أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - كلي الأشياء














المزيد.....

كلي الأشياء


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 7156 - 2022 / 2 / 8 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


يستيقظ في الصباح الباكر
يذهب إلى سواقي العمل حيث الطريق الوحيد للعيش في عالم الأشياء الواقعي الفج
يلملم بعض الأموال ليشتري بعض الأشياء ليستيقظ في الصباح الباكر للسنة القادمة
يلملم اشيائه ويذهب إلى المقاهي في الليل ليغتال النصف الباقي من اليوم ليجذب السنة القادمة

يتخيل أن جلسة هؤلاء كجلسة هؤلاء .. لأنه لا يعرف الفرق بين الجوهر والأشياء
بين الماء العذب الذي يروي العبث بالمعنى والماء المالح الذي يحترف الإمضاء على شيك على بياض ..للعطش
فيحبط نفس احباط السنة الماضية .. يسأل نفس الأسئلة الجوفاء ويأخذ اجابات مفرغة من الونس وحيدة مثله
ليذهب في الصباح الباكر ليغتال يوم جديد في سنة مخلوقة على صورة السنة القديمة

هكذا تعود منذ القدم .. أن يضع عمره الجديد في زق ذهن عتيق
فلا يحصد .. الآن
يظل الآن غائب في بئر الأمس الفارغ من السرائر
فهو لا يحمل في غرفتة غير دولاب الماضي وسرير تكفين الآن

يسكر حتى الثمالة في الغوص في عالم الأشياء
يستيقظ في الصباح الباكر بصداع نصفي ليأخذ حبوبه المسكنة للحياة
ويقسم يومه بين العمل والمقاهي .. بين العادات والاجترار .. بين الطقس والرتابة .. بين الملل والهروب من مواجهة ذاته
ليستيقظ في الصباح الباكر على تجاعيد تصدمه انه اقترب من الحافة فارغ المضمون إلى حد المسخ

يسكر حتى الثمالة بكأس الأشياء .. لعله ينسى انه كلي الأشياء ولكنه في الحقيقة لا شيء
كل الأرقام التي ترقص على مسرحه يخرجها مخرج صفري
يصنع كنز من اللحظات المقتولة بجدارة

مشاعره لم تعرف العري أمام شخص واحد فقط .. حتى هذا الواحد لم يجده رغم الزحام اللزج والضوضاء الصماء
أحلام الحب لم تعرف النور لأنه لم يقطن غير الظلام واجتهد في العبور على الفرص بكل ضمير ميت
لم يكتشف كم التيجان التي لديه .. لأنه اضاع عمره في التلصص ورصد تيجان الآخرين

لم يعرف من هو
وماذا يريد
ولماذا يحيا
وكيف يحيا
وإلى أي شيئ ينتمي
ومن عشق بحق وأعطاه كيانه كله
ولمن أعطى نفسه إلى الدرجة القصوى دون أدنى انتظار
ولمن ينتمي بروحه
وكيف عبر على الفقراء دون مخاض يجعل منه قطعة خبز حي ورشفة ماء
وكيف لم يهتم بالمأسورين وتركهم بين أنياب الجلادين دون أدنى امتعاض حتى في غرفته الخاصة
ولماذا لم يختبر عهد الإخلاء
ولماذا لم تجذبه الحرية واستساغ عبوديته اليومية
ولماذا لم يلمس قلوب الأطفال وترك داء السواد يمتلكه
كيف أغلق بابه في وجه العجائز وسر الحب المجاني فاحتفظ بفقره الروحي إلى حد الجفاف
كيف لم يتأمل الكون وعرف أن الحقيقة تكمن في التناغم حتى الفوضوي منها

وها بعد كل هذا الكلام وأكثر منه .. بعد الكم والكيف من الفرص
يستيقظ في الصباح الباكر ليغتال عمره في عالم الأشياء
لأنه تخيل يوما أن جلسة هؤلاء كجلسة هؤلاء
ومعتقد هؤلاء كمعتقد هؤلاء
وخرافة هؤلاء كعلم هؤلاء
وعبودية هؤلاء كحرية هؤلاء
وأنانية هؤلاء كحب هؤلاء
عبر على هؤلاء .. وعبر على هؤلاء
واستيقظ في الصباح الباكر .. كلي الأشياء



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفر لا يعرف سر الأرقام
- أهمية التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني في تطوير ال ...
- الأقنوم الرابع
- شحاذ العتبات المقدسة
- الباخرة الأولى
- توبة الوجد
- الفريسي والصوفي .. وال EGO
- ابن ضال مؤمن .. وابن بكر ملحد
- استنساخ العصمة
- رشفة سرك
- الخلاص المزيف
- كواليس الخارجين عن النص
- أدين بدين الشرك
- فخ تجديد الخطاب الديني
- تيجان الجوهر
- Dream Trap
- ممتليء أنت .. وخاوية أنا
- المحاربون
- هل كُتب علينا أن نغتال السؤال بدم ديني بارد ؟
- البصمة .. والذوبان


المزيد.....




- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ
- ثبتها الآن.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على نايل سات واستمت ...
- عروض لأفلام سوفيتية وروسية في بوينس آيرس
- -مصر القديمة.. فن الخلود-.. معرض لقطع أثرية مصرية في سيبيريا ...
- آخر ما نشره -نعم.. الموت حلو يا أولاد-.. كتاب وفنانون ينعون ...
- مطالبات واسعة في مصر لإلغاء حفل مطربة كندية شهيرة لهذا السبب ...
- ناشرون تحت المقاطعة: سوق الترجمة الإسرائيلي في مهب الحرب على ...


المزيد.....

- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - كلي الأشياء