت قد اطلعت على التطور الملفت للنظر الذي حققته الشركة في الصين وعلى مستوي العالم ، وكان بمعيته سيدة صينية صغيرة الحجم ورقيقة، قال الرجل الذي يعبث بمفاتيحه ،أستغرب كيف يمكن لهذه السيدة أن تسير في الشارع عند وجود رياح متوسطة !!
كنت أرافق الوفد باعتباري مدير العلاقات العامة ،وكان هذا مؤشر أمام أسمي في الكتاب الموجه لشركة هاير، فكرت إن فراشة هذه السيدة قد لا تتحمل النقل الى وادي الارواح،ولكني كنت شديد الحيرة حينما بدأت تتكلم ، كان صوتها قويا وواضحا وتلفظها مميزا وكأنه خرير ماء من شلال صناعي يحيط به سكون شامل،تبادلنا عبارات المجاملة وسلمّنا المرافق الصيني برنامجا تضمن اوقات المناقشات والزيارات لبعض المصانع العائدة للشركة الصينية وبعض المرافق السياحية ، كان البرنامج دقيقا ومناسبا لنا ، هذا ما أكده رئيس الوفد ،
ما لفت نظري هو التنظيم المنضبط في كافة المصانع التي قمنا بزيارتها، وحتى في مقر الشركة في مدينة تشينغداو كان العمال والموظفون يتحركون بهدوء ويسود الجو العام طابع الجدية والشعور بالمسؤولية ،في الشوراع الأمر مختلف بعض الشيء فالشباب يتصرفون بروح غير منضبطة وبعضهم يقلد موضات هوليود في قصة الشعر او الملابس ولكن هذا لم يطغي ليصل حد الفوضى ...في اليوم الثالث كنت أتجول في أحد مراكز البحث والتطوير حين رأيت حامل الفراشات في أسيا يدخل عجلا الى المركز قافزا من الشباك المطل على حديقة صغيرة من زهور الأراولة النادرة بالونها الزاهية والمتنوعة ، شعرت بانقباض ...أحدهم سيموت ...توقفت عن دراسة المخطط الذي كنت اتصفحه وراقبت المنتسبين ، سقط مهندس شاب وتحرك الجميع نحوه بقصد اسعافه أو نقله الى المستشفى ، قلت لقد انتهى ...نظر الجميع نحوي باستغراب فأنا لم أقرب منه ولم أجس نبضه فكيف قررت وفاته...غادر حامل الفراشة على عجل ...
قال إبليس :لقد رأيتك منزعجا ...أليس هذا ماكنت تقوم به ؟
كان الإجتماع الأول لبحث ما يمكن أن تقدمه شركتنا في مجال التمويل والخبرة الفنية مع التأكيد على الابتكار
لم يتبادل أعضاء الوفد الصيني الحديث اثناء الاجتماع كانوا يمررون ورقة يكتبها من يرغب لفت انتباه رئيس الوفد الى ملاحظة معينة ...كانت إحدى تلك الاوراق قد تضمنت ثلاث نقاط أمكنني رؤيتها ...وقمت بعمل ذات الاجراء ...كتبت ما تداولوه ، كانت الملاحظات تتعلق بما نعانيه في مجال السسيولة النقدية ، والثانية حول ما نواجهه من منافسة والثالثة حول قدراتنا في مجال الابتكار، ويخلص كاتبها الى طلب التشدد معنا للحصول عل شروط مناسبة لهم مع الاشارة الى أهمية السوق الامريكية لهم ، كانت مفاوضات صعبة ولكن أمكن التوصل اخيرا الى صيغة اتفاق مقبولة
في المساء دعينا الى حفل فني منوع ، كانت الصينيات على العموم اكثر اهتماما بتسريحة الشعر من ملابس السهرة والفتاة التي كنت أراقصها كانت تتحدث عن شغفها بالحياة في الغرب وتحلم بالعمل في هونغ كونغ ،في اليوم التالي قمنا بجولة حرة ، ما أدهشني هو ان الدولة حاضرة باصغر الشوارع،والتنظيم مدروس بعناية في امتداد الشوارع وفي واجهات المحال وفي عمليات البيع والشراء، قال رجل كان يتطلع نحوي باستغراب ، هنا مستقبل العالم ...المدينة مثل خلية نحل تخدم الملكة ..... كنا في السماء نسكن هدوءا شاملا ...الناس هنا يعرفون ان العمل يعني البقاء حيا ...في حين كنا بلا عمل عدا بضعة ملائكة مهامهم محددة ولكنها مؤجلة ، قالت المرأة ذات الشعر البلاتيني الباهت ،كيف تستطيع الحكومة تأمين الخبز اليومي !
قال رئيس الوفد –كان وجودك مهما معنا
قال الرجل الذي يعبث بمفاتيحه-ستجد ان ترقيتك حاضرة فور التحاقنا بالعمل
فكرت بموظفة الاستقبال في الفندق التي تم تسريحها ....سأعمل على أن تكون سكرتيرتي حال تحقق الترقيىة ....كانت هادئة وجميلة وبحاجة الى العمل ....وربما أشعر نحوها بتعاطف غامض ....حين نزلت من المترو في حديقة جيجياتغ كان الوقت ظهرا ...توجهت الى البحيرة حيث تتحلق حولها مقاه أنيقة ويشملها هدوء ساحر ، حين استرخيت على مقعد وثير وقبل أن اتناول كوب القهوة تقدم نحوي رجل في الخمسين أنيق المظهر شعره مصفوف بعناية وملابسه بلون رصاصي غامق ،قال – هل يسمح السيد بأن يريني جواز سفره.
فاجأني الطلب وشعرت بأن حالة الاسترخاء والتمتع بشاعرية المكان قد هربتا على عجل
-الجواز في الفندق وأنا مع وفد امريكي بضيافة شركة هاير
-هل لديك رقم الشخص المرافق للوفد من شركة هاير
-لا ولكن عندي بطاقة الزيارة لمهندسة في الشركة كانت معنا ليلة أمس في حفل أقامته شركة هاير
كانت المهندسة في قسم التطوير والابتكار ،شابة من أصول مسلمة ولكنها عضو نشط في الحزب الشيوعي، حين جاءت كانت تبتسم فيما تترنح خصلات شعرها على جانبي وجهها الأبيض المستدير، ترتدي معطفا ابيضا سميكا بفروة صناعية حول رقبتها فيما بدا انفها الصغير الأفنص أحمر بسبب البرد ،سلمت على الشاب الذي استقبلها بمودة كأنه يعرفها ، قالت نعم السيد جاكوب أحد أعضاء الوفد الامريكي الذي تستضيفه شركتنا ، إعتذر الشاب بأدب ولكنه طلب مني أن لا اترك جواز سفري في الفندق ،إبتعد خطوتين وتوقف ملتفتا نحوي
-ارجو ألا تتعامل مباشرة بالدولار ...إحرص على تحويله رسميا الى الين
كانت المهندسة ما تزال مبتسمة حتى تولد لدي شعور انها تظل تبتسم وهي نائمة ، حين اعتذرت منها قالت بأن ماحصل يتكررمع زائري الصين ، دعوتها للجلوس فسحبت كرسيا واسترخت وهي تخلع قفازيها ، طلبت شايا صينيا وقطعة كيك بالكراميل
-حسنا ساكلفك بعض المال !
-لا تفكري بذلك ...ندفع في أمريكا ثلاث اضعاف المبلغ الذي ندفعه هنا
-لن أعلق
وهي تشرب الشاي الذي كان يتصاعد منه بخار حار عطر
قالت-هل لديك معرفة باللغة الصينية ؟
-لا ...ولكن لماذا ؟
وضعت كوب الشاي على الطاولة وجاهدت ان تكون مرحة
–رغم البرد الحدائق مكتظة ...هل تعلم ان الصينيين مغرمون بالبحث عن الجديد ،نحن اكبر الموردين لاقبية النبيذ الكهربائية للسوق الامريكية
-قلت اني لا أعرف اللغة الصينية عدا بعض الملصقات التي هي أقرب للرسوم التجريدية
ابتسمت –حسنا ...لنترك موضوع اللغة الصينية ...كان عابرا
طلبت كوبا من الشاي الصيني
قالت- هذا يسرّع بفك شفرة الرسوم التجريدية الى حروف !!!
-ربما ...ولكنه بحاجة الى بضع سنين
كانت تنظر الى عيني مباشرة فكرت انها تحاول التخاطر معي ....تذكرت ماري التي تزوجت
قال ابليس- انك تتعلم بسرعة
دخل الصالة الزجاجية ثلاث فتيات وهن يمسكن بأيدي بعضهن ، يرتدين بنطلوات جينز وكنزات صوفية ثقيلة تغطي رقابهن فيما يتدلى شعرهن الكثيف على اكتافهن ،كن يغنين (فان بني ) ويرقصن
-هذا هو الجيل الجديد ....تصور إن الصين تصدر الملابس الى أسواق العالم ولكن البعض يصر على شراء الملابس المستوردة..
-هناك البعض يحاول أن يتميز عن الاخرين
فكرت في نفسي ألم اصر على أن أتميز عن الملائكة !!
قالت-حقا ....هل أدعوك لشرب القهوة في شقتي
أصرت على دفع الحساب ،كانت شقتها في الطابق الحادي والعشرين ،من الواضح ان المهندسة تتمتع بلمسة فنية رفيعة ، كان اللون الليموني هو الغالب على محتويات الشقة المكونة من غرفة نوم واسعة وفوق سرير النوم لوحة مقلدة لكادنسكي برسومها التي تتميز بالمثلثات وعند التلفزون تمثال نصفي لافروديت وفوق افريز الشبان تمثالا لبوذا فيما تتدلى ستائر من الساتان
كان المقعد وثيرا حيث جلست وراحت هي تعد القهوة بمطبخ مفتوح ، قال ابليس انها فرصة نادرة ...قالت المهندسة ...مع الحليب قلت لا ..أحب القهوة المرة قلت هل تسمحين بسؤال عرضي
-نعم
كانت تجلس في مقابلتي، صالبت ساقيها ووضعت كوب القهوة على المنضدة، قال ابليس إنها تنتظر منك الخطوة الاولى ...قلت أنت تذهب بعيدا
-ما أجد فيه مفارقة انك تعلنين انك مسلمة وفي ذات الوقت عضوا في الحزب الشيوعي الصيني
-أنا أجمع بين قيم التراث وقيم العدالة الاجتماعية
قال ابليس أنتما تذهبان بعيدا ! قلت ، وانت الطيّب الذي يرغب أن نجتمع ، قال الامور بخواتيمها
تابعت – تكويني ربما مختلف ، وكثيرا ما أتعرض لهذا السؤال ، ورفاقي في المنظمة التي انتسب اليها يعاملوني باحترام ، بهذا التمازج تحولت الصين الى دولة تتطور بسرعة مذهلة ، هل تعلم بأن شركتنا كانت قبل اربعين سنة شركة صغيرة مغمورة والان هي واحدة من الشركات الرائدة في العالم بحيث تحضرون من امريكا للتعاون معها ، بالمناسبة هل تسمح لي بملاحظة
-بالتاكيد
-لقد لحظنا إنك على معرفة كافية باللغة الصينية
حاولت ان أحتج
-لا عليك هي ملاحظة ، كنت الوحيد الذي يتابع حديثنا بعنايىة وتركيز ، كما كنت تحاول دائما ان تقرأ ما يكتبه أعضاء وفدنا ويمرره الى رئيس الوفد.
لم أعلق ، بدء مطر شديد ورياح أشبه بالعاصفة أدى الى اهتزاز الشباك العريض واشتدت الظلمة
-كيف يمكن ان أخرج ؟
-إذا لم يتحسن الطقس فيمكن ان أرتب لك مكانا لقضاء الليلة هنا
كان ابليس يقف في مدخل الصالة وهو يبتسم ،قال أعتقد إن ما ينقصك لتكون كائنا بشريا هو احساسك بأنك ذكر !! قلت له لماذا تصر على ملازمتي ألا يوجد في الكون الارضي غيري لتهتم به؟أغمض عينيه وقال حين كان هاروت وماروت في بابل ، كنت ألازمهما ...كانا أهم من في الكون الأرضي، و كانت النتائج كما توقعت فقد كان تأثيرهما على سكان بابل قد امتد ليشمل العالم ، كان الزوار والمسافرون ينقلون السحر الى ارجاء العالم، قلت له ، كم انت مغرور ...كان السحر منذ المواجهة بين سحرة فرعون وموسى في الحديقة الملحقة بالقصر الفرعوني....قال هذا صحيح ولكن سحر بابل الذي انتشر كان شاغل الناس من شاعل المصابيح في الليل الى إمرأة قائد الجيوش الامبراطورية ،الملاك الذي ينزل الى الكون الارضي ثروة بالنسبة لي ، على أية حال فكر بأنك رجل في حضرة إمرأة
كانت المهندسة ترتب لي مناما في الصالة وحين عادت قلت لها
– قررت ان أخرج
لم تعارض ،ىقالت لن تجد سيارة أجرة ، ساتصل بالشركة ليرسلوا سيارة، قال ابليس لقد فشلت في أول اختبار لك كرجل في الكون الارضي ، مازالت بعض صفات الملائكة عالقة بك
كانت الرطوبة العالية وارتفاع درجة الحرار في الخارج مرهقة ، حين دلفت الى السيارة شعرت براحة عميقة فقد فتح السائق جهاز التبريد ،ربما أحتاج الى وقت أطول لتنمو في اعماقي الغرائز الطبيعية لساكني الكون الارضي ، احتاج الانسان الى ملايين السنين كي يدجن احتياجات غرائزه ولكن مما لحظته إن بعضهم لم يتمكن من ذلك ، الرغبة في الاستحواذ على ما لدى الغير أو الوحشية في امتلاك الجنس الاخر ما تزال لم تدجن بعد ،قال السائق بالصينية ، اليوم مرعب ...قلت بالانكليزية ،ماذا ، لم يرد ،
قال الرجل الذي يعبث بمفاتيحه –مساء اليوم لدينا دعوة لحفلة لموسيقى شوبان،
كنا على الفطور ...قلت –وخلال النهار ؟
أجاب بسخرية –يمكن ان تخرج مع مهندسة التصاميم !!
لم أعلق ولكني أدركت إن علاقتي الطارئة مع المهندسة أصبحت موضوع تندر بين أعضاء الوفد وقد شغلني ذلك ، هكذا تسير الامور في الكون الارضي حيث يمكن ان يصاغ موضوع متكامل من اشارة عابرة أو علاقة تمت بالصدفة ،في السماء لم يكن مثل هذا ممكنا (فالقدير ) يرى النوايا وما يدور في عقول الملائكة لذا فقد كانوا يجتهدون للحفاظ على نقاوتهم الصادقة وروحهم الشفافة التي يمكن أن ترى من خلالها كل شيء،قال ابليس كنا مخترقين ولكني لم افكر بعدم السجود لادم حتى لا يكتشف (القدير )ذلك، أعلنتها في اللحظة الاخيرة ولهذا كان( القدير) قاسيا في خطابه معي .
قالت المرأة ذات الشعر البلاتيني الباهت –هل تحب شوبان ؟
للتخلص من الاحراج قلت - أنا أميل الى الموسيقى الكلاسيكية
-أنا أعشق شوبان ،لا يمكن أن تتصور كم هو مدهش، خصوصا عزفه على البيانو في المقطوعة الحالمة
-حلم رومانسي.....قلت ذلك لمشاركتها الحديث وبطريقة مناسبة لأي تفسير ايجابي
نظرت نحوي باعجاب
بعد ساعتين من الموسيقى الهادئة والحالمة قررنا أن نذهب مع مضيفينا الى حانة صينية
رتبوا لنا مكانا في اخر الصالة المكتضة ، كانت اللغة الصينية المتقاطعة والمتنوعة بدرجة حدتها وهدوئها أشبه بضجيج مختلط لا تتبين منه شيئا
الطاولة التي تم إعدادها تسع أحد عشر شخصا ، المهندسة وثلاث موظفات ومعاون المدير العام من شركة هايرووفدنا اربعة اشخاص وشخصين من القنصلية الامريكية في شنغهاي ،تقدم أحد الصينيين نحونا ، كان قد تجاوز الستين قصير القامة ممتلئ يلبس سترة سوداء طويلة ، كان استثناء من تميز من رأيتهم من الصينيين بشعر كث ، أصلعا ، كان ثملا ، يشرب مباشرة من زجاجة (بيجيو) انتبهنا له ...
قال - انت ايها الامريكي اللعين لدي اقتراح لك
-نعم ....يسعدني أن أسمعه
-انفك زائدا انف السيدة التي الى جنبك ثم نقسمهما بينكما ، هل تعلم ماذا ستكون النتيجة؟
-ماذا ستكون ؟-
-أحلى انفين في العالم ، ويصلحان لغلاف مجلة فرنسية
قال الرجل الذي يعبث بمفاتيحة –فكرة مدهشة ونحقق مشاركة أمريكية صينية في بنية التكوين الوجودي !
قال أحد موظفي القنصلية –انت تحقق تقدما في الصين
قال ابليس – انت تقترب من خط الشروع
كان معاون المدير العام يبتسم لأول مرة منذ أول يوم صعدنا فيه سلم الطائرة في مطار نيويورك.



#ذياب_فهد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وادي الارواح /رواية -الفصل ا لثامن
- وادي الارواح /رواية -الفصل العاشر
- وادي الارواح /رواية -الفصل التاسع
- وادي الارواح /رواية -الفصل السابع
- وادي الارواح /رواية/ الفصل السادس
- وادي الارواح /رواية/ الفصل الخامس
- وادي الارواح /رواية -الفصل الرابع
- وادي الارواح /رواية/ الفصل الثالث
- وادي الارواح /رواية/ الفصل الثاني
- وادي الارواح /رواية -الفصل الاول
- في السياسة المالية والنقدية لحكومة الكاظمي
- قراءة في رواية (الخط الفاصل ) للروائية منال الربيعي
- نص ...ليس بالضرورة شعرا
- الطيق الى امستردام ؟رواية - الفصل السابع عشر
- الطريق الى أمستردام /رواية -الفصل السادس عشر
- الطريق الى أمستردام /رواية -الفصل الخامس عشر
- الطريق الى أمستردام /رواية -الفصل الرابع عشر
- الطريق الى أمستردام / رواية -الفصل الثالث عشر
- الطريق الى امستردام / رواية - الفصل الثاني عشر
- الطريق الى أمستردام /رواية - الفصل الحادي عشر


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - وادي الارواح /رواية -الفصل الحادي عشر